5 أزمات سياسية اشتعلت بسبب كرة القدم .. أبرزها أم درمان وحرب السلفادور

كتب- منة عمر

انسحابات واعتراضات.. بيانات تنديد وشجب.. استدعاء سفير.. للوهلة الأولى عند سماعك تلك الكلمات تعتقد أن الأمر يتعلق بانعقاد جلسة في الأمم المتحدة، لن يخطر على بالك أن تحدث تلك الأمور في مباريات كرة قدم.

وقعت أمس أحداث مثيرة بين جماهير ناديي القوة الجوية العراقي واتحاد لعاصمة الجزائري خلال مباراة إياب دور ثمن النهائي لبطولة الأندية العربية.

وبحسب ما تم تناقله من أكثر من مصدر فقد هتفت الجماهير الجزائرية ألعاب نارية في ملعب المباراة وهتفت بعبارات أغضبت الفريق العراقي الذي قرر الانسحاب من اللقاء.

وزارة الخارجية العراقية استدعت السفير الجزائري لديها على خلفية الإساءات التي أطلقتها الجماهير الكروية الجزائرية خلال المباراة، وأعربت في بيان عن استنكارها لسلوك بعض الجماهير الجزائرية.

ليست المباراة الأولى التي تؤدي إلى أزمات سياسية، بل بات الأمر يتغلغل إلى الساحة الكروية شيئًا فشيئًا إلى أن وصل في بعض الأحيان إلى قطع العلاقات الدبلوماسية، واشتعال حروب.

ويستعرض مصراوي خلال التقرير التالي أبرز مباريات كرة القدم التي سببت أزمات سياسية:

حرب كرة القدم.. السلفادور - والهندوراس

حرب فعلية نتج عنها وقوع 3000 قتيلاً وعشرات الآلاف من الجرحى.

الأمور بين البلدين لم تكن على أفضل ما يرام فقد كانت هناك بعض التوترات السياسية، إلا أن أكثر المتشائمين لم يتوقع أن يصل الأمر لاندلاع حرب فعلية بين البلدين بسبب مباراة.

في تصفيات بطولة كأس العالم لكرة القدم 1970 أوقعت القرعة البلدين قي مواجهة حاسمة لتحديد الفريق الذي المتأهل إلى المرحلة النهائية المقامة على ملاعب المكسيك.

فازت هندوراس على ملعبها في المباراة الأولى واعتدت الجماهير الهندوراسية على جماهير السلفادور حتى وصل الأمر لفراراهم إلى بلادهم تاركين ممتلكاتهم.

مر أسبوع واحد فقط على مباراة الإياب وفازت السلفادور في ملعبها وثأرت من جماهير الهندوراس.

14 يوليو 1969 كان موعد المباراة الفاصلة التي فازت فيها السلفادور وتأهلت، إلا أن الدولتان قد نشرتا قواتهما على طول الحدود بينهما.

وانتهكت طائرة من هندوراس أجواء السلفادور وأطلقت على كتيبة النيران داخل الأراضي السلفادورية لترد الأخيرة وبعد أسبوعين وتدخل الوساطات من الدول توقفت الحرب بعد أن أدت إلى دمار كبير وخسائر في الأرواح بالآلاف.

أزمة مصر والجزائر.. أم درمان

المباراة كانت فاصلة بين المنتخبين لتحديد المتأهل إلى بطولة كأس العالم لكرة القدم 2010 بعدما تساوى المنتخبين في عدد النقاط (13 نقطة)، فارق الأهداف على مستوى المجموعة (+5)، الأهداف المسجلة لصالحه في كامل المجموعة (9)، النقاط المحصلة في مواجهة المنتخبين بعضهما البعض (3)، وفارق الأهداف في مواجهة المنتخبين بعضهما البعض (0).

لم يتم الاحتكام إلى قاعدة الهدف الاعتباري لذلك قرر الاتحاد الافريقي تحديد مباراة فاصلة تمت إقامتها بالسودان وسط أجواء مشحونة من جانب جماهير المنتخبين وصلت إلى الرمي بالحجارة وتدمير سيارات النقل الخاصة بالمشجعين المصريين.

بتاريخ 18 نوفمبر فاز منتخب الجزائر 1-0 وتأهل إلى بطولة كأس العالم في جنوب أفريقيا.

بعد نهاية المباراة بخسارة منتخب مصر تقدم الاتحاد المصري إلى فيفا بشكوى رسمية ضد نظيره الجزائري، أكد خلاله أن حياة المشجعين واللاعبين المصريين كانت في خطر قبل وبعد المباراة وكانوا تحت تهديد مختلف الأسلحة، السكاكين، السيوف، والمشاعل.

تطورت الأمور وخرج الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك على شاشة التلفزيون مؤكدًا أنه لن يتغاضى عما حدث، كما علقت وزارة الخارجية المصرية بأن الحكومة لن تتسامح مع تلك الانتهاكات.

في الأسبوع التالي تم عقد جلسة بين دبلوماسيين من أجل أيجاد حل للأزمة التي حدثت بسبب المشجعين.

أزمة روسيا وأكرانيا تغير قواعد اليويفا

بعد احتلال الروس لجزيرة القرم الواقعة في حدود الأراضي الأوكرانية، قرر الاتحاد الأوروبي لكرة القدم القيام بخطوة لتجنب آثار أزمة سياسية كبرى تُلقي بظلالها على كرة القدم.

التوتر السياسي بين روسيا وأوكرانيا بعد ضم جزيرة القرم، دفع الاتحاد الأوروبي لكرة القدم لتوجيه القرعة الخاصة ببطولاته سواء الخاصة بالأندية أم المنتخبات، ليتجنب وقوع أطراف روسية مع أوكرانية في مجموعة واحدة.

أزمة شاكيري وتشاكا

أثار ثنائى منتخب سويسرا جرانيت تشاكا، وشيردان شاكيرى، أزمة سياسية خلال مشاركتها في مباراة منتخب بلادهما أمام صربيا في كأس العالم.

المباراة التي جمعت بين المنتخبين كانت ضمن منافسات الجولة الثانية لدور المجموعات، وفور تسجيل شاكيري هدف فوز فريقه احتفل هو وزميله تشاكا عن طريق رسم النسر الرمزي المتواجد على علم دولة ألبانيا الأمر الذي أثار حفيظة الكثيرين.

صورة أوزيل مع الرئيس التركي

انتقد الاتحاد الألماني لكرة القدم صورة ثنائي "المانشافت" مسعود أوزيل وإلكاي جوندوجان، برفقة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

وعلى الرغم من أن أوزيل لاعب أرسنال الإنجليزي وجوندوجان نجم وسط مانشستر سيتي، لهما أصول تركية، إلا أن النقد طالهما وطالبت بعض الجماهير الألمانية استبعادهما من تمثيل المانشافت في بطولة كأس العالم الأخيرة.

وصفت بعض الجماهير أوزيل بـ"الخائن"، كما حملته مسئولية خروج المنتخب الألماني من منافسات المونديال الأخيرة، حتى انتهى الأمر باعتزال أوزيل اللعب الدولي.