ارفع رأسك يا صلاح.. فالطريق لا يزال طويلاً
كتب- علي البهجي:
كانت أشبه بليالي الشتاء العاصفة، كل شيء يوحي بأن المطر وشيك لا محالة، الخطوط التي أمضيت الوقت في رسمها، لم تصمد طويلا، سيرك في هذا الطرق وحدك بات غير مُجدٍ وبدون أي فائدة، إلى متى ستقف ترمق حلمك من بعيد، ويحيط بك حاملو الفؤوس لتحطيمك؟
أخر الطموح لحن حزين يا فتى، فبعدما أوقدنا نيران الأمل في الشوارع وجلسنا نراقب الحلم هناك في روسيا، عادوا لنا بخفي حنين، تعلو وجوهم الحسرة، لتتبدل الضحكات إلى علامات بلهاء، انخفضت الأيادي التي لوحت لهم بالتصفيق.
المعارك لا تنتهي يا صلاح والأراضي التي تكسبها يومًا، ضع علمك عليها واتركها وابحث عن مجد جديد، حين تتعثر قدماك بثقل انزعه وواصل نحو القمة، ستكون في الغالب بمفردك في تلك الرحلة، حتى لو ظهرت وسط الحشود.
ارفع رأسك يا صلاح فالطريق لا يزال طويلاً، عليك الاحتفاظ بمخزون الأمل الذي بداخلك، فخلفك الملايين زادهم هو رؤية الحلم يتحقق في شخصك ، لا تدع الحزن يخيم على الأجواء، وانفض عنك غبار الهزيمة فلا يزال أمامك الكثير من الأراضي تنتظر رفع رايتك عليها.
الشاشة بعد المباراة رفعت اسمك، وعنونت "رجل اللقاء"، نعلم أن هذا لم يكن كفيلاً للعودة لبلادك راضيا، رسمت هناك في روسيا آمالا عريضة، خانك الحظ في لحظات، غدر بك التوفيق في بعض الأحيان، لكن الشيء المؤكد أن الأمل في العودة مجددا باقٍ لا محالة.
خضت كثيرا من المعارك وكنت دائمًا عند حسن الظن، ألا تذكر تلك الدموع في مباراة غانا الشهيرة التي تحولت بعد سنوات لضحكات نصر بمجد خالد، رغم صعوبة الخروج فعليك أن تفخر بما حققت، سجلت اسمك في هدافي كأس العالم، ولا يزال أمامك الكثير لتقدمه لوطنك.
الطريق لا يزال طويلا يا صلاح، وأمامك الكثير لإنجازه، الجميع في وطنك يتوسم فيك الخير، يرى فيك أسطورة لن تتكرر، عليك ألا تخذل شعبا انتظرك طويلا لتأتي، فلا تجعله ينتظر مرة أخرى حتى تعود مجددًا.
فيديو قد يعجبك: