على هامش نهائي أمم إفريقيا.. حكايات حزن مصريين على المقاهي "ساعة الماتش"
-
عرض 3 صورة
-
عرض 3 صورة
-
عرض 3 صورة
كتب - أحمد شعبان:
حين بدأت المباراة النهائية لكأس أمم إفريقيا، التي جمعت بين منتخبي الجزائر والسنغال مساء الجمعة؛ كان "أحمد السويسي" يمارس عمله بشكل طبيعي، يجلس أمام "فاترينته" المخصصة لتصليح الساعات وبيع كروت الشحن في انتظار زبائنه، في حارة الصوفي بالقرب من ميدان الأوبرا، لم يشأ أن يتخذ مقعدًا، كما اعتاد سلفًا، في أحد المقاهي المجاورة التي اكتظت بالمتابعين المترقبين لمعرفة من سيحصد اللقب "جالي إحباط من بعد خروج مصر من البطولة، وكنت أتمنى نكون في النهائي"، يقولها بحزن.
فيما مضى، كان الحماس يملأ الرجل الخمسيني لمتابعة مباريات مصر وما ستؤول إليه، وكذلك مباريات باقي المنتخبات المشاركة في النسخة الحالية من الـ "كان"، يقول " كنت بقفل المحل وأقعد اتفرج على الماتشات، لكن اللاعيبة خذلونا ومبقاش لينا نِفس نتابع".
كان أحمد يتمنى أن تكتمل فرحة تنظيم البطولة بالفوز باللقب، لذا لا يقوى على مشاهدة مباراة نهائي، لم يكن الفراعنة طرفاً فيها، حسرة كبيرة مسته، وهو يسترجع ذكرياته مع البطولات التي أقيمت على مصر وتوج فيها الفراعنة باللقب، وآخرها في عام 2006، والمشاهد المهيبة التي ملأت الشوارع وقتها والاحتفالات التي ملأت الأرجاء، ثمنى لو تكررت، بينما قرر أن يغلق محله الصغير مع نهاية الشوط الأول.
في أزقة الحارة، افترش أصحاب المقاهي الكراسي استعداداً لليوم الأخير من البطولة التي بدأت قبل شهر تقريباً، لم تكن هناك أجواء مختلفة، لا أعلام ولا أبواق تصدح بالتشجيع، جاور المصريون عدد من أبناء السودان وغيرهم من أبناء الجاليات المصرية، ومن حين لآخر تعلو الأصوات ويزداد الترقّب مع هجمة لهذا المنتخب أو ذاك، "أنا بشجع الجزائر، لكن في النهاية اليوم ده ما يخصناش كمشجعين متتخب مصر"، وفق ما يقول مرزوق محمد.
حزن كبير لدى صاحب الثلاثين عاماً على خروج مصر المبكّر من البطولة، زاد حين حلّ موعد مباراة النهائي "كنت بطلت أتابع البطولة وخلاص، جه يوم النهائي وقلّ علينا المواجع خاصة إن البطولة على أرضنا وجمهور الفائز هيحتفل، كنت أتمنى تكون احتفالاتنا"، يهون من حزنه قليلا فوز منتخب الجزائر بالبطولة "هنشاركهم الفرحة لكن من غير حماس" وفق قوله.
في مقهى بشارع عبد الحميد سعيد بوسط القاهرة، كان يجلس "رضا محمود" أثناء المباراة، لم يبدي اهتماماً بها "الناس كانت حزينة والأجواء هادية، واللي يفوز يفوز"، لم يكن يتوقع أن يصل الفراعنة إلى الدور النهائي بسبب أدائهم المُخزي، على حد وصفه، لكنه كان يأمل أن تكون الفرحة من نصيب الجماهير المصرية في يوم النهائي، فيما يتذكر مشاهد أول مباراة للمنتخب في البطولة وأجوائها الحماسية على المقهى، بالرغم من الأداء غير المرضي.
اختار "أحمد ناصر" تشجيع منتخب السنغال، يحب لاعبه الأشهر ساديو مانيه، المحترف في صفوف نادي ليفربول الإنجليزي، ورغم ذلك لم يشاهد إلا النصف ساعة الأخيرة من المباراة "عارف إنها أكيد هتكون مباراة قوية لأنها نهائي أفريقيا، والمنتخبين أداءهم مميز، هنشوف كرة حلوة"، تغلب حزنه على مشاهدة مباراة هامة "حاجة وحشة إن البطولة على أرضنا واحنا مش في النهائي"، قالها قبل أن يتمتم بعبارات ترثي حال الكرة المصرية وما آل إليه وضع اتحادها.
فيديو قد يعجبك: