عقل المباراة .. نحن المسئولون عن خروج مصر من كأس العالم
كتب ـ أيمن محمد:
في تحليلات عقل المباراة .. رحلة داخل عقول المديرين الفنيين لكلا الفريقين ونجتهد لإبراز النواحي التكتيكية المتخصصة التي كانت موجودة في المباراة ونضيف عليها ما كان يجب أن يكون متواجدا حتي تصل كرة القدم بشكلها المتخصص داخل عقل القارىء .
قال لي يوما أحد أساتذة الإعلام ( الحقيقي ) في مصر نصا : الإعلام هو من يقود الرأي العام وليس العكس فإذا تبادلت الأدوار تقزم الأول لصالح الثاني .
قبل أن تتباهي وتتفاخر بوصولنا لكأس العالم وأنا معك أود أن أذكرك بأن غانا المرشح الأول قبل إنطلاق التصفيات قد أنهي مبارياته الثلاثة علي أرضه بدون فوز كما أنه فاز بمباراة واحدة فقط من ضمن ستة مباريات ..إذا كنت تعتبر تأهلك علي حساب أوغندا والكونغو إعجازا فلك التحية .
فلاش باك
في 94 أمام زيمبابوي خرجت بطوبة وكان لديك تصفيات أخري ( لم تكن المباراة الحاسمة ) في 98 تعادلت علي أرضك أمام تونس وهزمت من ليبيريا بهدف وايا ، في 2002 كنت في مجموعة إنتحارية بحق ( الجزائر والمغرب والسنغال ) ومع ذلك كنت قريبا من التأهل ، في 2006 كنت مع الكاميرون وكوت ديفوار ، في 2010 كنت قريبا جدا أيضا ولكن في كل التصفيات كان لديك منافس قوي جدا واكثر من منافس في 2002 و 2006 ، الفرصة التي عاندتك كثيرا أتت لك علي طبق من ذهب بضعف مستوي غانا العام أمام الكونغو واوغندا علي أرضها .
إختيار شوقي غريب لم يكن موفقا ، لإن برادلي بحسابات المنطق وقتها لم يكن لديه قوام منتخب ولا دوري وكان يلعب مبارياته الودية خارج القطر المصري وأجبرته السلطات الأمنية علي اللعب أمام أفريقيا الوسطي يوم الجمعة بعد أن لعب مباراة رائعة أمام غينيا ( منافسك المباشر في مجموعة كأس العالم ) وأستطاع فيها هزيمتها 3/2 في كوناكري قبل مباراة أفريقيا الوسطي بخمسة أيام ( صدق أو لا تصدق أفريقيا الوسطي وقتها جاءت إلي مصر قبلك ب 48 ساعة ) .
نحن جميعا نعلم أننا لم نكن الأحق بالوصول إلي نهائي كأس الأمم ، لعبت المغرب أفضل منا وكذلك بوركينا ..وقتها ساند الإعلام المنتخب كي يستطيع الوقوف علي قدميه ، فقط قليلين من كانوا يذكرون الحقيقة وقت الفوز أننا لدينا أخطاء في أشياء أولية وكان الرد وقتها ( هذا هو أسلوب كوبر .. والدفاع يأتي بالبطولات وكل تلك الأكاذيب التي لا تمت للحقيقة بصلة ) ولكنها مجرد أكلشيهات جديدة تطلق في آذان الجماهير لتحل محل أكلشيهات قديمة عانينا منها في بعض الأستوديوهات قبل أن تدخل أجهزة ال (بيرو وغيرها من الأجهزة في القنوات ) ليتم شرح حالات معينة ويتحول المحللين إلي معلقين يصفون أجزاء فنية دون رؤية متكاملة ومنطقية بإستدلالات لا تقبل الشك .
مازلت أتذكر حديث النني الذي قال بأن المنتخب لن يذهب لأداء ثلاثة مباريات فقط ليخرج وهو يركض فقط لتغطية مساحة من أجل اثبات التواجد في كادر اللقطة دون أن يقوم بمحاولة حثيثة لإستخلاص الكرة أو حتي المراقبة الفعلية ، كل ما هنالك أنه ينظر شذرا إلي زملائه وهو يقومون بالتغطيه علي أخطائه ثم ينفعل عليهم وكأنهم من أخطاؤا ( أسلوب قديم عرفناه من بعض اللاعبين في السبعينات من القرن الماضي ) .
بالطبع طرفة أسامة نبيه والتي ذكرتها في أكثر من تحليل ( إستطعنا أن ندافع عن المرمي في التدريبات بثلاثة مدافعين أمام ثمانية ويفشل الثمانية في التسجيل ) ولكن الطرفة كانت منطقية عندما رأينا تدريب المنتخب الوداعي في إستاد القاهرة ووجدنا شكل هجومي ساذج ( أربعة أفراد تشكل نصف قوس يتناقلون الكرة يمينا ويسارا ) دون أن تحدث جملة واحدة ودون أن يجرؤ أحدهم علي المرور من المدافع .
قبل المباراة وفي هذه الزاوية تحدثت أمس عن كيفية إدارة كوبر للمباراة فعلي مدار سنوات في كل مباراة تظهر أهمية شىء معين لديك أما بداية المباراة أو نهايتها ، طريقة اللعب وإستراتيجية الدفاع أو الهجوم ، كيفية بناء الهجمة ( كرات طويلة أو قصيرة ) وغيرها من عشرات عناصر التحليل وعلي المدير الفني ( الذكي ) أن يعرف أي نقطة هي التي سيبدأ منها المباراة .
في الوقت الأخير من المباراة إشترك كهربا في الوقت الذي تراجعت فيه روسيا للدفاع وبالتالي كان إختيار الكرات العرضية لن يكون موفقا ( أبجديات معروفة لأي مدير فني في مقتبل العمر وليس لمدير فني ذهب مرتين لنهائي دوري الأبطال ) وهذا إن دل علي شىء فيدل علي أنه بات لا يصلح مديرا فنيا لإنه فقد الرؤية الأولية .
إشتراك عبدالله كإرتكاز في خط الوسط ، أمر أيضا ناديت به أمس في الشوط الثاني ليدخل بديلا لأحد ثنائي الوسط علي أن يشترك وردة كجناح صريح منذ البداية ليخفف العبء عن صلاح العائد من إصابة طويلة ولكن ( كوبر ) إختار أن يلعب 4-2-3-1 كالمعتاد وأن يجهد عبدالله وصلاح والنني دون أن يكون هناك تغطية حقيقة لمركز الجناح ولا تأمين حقيقي لوسط الملعب ولا صناعة لعب حقيقة في الوسط الهجومي ، كلها إرهاصات هجومية ولكننا نقوم بتكبيرها لذر الرماد في الأعين ونقول أننا نهاجم .
الغريب أنك إستخدمت ذلك الأسلوب بنجاح نسبي أمام أورجواي في اللعب برباعي صريح في وسط الملعب دون الحاجة إلي BUZZLE والأغرب أنك إستخدمت ذلك أيضا أمام أوغندا في ثاني مباريات المنتخب في كأس الأمم 2017 وأقحمت وقتها السعيد كإرتكاز ثان في الشوط الثاني وإستطاع تغير النتيجة في الوقت القاتل ( ولكنه العند وقلة الحيلة وعدم وضوح الرؤية ) ويبدو أن الجهاز الفني كاملا لا يقوم بمشاهدة مبارياته التي أجاد وأخطأ فيها . تشيرتشيسوف يجيب عن ذلك
المدير الفني الروسي الذي إختار أن يلعب بثلاثي في قلب الدفاع في المباريات الودية ووجد الأمر كارثيا لعب بطريقة مختلفة أمام السعودية وفاز بخماسية ، نعم قام بتغيير الخطة قبلها بأربعة أيام فقط ، ليس هذا فحسب بل أنه وجد أنه دزيوبا سيكون مناسبا أكثر لضربات الرأس فقام بإشراكه أساسيا علي حساب سمالوف المهاجم الرئيسي للمنتخب الروسي طوال المباريات الإعدادية أو حتي في مباراة الإفتتاح .
هذا هو المدير الفني الذي يفكر ويصلح من أخطائه دون عناد بل ويقدم فكرة مختلفة تتماشي مع نقاط قوة وضعف المنافس أما ( كوبر ) ف لو .. ولماذا أستخدم لو ؟! .. كوبر إستخدم نفس الخطة والأسلوب والأفكار أمام الكويت والاردن .. وأوغندا والكونغو .. البرتغال واورجواي وكولومبيا ، ثلاثة مستويات من المنتخبات وكلهم إستخدم فيهم نفس الأسلوب .
لقد تعاقدنا مع كوبر للوصول إلي كأس العالم ، حسنا هذا رائع وهل المشاركة في كأس العالم هي مكافأة كوبر ؟! ، أم أنه يتقاضي من الأموال نظيرا لذلك ، حتي نهاية الجولة الأولي تخيل أن المنتخب المصري لم يكن لديه ركلة ركنية واحدة أو حتي محاولة خطيرة علي المرمي ، السعودية رغم خسارتها بخماسية نالت محاولة تهديد المرمي ( أعلم أن القياس مختلف ) ولكني أتحدث عن شجاعة الفرق من بنما إلي قمة المنتخبات في العالم التي تأتي لتثبت نفسها حتي لو كانت أيسلندا أمام الأرجنتين .
نحن الأن في مرحلة سيتم فيها هدم وإعداد كل شىء من البداية وكانت لدينا فرصة لتطعيم هذا الجيل بعدد من اللاعبين الذين يمكنهم التواجد معك في 2018 وفي 2019 كمرحلة أولية ( مثل حسين الشحات والسولية وجمعة ) أو حتي من سيكمل معك حتي 2022 مثل صلاح محسن وقفشة إنتظارا لإكتمال نضوج العديد من اللاعبين في المستقبل الذي يجب الإستعانة بهم فورا من الأن ، لإن المعدل العمري للاعبين في 2022 سيكون فوق الثلاثين ( نجم المنتخب محمد صلاح وقتها سيكمل الثلاثين )
بالتالي أنت تحتاج إلي عناصر أخري في كل الخطوط ، أنت تحتاج إلي لاعبين ذو معدل عمري بين ال 21 و23 عاما الان حتي يكملوا 25 و27 في 2022 ، مع إختيار مدير فني يلعب مراحل كرة القدم ، أما التباهي بمسيرة نهائي دوري الأبطال عامين فيمكن أن نضعها في التاريخ بجوار النتائج التي تم تحقيقها مع جورجيا .
أولي خطوات التصحيح تبدأ من إقالة كوبر الأن وقبل مباراة السعودية .. الأداء السىء قبل النتيجة هو السبب في إقالة كوبر وكم من مرة حدثت في تاريخ بطولات كأس العالم أن يقال مدير فني أثناء البطولة
ربما كنت تنتظر تحليلا فنيا يتحدث عن حالات بأعينها ولكن في هذه المرة كان التحليل سابقا للمباراة عن كيفية إدارة أهم لقاء في تاريخك .
أخيرا ..لماذا نحن مسئولون عن الخروج من كأس العالم لإن البعض مننا تصدي لمهمة لم يكن أهلا لها ..لإن البعض منا حاول إيجاد تفسيرات خزعبلية لأفكار كوبر اللا منطقية وفي النهاية إنقسمت الجماهير بين مؤيد وبين معارض لبقاء كوبر وتخفي البعض حول أسوأ غطاء في كرة القدم ... ( النتائج )
فيديو قد يعجبك: