بلاتر ما زال صامدا رغم تزايد الضغوط والمطالبات بتنحيه
برلين-(د ب أ):
رغم تزايد الضغوط من قبل الرعاة الرئيسيين للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) على السويسري جوزيف بلاتر رئيس الاتحاد ومطالبته بالاستقالة بشكل فوري من رئاسة الفيفا ، لا يزال بلاتر صامدا في وجه هذه الضغوط.
وقال ريتشارد كولين محامي بلاتر في بيان له إن بلاتر لن يستقيل.
ويأتي تصريح كولين ردا على مطالبة كل من شركات كوكاكولا وفيزا وبودفايسر وماكدونالدز الراعية للفيفا بضرورة تنحي بلاتر عن منصبه بشكل فوري.
وأوضح "رغم كون كوكاكولا من الرعاة البارزين للفيفا ، يعارض السيد بلاتر موقف الشركة ويرى بشكل راسخ أن ترك منصبه في الوقت الحالي ليس لمصلحة الفيفا كما أنه لن يسهم في تطور عملية الإصلاح بالفيفا. ولهذا ، لن يستقيل بلاتر".
وطالبت شركة "أديداس" الألمانية لإنتاج الملابس والأدوات الرياضية والراعية للفيفا اليوم السبت بإجراء "تغييرات جوهرية" في الفيفا.
ولكن أديداس ، على عكس الرعاة الرئيسيين الآخرين للفيفا ، لم تصر على ضرورة تنحي بلاتر من منصب رئيس الفيفا بشكل فوري.
وطالبت شركات كوكاكولا وفيزا وبودفايسر وماكدونالدز الراعية للفيفا مساء أمس الجمعة باستقالة بلاتر فورا.
وأصدرت كل من الشركات الأربع بيانا مساء أمس أكدت فيه على ضرورة رحيل بلاتر بشكل فوري من رئاسة الفيفا بعدما بدأت إجراءات جنائية بشأنه في الأسبوع الماضي.
ولكن أوليفر برويجن المتحدث عن شركة "أديداس" صرح ، إلى وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) ، قائلا "كما تم التأكيد في مرات عديدة سابقة ، يحتاج الفيفا لتغييرات جوهرية".
وأوضح "ولهذا ، يجب استكمال عملية الإصلاح بكل شفافية وسرعة".
وتمثل شركة "أديداس" أحد الشركاء الخمسة الكبار للفيفا مع كوكاكولا وفيزا وهيونداي/كيا لصناعة السيارات وجازبروم.
ومددت أديداس ، التي تقدم الكرة الرسمية في كل نسخة من بطولات كأس العالم لكرة القدم منذ 1970 ، عقدها مع الفيفا قبل عامين ليستمر حتى 2030 .
وأصبحت هيونداي/كيا الكورية وجازبروم الروسية العملاقة هذا العام ضمن شركاء الفيفا وذلك بعقد يمتد حتى 2018 ويتضمن مونديال 2018 في روسيا. ولكن الشركتين أيضا لم يطالبا بالتنحي الفوري لبلاتر.
وتمثل عائدات حقوق التسويق ثاني أكبر مصدر للدخل المالي إلى الفيفا بعد حقوق البث التلفزيوني.
وخسر الفيفا في العام الماضي عددا من الرعاة منهم شركة سوني اليابانية لصناعة الإلكترونيات والخطوط الجوية الإماراتية.
وبلغت عائدات حقوق التسويق للفيفا من 2011 إلى 2014 نحو 58ر1 مليار دولار من إجمالي العائدات الذي يبلغ 8ر4 مليار دولار لهذه الفترة وذلك طبقا للتقرير المالي للفيفا والصادر في 2014 .
وكانت كوكاكولا أول من نصح بلاتر بالتنحي الفوري وذكرت في بياتها "لمصلحة اللعبة ، شركة كوكاكولا تدعو جوزيف بلاتر رئيس الفيفا للتخلي عن منصبه فورا حتى تبدأ عملية الإصلاح بشكل موثوق ومستدام وجدي".
وأضافت "الفيفا بحاجة لإصلاح شامل وسريع ، وهذا يمكن أن ينجز من خلال نهج مستقل، كل يوم يمر ينتقص من سمعة الفيفا".
كما انضمت شركتا فيزا وبودفايسر لقائمة المطالبين بالرحيل الفوري لبلاتر.
وذكرت فيزا "ما من عملية إصلاح ذات معنى يمكن إجراؤها تحت إشراف القيادة الحالية للفيفا. وفي ظل الأحداث التي شهدها الأسبوع الماضي ، يتضح أن الفائدة الكبرى للفيفا وللعبة تعتمد على تنحي بلاتر بشكل فوري".
ودعت "فيزا" إلى أن تشرف لجنة مستقلة بقيادة شخص أو أكثر يتسمون بالحياد على عملية الإصلاح بالفيفا.
ومن المقرر أن يستقيل بلاتر من رئاسة الفيفا في الاجتماع الاستثنائي للجمعية العمومية (كونجرس) للفيفا والمقرر انعقاده في 26 شباط/فبراير المقبل. ويرفض بلاتر الاستقالة من منصبه قبل هذا التاريخ.
وفي رد فعله على بيان الرعاة ، قال جريك دايك رئيس الاتحاد الإنجليزي للعبة إنه يتعين على بلاتر الاستقالة بشكل فوري.
وأوضح دايك إلى رابطة الصحفيين البريطانيين "ليس مهما ما يقوله بلاتر الآن. إذا قال من يدفعون للفيفا إنهم يريدون التغيير ، سيحققون التغيير.. المهم أن الأمر لا يقتصر على تنحي السيد بلاتر. الأمر يمتد إلى التأكد من وجود برنامج إصلاح شامل وفعال".
كما دعا هايكو ماس وزير العدل الألماني إلى استقالة بلاتر بشكل فور. وأوضح ، في تغريدة على موقع "تويتر" للتواصل الاجتماعي عبر الانترنت ، "كل يوم يستمر فيه بلاتر رئيسا للفيفا هو يوم سيئ لكرة القدم".
ويجري التحقيق مع بلاتر من قبل السلطات السويسرية بسبب منحه (يرجح أن يكون لحقوق البث) عقدا في عام 2005 ودفع مليوني فرنك سويسري (06ر2 مليون دولار) للفرنسي ميشيل بلاتيني رئيس الاتحاد الأوروبي للعبة (يويفا) في عام 2011 لعمل قام به للفيفا في الفترة من 1999 حتى 2002 . وأنكر الثنائي ارتكابهما أي مخالفات.
وأعيد انتخاب بلاتر في 29 مايو الماضي لفترة خامسة في رئاسة الفيفا ولكنه أعلن بعدها بأربعة أيام فقط أنه يعتزم الاستقالة من منصبه وذلك وسط الاتهامات والادعاءات العديدة بالفساد والتي ضربت الفيفا وعددا من مسؤوليه.
وتقاضي السلطات الأمريكية 14 من المسؤولين الحاليين والسابقين في الفيفا بتهم الفساد كما تعرض جيروم فالكه سكرتير عام الفيفا للإيقاف في الشهر الماضي اثر ادعاءات بالتورط في فضيحة فساد أيضا.
كما تجري السلطات السويسرية تحقيقا منفصلا بشأن ادعاءات الفساد التي تحيط بعملية منح حق استضافة بطولتي كأس العالم 2018 لروسيا و2022 لقطر.
فيديو قد يعجبك: