بالصور- الرفاق الأربعة.. حكاية مشجعون يسافروا خلف الجزائر منذ سنوات

كتابة وتصوير- شروق غنيم:

لا تستقيم أي بطولة للمنتخب الجزائري دون أن يحضروها جماعًة؛ قد يكون مكان التجمع مقهى شعبي لمشاهدة المباراة، أو الترتيب للسفر خارج الوطن، حافظ الرفاق الأربعة على العهد، وحين أُعلن عن تنظيم بطولة كأس الأمم الأفريقية في مصر، أدرك بوخلفة الرباعي، صاحب الستين عامًا، أن مكانه وأصدقائه الثلاثة في مدرجات القاهرة.

باتت كرة القدم بوابة الرباعي للسفر خارج الوطن، وراء المنتخب الجزائري تحركوا إلى تونس عام ٢٠٠٤، وبعدها بعشر سنوات طاروا إلى جنوب أفريقيا عام ٢٠١٤ بشعار "1,2,3 Viva Algerie"، وهو نفسه الذي جلبهم إلى مصر حيث تقام البطولة على أرضها حاليًا، يحكي جلولي جمال صاحب الـ٦٢ عامًا أنهم لا يعرفون سوى ذلك الهتاف "في هتافات تاينة الصغار يقولوها لكن إحنا مو حافظينها"، فيما تظل "Allez Allez" هتافهم الأكثر ترديدًا.

باكرًا حضر الرفاق الأربعة إلى مصر، بآمال عريضة جاء بوخلفة إلى البطولة، حاملًا معه ذكريات مجيئه إلى مصر أول مرة عام ١٩٨٦، حيث نظمت بطولة كأس الأمم الأفريقية على أرض بلد النيل آنذاك "لكن للأسف المنتخب الجزائري ما فاز، وحضرت النهائي اللي كسبت مصر فيه".

في أولى مباريات المنتخب الجزائرى اختار الرفاق الأربعة الحضور في مدرجات الدرجة الأولى، لكن حين بدأت منافسات دور الـ١٦، حيث واجه محاربو الصحراء منتخب غينيا أمس، في ستاد ٣٠ يونيو، قرروا الجلوس بمقاعد الدرجة الثالثة.

منذ انطلاق صافرة المباراة، ولم تهدأ الأجواء في الدرجة الثالثة، حماس مشتعل مع كل ركلة للمهاجم بغداد بونجاح، حين يلمس الكرة تنادي الجماهير باسمه، فيما تزداد الهتافات صخبًا حين يراوغ رياض محرز لاعبي خصمه.

يشاهد الرجل الستيني المباراة من أعلى ويتعجّب للطاقة التي حّلت على لاعبي فريقه الوطني "هدول نفس اللاعيبة اللي ضيعوا بطولات منا، لكن المختلف هو وجود مدرب محترف"، يمدح المدرب جمال بلماضي، بينما يمازحه رفيقه "هو مستقبلنا"، إشارة لاسم مدرب محاربو الصحراء.

ثلاثة أهداف مقابل لا شئ، دفعت المنتخب الجزائري صوب دور الثمانية في البطولة، بينما جعلت الرفاق الأربعة تملأهم سعادةً لحظة مغادرة الاستاد، ينسى بوخلفة وخز آلام المفاصل التي يشعر بها في كل مرة يترجل في المكان وصولًا إلى مقعده، يهون كل شئ وهو مع رفاقه لأجل لحظة واحدة "بربي أرض مصر مربوحة لينا".