العريان: 4 دروس مستفادة من تجربة مصر في كأس العالم
كتبت – إيمان محمود
قال الخبير الاقتصادي الدكتور محمد العريان، إن التأهل لكأس العالم 2018، أظهر قدرة مصر على التنافس في أعلى المستويات الدولية، مضيفا أن المصريين يجب ألا ينظروا إلى خروج المنتخب من المونديال كـ"فشل"، وإنما كتجربة تعليمية، يمكن أن توجه البلاد في سعيها لتحقيق أحلامها.
وفي مقال نشرته مؤسسة "بروجيكت سنديكيت"، كشف العريان عن 4 دروس مُستفادة من مشاركة مصر في مباريات كأس العالم "روسيا 2018"، قائلاً: "يمكن تطبيق الدروس المستفادة من خيبة الأمل هذه إلى ما هو أبعد من كرة القدم".
وقال العريان، إن المنتخب المصري سافر إلى روسيا للمشاركة في أول نهائيات لكأس العالم بعد 28 عامًا من الانقطاع، ووسط موجة من التوقعات النبيلة والحماس القوي للمشجعين، لكنهم عادوا إلى ديارهم بعد خسارة كل المباريات التي خاضوها مع فرق مجموعتهم.
وأضاف العريان: "الآن بدأت لعبة تبادل اللوم التي يبدو أنها لن تستثني أحدا، قد يكون اللوم مفهوم لكنه ليس بناءً، ويهدد بعدم الاستفادة من حكمة خروج المنتخب من المونديال"، مؤكدًا أن تعلّم هذه الحكمة لن يساعد مصر فقط بل يساعد أيضًا اقتصادات ناشئة أخرى، لتحقيق إمكاناتها الكبيرة وليس فقط في عالم كرة القدم.
الدرس الأول الذي لفت إليه الكاتب المصري؛ هو إدارة التوقعات، موضحًا أن الفترة التي سبقت المونديال كانت محفوفة بالثناء الشديد على محمد صلاح، الذي حاز على لقب أفضل لاعب كرة قدم في إنجلترا والدوري الإنجليزي في موسم 2017-2018، وأصبح معشوقًا لملايين المصريين، إضافة إلى أن مصر لم تتأهل لنهائيات كأس العالم منذ عام 1990، وهو ما تسبب في تجاوز المصريين في توقعاتهم لما يمكن أن يحققه فريق المنتخب المصري على أرض الواقع في المونديال، بحسب الكاتب.
وأشار العريان، إلى أنه رغم إصابة محمد صلاح بخلع في الكتف، في مباراة ليفربول أمام ريال مدريد في دوري أبطال أوروبا، ما تسبب في عدم مشاركته في مباراة مصر الأولى في كأس العالم أمام أوروجواي، إلا أن المصريين ظلوا متفائلين جدًا، لينتهي بهم الحال إلى خيبة أمل أكبر مما يجب.
أما الدرس الثاني الذي ذكره العريان، هو الاستفادة من نقاط القوة لدعم التنوع، موضحًا أن أمل المصريين في منتخب بلاده، لم يكن ممتدًا لمعرفة أن هناك أسلحة سرية أخرى يمكن استخدامها لإبهار الجماهير، بل على العكس؛ استمرت خطة اللعب المصرية في الاعتماد بشكل كبير على محمد صلاح "الذي كانت موهبته معروفة، لكنه لم يتمكن من اللعب بكامل إمكاناته"، على حد تعبيره.
وانتقد العريان تكتيكات المُنتخب، واصفها بالـ"بطيئة التطور"، مضيفًا "حتى بعد أن خصص المنافسون لاعبين أو ثلاثة لمراقبة صلاح، وبدلاً من التنوع في موقع القوة، حاول اللاعبون بذل مزيد من الجهد، لكنهم ظلوا محصورين في نفس الخطة.
وقال الكاتب، إن الدرس الثالث هو "إنهاء المهمة"؛ ففي المباراة النهائية لكأس العالم خسرت مصر أمام السعودية 2-1، ما غيّر ترتيب الفريق وتسبب في نزوله إلى المركز الرابع في مجموعته بدلاً من الثالث.
أرجع العريان سبب الخسارة، لتضاؤل التركيز مع اقتراب انتهاء المباراة، لافتًا إلى أن المانيا أيضًا فعلت خطأ مشابها جعل كوريا الجنوبية تحرز هدفين في شباكها في الوقت بدل الضائع، ما تسبب في خروجها أيضًا من المونديال.
واستطرد "في كرة القدم أو مجال الأعمال التجارية أو السياسة أو أي مجال آخر، مفتاح النجاح المستمر هو عدم الاستسلام حتى يتم إطلاق صافرة النهاية".
الدرس الأخير من تجربة مصر في كأس العالم؛ هو أن المشاركة الدولية يمكن أن تلعب دورًا حيويًا في تعزيز رأس المال والموارد المحلية؛ إذ يمكن للاعبين، مثل محمد صلاح، لديهم فرص للعب في الخارج في بطولات تنافسية عالية، أن يعمقوا ويوسعوا مهاراتهم، مع تطوير فهم استراتيجي أوسع للعبة، ما يضعهم في مكانة أفضل لتحسين أداء الفريق الوطني في المسابقات الإقليمية والعالمية.
وأكد أن حركة اللاعبين المتزايدة عبر الحدود، ساهمت بالفعل في التقارب بين مستويات مهارات الدول، والتي انعكست في تراجع هيمنة القوى التقليدية، مثل الأرجنتين والبرازيل وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وإسبانيا.
ففي الواقع بمونديال هذا العام، إيطاليا لم تتأهل لنهائيات كأس العالم، وخسرت ألمانيا في دور المجموعات، فيما تستمر الأرجنتين بعد أن كادت تخرج من دور المجموعات، على حد قوله.
يرى الكاتب أن هناك حاجة إلى بذل المزيد من الجهود لاغتنام الفرص الدولية لتنمية الموارد البشرية، وإعادة المعرفة والخبرات، ونشر ما يتم تعلمه لعدد أكبر من الناس، بالنسبة لكرة القدم والعديد من المجالات الأخرى، من عمليات تجارية إلى التكنولوجيا
فيديو قد يعجبك: