زيدان "ملك الكنترول".. قصة مدريدية لا تنتهي

كتب- علي البهجي:

دخل النجم الفرنسي زين الدين زيدان، لاعب ريال مدريد السابق، تجربة جديدة في مسيرته مع كرة القدم بعدما أعلن نادي العاصمة الإسبانية رسمياً إقالة مدربه رافائيل بينيتز من منصبه، بعد النتائج المخيبة التي يمر بها الفريق.

وقررت إدارة النادي الملكي برئاسة فلورنتينو بيريز تعيين الفرنسي زين الدين زيدان مدرباً للفريق خلفاً لبينيتز.

ولم يمض بينيتز صاحب ال55 عاماً سوي 7 أشهر فقط داخل أروقة النادي الملكي، إلا أن النتائج المخيبة التي قدمها، وعدم راحة اللاعبين تحت قيادته، كانا سببان رئيسيان في إقالته.

زيدان ملك الكنترول

حين تدخل إلى قلعة البيرنابيو، لن تجد أمامك سوا اسما يتردد في كل جنبات القلعة الأشهر في مدريد، زيدن الدين زيدان، الفرنسي صاحب الأصول الجزائرية، سيطر على أفئدة جماهير ريال مدريد بعد سنوات قضاها هناك في إمتاعهم كرويا قبل جلب لهم الكثير من الانجازات.

زين الدين زيدان أو كما لقبه عشاقه "زيزو" استطاع ان يرسم لنفسه طريق فريد، يصعب على أي لاعب أن يحاول تكراره مهما بلغ مهارة، فاللاعب الأشهر في تاريخ الفرنسيين يمتلك من القدرات ما جعلته الأكثر تحكمًا في الكرة على مرة التاريخ.

"زيزو" يمتلك أسلوبًا فريدًا في التعامل مع الكرة، القصة بيهما تتخطى حدود اللعبة، لتكون الأقرب لكونها علاقة عشق، قائمة على التفاهم المتبادل، فنادرًا ما وجدنًا الكرة تعصي له أمرًا حين يرغب فيها، فما عليه سوى الإشارة لها بقدمه لتلبي هي النداء فتستقر طائغة لرغباته.

صفقة تاريخية

فاللاعب الذي نجحت إدارة ريال مدريد في التعاقد مع في عام 2001، قادمصا من يوفنتوس الإيطالي في صفقة صنفت وقتها بالأكبر في تاريخ كرة القدم، على مدى ثمانية سنوات متتالية، قبل أن يكسر البرتغالي كريستيانو رونالدو، لاعب الريال، الرقم بانتقاله للملكي مقابل94 مليون يورو، حيث دفع نادي ريال مدريد 75.6 مليون يورو لكي ينتقل زيدان إلى صفوفهم، ليكون بجوار كتيبة من النجوم مثل روبيرتو كارلوس ولويس فيغو.

مسيرة حافلة مع الريال

تمكن زيدان في موسمه الأول مع الريال قيادة الفريق إلى الفوز بدوري أبطال أوروبا بعد أن تغلب الفريق على نادي باير ليفركوزن الألماني بهدف خيالي من زين الدين زيدان في إستاد هامبدن بارك في غلاسكو في استكلندا ، وفي الموسم الثاني حقق بطولة الدوري الأسباني.

تربع زيدان خلال 6 سنوات قضاها داخل ريال مدريد على قلوب جماهير الميرنجي، تخللها الفوز بعدد من الألقاب،قبل أن يدخل الفريق في سكة الإبتعادل عن منصات التتويج وخاصة الحصول على دوري أبطال أوروبا، لينهي "زيزو" مسيرته مع الريال في 7 مايو 2006 ، حيث لعب آخر مباراة له في ملعب سانتياغو برنابيو، وكانت المباراة أمام نادي فياريال الإسباني، وانتهت المباراة بالتعادل 3-3، وقد سجل زيدان الهدف الثاني لريال مدريد وفي نهاية المباراة تبادل زيدان القميص مع خوان رومان ريكيلمي. ويعتبر زين الدين زيدان من أهم وأكبر اللاعبين الذين ساهموا في إنجازات ريال مدريد الإسباني.

هدف أسطوري

وسيظل هدف زيدان في مرمى باير ليفركوزن الألماني بنهائي دوري الأبطال 2002 محفورًا في أذهان جماهير الكرة المحبة لفن "زيزو"، بعدمًا صنفه البعض بانه الأورع في مسابقة دوري أبطال أوروبا رغم مرمر أكثر من 13 عامًا على إحرازه.

الصمت يخيم على المكان في ملعب هامبدن بارك في غلاسكو في استكلندا بنهائي دوري الأبطال، وسط حضور أكثر من 25 ألف مشجع أتوا من عدد من البدان الأوربية لتشجيع طرفي النهائي، ومع حلول الدقيقة 45 والنتيجة كانت لاتزال التعادل بهدف لكل فريق حدث ما لم يمكن لأحد تخيله.

لاعبو ريال مدريد يمررون الكرة بين أقدامهم في محاولة لإيجاد ثغرة للوصول لمرمى الفريق الألماني، والذي شكل حائط دفاعي قوى لصد هجمات الأسبان القادمة من كل مكان.

الكرة تصل إلى الجانب الأيسر للظهير البرازيلي روبرتو كارلسو، روض الكرة وسرعان ما كان القرار بإرسال عرضية بشكل يصعب على أي لاعب الاستفادة منها وتسديدها في المرمى، ولكن على عكس المتوقع فتمكن" ملك الكنترول" من ترويضها بشكل مبهر، ليحولها بقدمه اليسرى في مرمى باير ليفركوزن، وسط ذهول حارس المرمى، والذي اعقبها دهشة من الجميع من روعة الهدف.

أشبال زيدان

رٌزق زيدان بثلاثة أبناء جميعهم تربوا على حب ريال مدريد، وجميعهم يلعبون في فرق للنادي الملكي، فأكبرهم إنزو (20 عاماً) يشغل مركز لاعب وسط مع لوكا (17 عاماً) الذي يقف بين الخشبات الثلاث كحارس مرمى في الفريق الملكي الرديف، بينما ثيو (13 عاماً) فهو صانع ألعاب وهداف واعد جداً في فريق الناشئين كما يوضح الفيديو أعلاه.

الفرنسي الأول في تدريب الريال

ومع تولى زيدان مهمة تدريب ريال مدريد، يعتبر هو أول فرنسي يتقلد هذا المنصب من 24 مدرباً أجنبياً قادوا النادي علي مر التاريخ، بعدما درب الريال ثلاث مدربين من الأرجنتين وثلاث إنجليز وإثنين من هولندا ومدربين من صربيا ومدربين من الاوروجواي .

كما قاده أيضاً مدربين إثنين من البرتغال وإثنين من ايطاليا ومدرب واحد من البرازيل وتشيلي ومقدونيا وويلز والباراجواي .

وتعاقب على تدريب النادي الملكي عدد كبير من المدربين الإسبان الذي يصل عددهم إلى 22 مدرب كان أولهم خواندي كارسير في عام 1920 وأخرهم رفاييل بينتيز في عام 2016.