"لا معين لنا سوى الله".. سوريون شردهم الزلزال يستقبلون شهر رمضان
(دويتشه فيله)
يحل شهر رمضان هذا العام على السوريين في ظروف شديدة القسوة اجتمعت فيها الحرب الأهلية بكارثة الزلزال، في وقت بلغت الاحتياجات الغذائية في سوريا أعلى مستوياتها منذ اندلاع النزاع قبل 12 عاماً.
بغصّة، تستعدّ أم عصمت لاستقبال شهر رمضان المبارك الذي يبدأ يوم الخميس ويحلّ ثقيلاً هذا العام بعدما ألحق الزلزال أضراراً جسيمة بمنزلها، وجعلها بين ليلة وضحاها تقيم مع عائلتها في خيمة في شمال سوريا.
وتقول أم عصمت لوكالة فرانس برس: "يختلف شهر رمضان هذا العام عن رمضان السابق والعام الذي قبله"، بعد أن تنهي مع ابنتها التسوّق من دكان مجاور في بلدة الشيخ حديد في منطقة عفرين في ريف حلب الشمالي الغربي.
معنويات منكسرة
داخل خيمة باتت منزلها منذ الزلزال المدمّر الذي ضرب سوريا وتركيا المجاورة في السادس من فبراير، ترتّب أم عصمت ما اشترته من أكياس أرز وبرغل وزيت وتمور وحلاوة. وتحضر من منزلها المجاور أواني منزلية نجت من تداعيات الزلزال.
وتضيف بحرقة بينما تجلس داخل الخيمة الخالية إلا من فرش ومدفأة: "رمضان هذا العام صعب علينا لأن معنوياتنا كُسرت وبتنا نعيش في خيمة".
وألحق الزلزال أضراراً جسيمة بمنزلها الذي انهارت بعض جدرانه وتصدّع بعضه الآخر. ولم تجد خياراً إلا نصب خيمة أمام المنزل المُحاط بأشجار زيتون.
تسبّب الزلزال بمقتل نحو ستة آلاف شخص في أنحاء سوريا، ملحقاً دماراً واسع النطاق بخمس محافظات سورية، خصوصاً تلك المحاذية لتركيا. وفاقم الزلزال الظروف المعيشية للسكان سوءاً.
الأزمة الغذائية الأسوأ من اندلاع الحرب
ويحلّ شهر رمضان هذا العام في وقت بلغت الاحتياجات الغذائية في سوريا أعلى مستوياتها منذ اندلاع النزاع قبل 12 عاماً، وفق ما أعلن برنامج الاغذية العالمي التابع للأمم المتحدة الأسبوع الماضي. ويعاني 12.9 مليون شخص حالياً انعدام الأمن الغذائي.
تسبّب الزلزال بمقتل نحو ستة آلاف شخص في أنحاء سوريا، ملحقاً دماراً واسع النطاق بخمس محافظات سورية
وحذّر البرنامج الأسبوع الماضي من أنه ما لم يحصل على تمويل إضافي، سيضطر إلى قطع (المساعدات) عن 3.8 ملايين شخص من إجمالي ثمانية ملايين بحلول يوليو.
وفي مخيم أقيم على عجل بعد وقوع الزلزال في ريف جنديرس، إحدى المناطق الأكثر تضرراً بالزلزال في شمال سوريا، يبيع هلال محمّد السفرجلي ألواح الشوكولا والبسكويت والسكاكر على طاولة وضعها بين الخيم، من أجل تأمين قوته اليومي بعدما خسر منزله بفعل الكارثة.
ويقول الرجل النازح أساساً من دمشق لفرانس برس: "لا أعلم كيف أقول كل عام وأنتم بخير، ونحن والله لسنا بخير بعد الزلزال". ويضيف: "نحن مشرّدون ولا نشعر باستقرار لسنا بخير على الإطلاق ولسنا مرتاحين في الخيم"، مؤكداً "لا معين لنا سوى الله".
في المخيم ذاته، تتحسّر أم جمعة على شهر رمضان الذي يحل عليها وقد خسرت زوجها الذي قُتل جراء الزلزال. وتقول لفرانس برس: "يحلّ علينا شهر رمضان من دون زوجي، سيأتي صعباً للغاية. لقد فقدناه وهو كان ربّ البيت".
فيديو قد يعجبك: