تكريم أربيلوا يفتح كتاب الذكريات المريرة أمام "القديس" كاسياس
كتب- علي البهجي:
بوجه شاحب يجلس الحارس الأسطوري لريال مدريد إيكر كاسياس أمام التلفاز يشاهد مبارة فريقه، الذي ظل عشقه الأول لسنوات ومازال، لكنه هذا لم يكن السبب الرئيسي وراء جلسوه هكذا، فقد علم قبل أيام أن تلك المباراة ستشهد على تكريم ريال مدريد لألفارو أربيلوا، قبل تركه قلعة البيرنابيو في الظهور الأخير له بألوان "الميرنجي".
الدقائق تمر وتمضي وكاسياس غارق في ذكريات يأبى عقله أن يقظه بعيدا عنها، ومع حلول الدقيقة الـ 17 يطلق حكم المباراة صافرته معلنًا عن توقفت المباراة لتكريم أربيلوا، لتأتي اللحظة التي انتظرها طويلا "القديس" خلال مسيرته مع الملكي لكنه لم يراها حتى خرج من الباب الكبير، حينها تعود به عجلة الزمان للوراء قليلا.
فقبل عام وحين قرر كاسياس ترك ريال مدريد بعد تعالت المطالب داخل قلعة البيرنابيو المطالبة برحيله، ونال كاسياس نصيب الأسد من صافرات الاستهجان و الهتافات التي خرجت من المدرجات التي كانت لا تهتف من قبل سوى له، ولكن في النهاية غادر كاسياس بصافرات الإستهجان.
ومع وصول العلاقة بين كاسياس وجماهير الريال لطريق مظلم، لم يجد أمامه سوى الرحيل وعقد "القديس" مؤتمرًا صحفيًا قبل الرحيل لبورتو الذي حصل على خدماته للعامين القادمين ، وما يمضى سوى دقائق على بدء المؤتمر حتى أجهش كاسياس في البكاء، في الوقت الذي التفت فلم يجد حوله سوى مجموعة من الصحفيين، مع غياب تام من جميع المسؤولين في ريال مدريد أو حتى زملائه في الفريق.
حاول كاسياس أن يظهر أكثر قوة في تلك اللحظات، لكن الحزن سيطر على مشاعره وخيبة الأمل بلغت مدها، فمع أن قال شكرا للجميع عادت من جديد دموع كاسياس في النزول أمام أعين الجميع.
في المقابل شاهد احتفال جماهير ريال مدريد بالمدافع اربيلوا بشكل أسطورى، وكأنه حقق ما عجز عنه ديستفانو أو راؤول جونزالز، ففي المدرجات دخلت الجماهير حاملة قمصان اللاعب ورفعوا له لافتة كبيرة عليها اسمه ورقمه الذي كان يرتديه مع الريال.
أربيلوا الذي لم يكن بالمدافع المميز في مركزه، والذي أمضى أغلب وقته في الدفاع عن ريال مدريد عبر صفحات التواصل الاجتماعي، على عكس كاسياس الذي ساهم في العديد من الانجازات في عصر "الملكي" الذهبي، في حضور الأساطير زيدان وفيجو وبيكهام ورونالدو.
وع حلول الدقيقة 17 والمقصود بها رقم اللاعب مع ريال مدريد ظهرت رسالة تكريم على شاشات ملعب سانتياجو برنابيو مكتوب عليها "شكراً أربيلوا".
فيديو قد يعجبك: