"المعازيم سابوا الفرح".. مباراة مصر وروسيا من داخل قاعة مناسبات بالشرقية
كتب- محمد مهدي:
منذ بدء مباريات كأس العالم بروسيا، فتحت إحدى قاعات الأفراح في منطقة هيهيا بالشرقية أبوابها لاستقبال المشجعين، لعرض مباريات مصر داخل المكان، وليلة أمس كانت مختلفة، إذ تزامن موعد مباراة المنتخب المصري أمام روسيا مع بدء "فَرح" داخل القاعة، ليترك عدد من "المعازيم" الحفل من أجل متابعة أحداث اللقاء.
كان العمل يدور على قدم وساق داخل المساحة الخالية أمام البوابة الداخلية لقاعة المناسبات، وضع المسؤولون عن المكان عشرات المقاعدة وشاشة عرض كبيرة لكي يشاهد الزبائن بوضوح، ومع توافد "المعازيم" على القاعة كان يجاورهم عدد كبير من شباب المنطقة ورجالها يحجزون مقاعدهم لمشاهدة المباراة.
يدخل ضيوف "العرسان" إلى القاعة مجانًا، لكن من يريد حضور المباراة عليه أن يدفع 5 جنيهات قبل أن يمر من البوابة "أخويا صغير ينفع مدفعلوش؟" يقولها أحد الأطفال فيرفض المسؤول عن المكان، يجلس الجميع في انتظار بدء المباراة الهامة "يارب نكسب لو حصل حاجة تانية هنطلع من البطولة" يذكرها شاب عشريني بأسى إلى أصدقائه، فيما يكتمل الحضور في قاعة الأفراح.
سعادة بالغة بين "المعازيم" حين يصل إليهم خَبر قُرب وصول العروسين، فيما تعلو الفرحة ملامح المشجعين عند رؤيتهم للاعب محمد صلاح وهو في أرض الملعب ضمن التشكيلة الأساسية للفريق القومي ولمساته الأولى في الشوط الأول من المباراة "صلاح شكله مش فايق، لسه متأثر بالإصابة" نقاشات تدول حوله بعد غيابه عن المباراة الأولى أمام أوروجواي، الجميع يطلب تمرير الكرة إليه "هو اللي ممكن يخلص الماتش بدري".
لم يأتِ العرسان بَعد، ترك عدد من "المعازيم" قاعة الأفراح، خرجوا إلى المساحة الخاصة بإذاعة المباراة، بينهم مسنين وأطفال، وقفوا مشدوهين إلى تمريرات اللاعبين، صراخ مع الهجمات التي تضيع بلمسات خاطئة، انفعالات مع التسديدات الروسية على مرمى محمد الشناوي "يا ساتر يارب، حد يشوف العرضيات دي يا أخوانا، لو واحدة دخلت مش هنعوض".
انتهى الشوط الأول، توازن في أداء المنتخب المصري، دفاع قوي وهجوم عاجز بعض الشيء لكنه يحاول، صلاح ليس في أفضل حالاته كما يرى المشجعين من الشباب و"المعازيم"، التوتر حاضر في المكان، يجب حسم "الماتش" سريعًا، فيما يُفكر ذوي "العرسان" في أسباب تأخرهما حتى التاسعة مساءا.
يحاول "الدي جي" كَسر ملل الانتظار برفع صوت الأغاني، في الجانب المقابل يُشعل مُعلق المباراة بصوته الجماهير، بعد أن تلقى المنتخب هدف في مرماه عن طريق الخطأ من اللاعب أحمد فتحي، بعد أن دفعه لاعب روسي "الماتش هيضيع أونطة، أجمد يا فتحي متتهززش إنت عامل بطولة كويسة" الحزن يكسو الرجل الستيني الذي جاء إلى الفرح فوجد نفسه متابعاً للمباراة وغيره من المتواجدين بجواره.
في 15 دقيقة انهار المنتخب المصري، تلقى الهدف الثاني والثالث، بدأ المشجعين في مغادرة المكان ومايزال هناك 28 دقيقة على نهاية المباراة، فيما بقى ضيوف الفَرح "العريس لسه مجاش، خلينا نكمل الماتش ربنا ينصرنا" يحاول صلاح وزملائه استعادة زمام الأمور، الحسرة واضحة على وجهه وأيضًا على الجمهور المصري لكن لا سبيل غير المحاولة لينجح في إحراز هدف من ضربة جزاء يَكسر بها "أسطورة مجدي عبدالغني" في الدقيقة 72.
الدقائق تمر سريعاً، تغيرات "كوبر" أحدثت فارق بسيط بنزول "عمرو وردة" و"رمضان صبحي" بدلًا من "مروان محسن" و"النني". زحف تجاه المرمى الروسي لحفظ ماء الوجه، لكن الوقت لم يُسعفهم لإنقاذ الموقف "كدا خرجنا بره كأس العالم" يطلقها أحد المشجعين بأسى مع صافرة الحكم الباراجواي إنريكى كاسيراس.
العشرات يغادرون قاعة الأفراح، شوارع هيهيا بالشرقية تمتليء بالمشجعين الذين لم ينتظروا الاستديوهات التحليلية، حزن في كل شِبر، تلك ليلة تعيسة ثقيلة، كل الأحلام انتهت بغتة، دقائق من الرعونة وعدم الانتباه كبدت مصر الكثير، فيما يقف أحد أفراد أسرة العريس يمسك بالهاتف ليطمئن لماذا لم يحضر حتى الآن؟.
فيديو قد يعجبك: