الجسد لا يرحم.. كيف تفوق ميسي في الركلات الحرة؟ (فيديو)
كتب- عمر قورة:
تبدو سهلة معه، الجميع يعرف الزاوية التي سيسدد خلالها الكرة لإحراز الهدف، لكن لم يستطع أحد إيقافه حتى الآن، حتى رأى البعض أنه لا فائدة من محاولات الحراس في ضبط الحائط البشري أثناء تنفيذه للركلات الحرة.
ليونيل ميسي أبدع ليلة السبت وخالف المنطق بإحراز هدفين بنفس الطريقة من ركلات حرة مباشرة، ليقود فريقه برشلونة إلى إسقاط سيلتا فيجو في كامب نو بنتيجة (4-1) في الدوري الإسباني، والاحتفاظ بقمة الليجا.
سجل ميسي في سيلتا فيجو بالتخصص بعدما أرسل كرة مرت فوق الحائط البشري على يسار الحارس بلانكو، واستمر توهج صاحب القميص رقم "10" ليضيف هدفه الشخصي الثالث له وللبارسا بنفس طريقة الهدف الثاني.
"الجسد لا يرحم.. مع مرور الوقت تصبح الأمور أكثر صعوبة" هكذا صرح ميسي في حواره مع القناة الرسمية لرابطة اللاعبين المحترفين عبر "يوتيوب" بعد تتويجه بجائزة أفضل لاعب في العالم "The Best"، ويبدو أن صاحب الـ32 عاما كان صادقا وليست مزحة.
بدأ ميسي يصب تركيزه على الركلات الحرة التي لا تحتاج لمجهود، وأصبح لدى "البرغوث" هاجس كيفية تحويلها إلى أهداف بسهولة بالسنوات الأخيرة، خاصةً أنها تأتي دون الركض بالكرة أو مراوغة المدافعين أو حتى تعليمات المدرب.
يتحرك ليو ميسي بحرية مطلقة في الملعب أمام أي منافس ولا يلزمه مدربوه بالأدوار التكتيكية أو التمركز بشكل محدد سواء على الأطراف أو مهاجم صريح، وهو ما جعل النجم الأرجنتيني يختزل مجهوده لحسم المباريات، خاصةً أنه لا يؤدي أي أدوار دفاعية إلا في حالات نادرة.
وظهرت إحصائية سلبية لبرشلونة في دوري الأبطال هذا الموسم، حيث كان البارسا الأقل ركضًا بين جميع الأندية الـ32، في الوقت الذي قطع فيه ميسي مسافة 25 كم فقط خلال الأربع مباريات التي خاضها بالمسابقة، وهو ما يؤكد اختزال ميسي لمجهوده في مرحلة جديدة من عُمره.
قائد برشلونة احتاج 7 مباريات ليسجل ثمانية أهداف في الليجا خلال الموسم الجاري، واللافت للنظر أن نصف هذه الأهداف جاءت من الضربات الحرة، بواقع هدف ضد كل من إشبيلية وبلد الوليد وهدفين أمام سيلتا فيجو.
ورفع ميسي رصيده إلى 8 أهداف ارتقى بها لوصافة هدافي الدوري الإسباني، بفارق هدف وحيد خلف الفرنسي كريم بنزيمة، مهاجم ريال مدريد، على الرغم من تعرض النجم الأرجنتيني للإصابة حيث خاض 7 مباريات من 12 جولة.
وعلى صعيد الركلات الحرة المباشرة، أثبت ميسي تفوقه ومدى تطوره خلالها بوصوله لهدفه رقم 52، ليتفوق بمفرده في آخر 8 مواسم على جميع فرق الدوريات الخمس الكبرى، إذ أحرز 29 هدفا في الليجا منذ موسم (2011-2012).
يأتي هذا في الوقت الذي سجل فيه كل اللاعبين في صفوف نادي يوفنتوس الإيطالي 27 هدفا من كرات ثابتة، ريال مدريد الإسباني (23 هدفا)، روما الإيطالي وليون الفرنسي (21 هدفا)، باريس سان جيرمان الفرنسي (20 هدفا).
أول أهداف ميسي من ركلة حرة جاء في موسم (2008-09) وهو الهدف الوحيد له خلال ذلك الموسم، قبل أن يسجل ستة أهداف خلال 3 مواسم، بواقع هدفين في (2009-10)، هدف في (2010-11) وثلاثة في (2011-12).
بداية تطور ميسي في الركلات الحرة جاءت في موسم (2012-13) قبل 7 أعوام، حيث سجل 6 أهداف في ذلك الموسم، قبل أن يسجل مثلهم في موسمي (2013-14) و(2014-15)، ليعود ويسجل 9 أهداف في (2015-16).
وفي المواسم الثلاثة الأخيرة، سجل ميسي 20 هدفا من ركلات ثابتة، بواقع خمسة في موسم (2016-17)، سبعة بموسم (2017-18) وثمانية بموسم (2018-19)، قبل أن يأتي هذا الموسم ليسجل أربعة أهداف في سبع مباريات فقط.
لكن اسم ميسي يرتبط دائما بمنافسه كريستيانو رونالدو نجم يوفنتوس، حيث لا يزال النجم البرتغالي متفوقا في الركلات الحرة بفضل أعوامه التاريخية التي قضاها مع مانشستر يونايتد وريال مدريد، إلا أن الدون أصبح في خطر حاليا.
رونالدو الذي أحرز 54 هدفا من الركلات الحرة ليتفوق على ميسي بهدفين، لم يسجل سوى 12 هدفا منها منذ 2014 حتى أنه أحرز هدفا وحيدا الموسم الماضي، في الوقت الذي يرتفع فيه المعدل التهديفي لميسي خلال الأعوام الأخيرة.
فيديو قد يعجبك: