تحدي الصيام.. شباب "فرحة" يقدمون 250 ألف وجبة للصائمين في أشهر موائد رمضان بالإسكندرية (فيديو وصور)
-
عرض 25 صورة
-
عرض 25 صورة
-
عرض 25 صورة
-
عرض 25 صورة
-
عرض 25 صورة
-
عرض 25 صورة
-
عرض 25 صورة
-
عرض 25 صورة
-
عرض 25 صورة
-
عرض 25 صورة
-
عرض 25 صورة
-
عرض 25 صورة
-
عرض 25 صورة
-
عرض 25 صورة
-
عرض 25 صورة
-
عرض 25 صورة
-
عرض 25 صورة
-
عرض 25 صورة
-
عرض 25 صورة
-
عرض 25 صورة
-
عرض 25 صورة
-
عرض 25 صورة
-
عرض 25 صورة
-
عرض 25 صورة
-
عرض 25 صورة
الإسكندرية - محمد البدري:
في قلب الإسكندرية، يجتمع شباب مفعمون بحب الخير، ليعكسوا أسمى معاني العطاء خلال شهر رمضان المبارك. اجتمع هؤلاء الشباب السكندريون على حب العمل التطوعي وروح الإخاء، لتقديم وجبات طازجة للصائمين، متحولين بتجربتهم المتواضعة إلى تقليد سنوي يستقطب مئات المحبين للخير.
اختار هؤلاء الشباب اسم "مائدة فرحة" لمبادرتهم، والتي تحتفل هذا العام بعامها الحادي عشر بنجاح. يشارك في هذه المبادرة متطوعون من مختلف الأعمار، يعملون جميعهم بإخلاص لإسعاد الناس.
ومع مرور السنوات، ارتفع مستوى تحدي الخير لدى المتطوعين في زيادة عدد الوجبات، حيث بدأت المبادرة في عامها الأول بخمسين وجبة يوميًا، بإجمالي 1500 وجبة في الشهر. أما هذا العام، فيسعى المتطوعون إلى تقديم 250 ألف وجبة للصائمين طوال الشهر المبارك، بمعدل 8 آلاف وجبة يوميًا، لتصبح بذلك أكبر مائدة إفطار في الإسكندرية.
11 عامًا في حب الخير
أوضح المهندس محمد رؤوف، البالغ من العمر 33 عامًا، وأحد القائمين على المائدة، أن هذا العام يشهد مرور 11 عامًا على إقامة المائدة. وأشار إلى أن عشرات الشباب المتطوعين يعملون يوميًا خلال شهر رمضان المبارك، من الساعة العاشرة صباحًا وحتى بعد الإفطار، في إعداد الوجبات الساخنة وتوزيعها.
تنظيم المائدة
أضاف رؤوف أن المائدة تنقسم إلى قسمين؛ الأول هو الشكل التقليدي لمائدة الرحمن، حيث تُقدَّم وجبات الإفطار لمختلف الفئات الاجتماعية، سواء لمن لم يتمكنوا من الوصول إلى منازلهم في وقت الإفطار أو الذين تضطرهم ظروف عملهم للبقاء في أماكن عملهم، أو غير القادرين على شراء وجبة.
أما القسم الثاني، فيعتمد على تجهيز وجبات ساخنة وتوصيلها إلى منازل الأسر البسيطة في المناطق النائية بأقصى أنحاء المدينة. وتقوم الفرق التطوعية، سواء من "مائدة فرحة" أو عبر مندوبين عن تلك المناطق، بتوصيل الوجبات في سيارات خاصة بالمتطوعين بين العصر والمغرب لضمان وصول الوجبات الساخنة للصائمين.
متطوعون بدافع حب الخير
وأشار رؤوف إلى أن نحو 250 شابًا وفتاة يعملون تطوعًا على المائدة، وأصبحوا بمثابة أسرة واحدة تربطهم علاقات صداقة قوية. وأوضح أن جميعهم يعملون بدافع حب الخير، حيث إن أغلبهم يعملون في مهن مرموقة أو لا يزالون طلابًا.
تجهيز الوجبات
وأضاف أن العمل يبدأ صباحًا بشراء الخامات المستخدمة في إعداد الوجبات، مثل الأسماك والدواجن واللحوم، ثم يتم تنظيفها وتقطيعها. بعد ذلك، يتم تسليمها إلى طهاة محترفين، حيث يقومون بطهيها وتحضيرها في صورتها النهائية، قبل تغليفها استعدادًا لتوزيعها أو تقديمها على المائدة.
وأكد أن المتطوعين يحرصون على تنويع الوجبات يوميًا، بحيث تشمل الكربوهيدرات، والبروتينات، والخضروات، بالإضافة إلى المقبلات والحلويات.
البداية والنمو
في حديث مع الدكتور شريف الأودن، أحد مؤسسي "مائدة فرحة"، أوضح أن الفكرة بدأت عام 2014 بهدف تقديم شيء مختلف خلال شهر رمضان، حيث اختاروا إقامة مائدة رمضانية بدلًا من تجهيز "شنطة رمضان" التقليدية.
وأضاف: "بدأت التجربة بخمسين وجبة يوميًا في الأيام الأولى من رمضان، ثم ارتفع العدد بنهاية الشهر إلى 1250 وجبة يوميًا، بإجمالي 21,500 وجبة في العام الأول." وأشار إلى أن نجاح الفكرة شجعهم على تكرارها في العام التالي، حيث نجحوا في مضاعفة عدد الوجبات إلى 42 ألف وجبة، واستمر العدد في الزيادة ليصل هذا العام إلى 250 ألف وجبة.
تنظيم العمل التطوعي
تضم المائدة مئات المتطوعين من مختلف الأعمار، الذين يقدمون خدماتهم يوميًا طوال شهر رمضان حتى ليلة العيد. وتعمل المائدة وفق نظامين؛ الأول يتمثل في تقديم الوجبات مباشرة في موقع التحضير، والثاني هو تجهيز وجبات ساخنة وتوصيلها إلى الأسر غير القادرة، وفق قوائم تضم عشرات الأسر من مختلف أنحاء الإسكندرية.
الأطفال لهم نصيب أيضًا
يمتد تأثير "مائدة فرحة" ليشمل الأطفال، حيث يحرص العديد منهم على المشاركة في العمل التطوعي جنبًا إلى جنب مع الشباب والكبار، مما يضفي أجواءً من المرح والبراءة على المائدة. ويساهم هؤلاء الصغار في تحضير الوجبات وتوزيعها، مما يساعدهم على تعلم قيم العطاء والتضامن.
لمحات من قصص المتطوعين
تشارك "حبيبة"، الطالبة في الصف الأول الإعدادي، للسنة الثانية على التوالي في المبادرة، وتؤكد أنها تشعر بسعادة كبيرة حتى ولو كان دورها بسيطًا.
أما شيماء، وهي متطوعة، فقد حرصت على إحضار طفلتها سما، حيث تشاركان معًا في ترسيخ مفهوم حب الخير ومساعدة الناس. بدأت سما بالمشاركة مع زميلاتها في الكشافة، ثم انضمت والدتها بعد إعجابها بالفكرة.
فيما يشارك "عمر" في مطبخ التجهيز لساعات، لطهي مئات الوجبات يوميًا، إذ يؤمن بأن إسعاد الناس يستحق هذا الجهد، حيث يقوم بتجهيز أنواع متعددة من الأطعمة مثل اللحم والكفتة والدجاج.
دعم أهالي المنطقة
لعب أهالي منطقة رشدي دورًا مهمًا في دعم المبادرة، سواء معنويًا أو ماديًا، حيث سمح الجيران للشباب باستخدام أفران المنازل لطهي كميات أكبر من الوجبات في بداية المشروع، كما شجعوا أبناءهم على المشاركة في التحضير.
النظافة وقواعد العمل
تشدد المبادرة على الاهتمام بنظافة المكان والوجبات. ويرتدي المتطوعون القفازات أثناء العمل، كما تنظف الطاولات بشكل دوري كل 15 دقيقة باستخدام مواد معقمة، مع الحرص على توفير أكياس مخصصة للقمامة بجوار كل طاولة، وغسل أدوات التقطيع بصورة منتظمة.
دعوة للتطوع
وجه مسؤولو "مائدة فرحة" دعوة للشباب الراغبين في التطوع للمشاركة في العمل الخيري، مؤكدين أن الجميع مرحب به دون الحاجة إلى ملء استمارات تسجيل، وأن الأهم من التبرع بالأموال، رغم أهميتها، هو التطوع بالعمل اليدوي.
الشغف بخدمة الآخرين
يؤمن المشاركون في "مائدة فرحة" بأن تخصيص ساعات من وقتهم خلال شهر رمضان لخدمة الآخرين هو أمر لا يقدر بثمن. ويرون أن متعة المشاركة والعمل الميداني تفوق متعة التبرع لجمعية خيرية دون بذل جهد مباشر. وبالنسبة لهم، الابتسامة النابعة من القلب هي أهم ما يحتاجه المحتاج قبل الطعام.
فيديو قد يعجبك: