حكم شم العطور والبخور وروائح الطعام أثناء الصيام.. فتوى مهمة يكشف عنها عالم بالأزهر

كتب- علي شبل:

ما حكم شم العطور والروائح والبخور أثناء الصيام، وهل يدخل في دائرة المباح، أم المكروه، وهل يؤثر ذلك على صحة الصيام ؟.. الرأي الشرعي في تلك المسألة، أوضحه الدكتور عطية لاشين، أستاذ الفقه وعضو لجنة الفتوى بالأزهر الشريف.

يقول العالم الأزهري إنه ذهب أهل العلم إلى أن شم العطر أو رائحة الطعام لا يفسدان الصيام، ومن باب أولى إذا وصلت الرائحة إلى أنف الصائم بغير قصد منه.

وكشف حقيقة الصيام وعلاقته بشم الروائح، قائلًا، في نص فتواه عبر صفحته الرسمية على فيسبوك: الصيام في حقيقته امتناع عن الطعام والشراب والجماع من طلوع الفجر إلى غروب الشمس، والمراد بذلك عدم إدخال شيء إلى الجوف من المنافذ المعتادة كالفم والأنف.

أما الروائح، سواء كانت طيبة كالعطر والبخور، أو رائحة الطعام، فهي ليست أكلًا أو شربًا بالمعنى الحقيقي، بل هي مجرد جزيئات عالقة في الهواء يستنشقها الإنسان كما يستنشق الهواء العادي، ومن ثم لا تعدّ مفسدة للصوم.

والإنسان أثناء سيره أو جلوسه يزاول عملية التنفس، وقد يتسرب مع الهواء الداخل إلى أنفه رائحة طعام أو عطر، وهذا أمر لا إرادة له فيه، وقد قال النبي ﷺ:

«رُفِعَ عَنْ أُمَّتِي: الْخَطَأُ، وَالنِّسْيَانُ، وَمَا اسْتُكْرِهُوا عَلَيْهِ» (رواه ابن ماجه).

وحول حكم تعمد شم الروائح الطيبة، يقول عضو لجنة الفتوى بالأزهر: ذهب بعض أهل العلم إلى كراهة تعمد شم الروائح الطيبة، وذلك من باب الاحتياط وتنزيه الصوم عن الشهوات، ولمنع الصائم من الترفه الزائد. كما أن بعض الروائح، خاصة رائحة الطعام، قد تفتح شهيته وتضعف مقاومته، مما قد يجعله عرضة للوقوع فيما لا ينبغي للصائم.

أما إذا حدث ذلك مصادفة، أو كان الشخص مضطرًا لاستنشاق الرائحة لسبب ما، فلا حرج عليه، ولا تأثير لذلك على صحة صيامه.

وجاءت خلاصة فتواه في النقاط الثلاث التالية:

1. شم العطر أو رائحة الطعام لا يفسد الصيام، سواء قصد ذلك أو لم يقصده.
2. كراهة تعمد شم الروائح الطيبة، خاصة المنبعثة من الطعام، لأنها قد تفتح شهوة الصائم.
3. لا حرج في شم الروائح دون تعمد، ولا تأثير لذلك على الصيام.
والله أعلم.

اقرأ أيضًا:
الإفتاء توضح حكم من جامع زوجته في نهار رمضان: على الزوج 3 أمور واجبة شرعًا

حكم لبس "الاسترتش أو الإسدال" في الصلاة.. علي جمعة يوضح ما يجوز وما لا يجوز

مفتي السعودية يحسم جدل صلاة التراويح: أداؤها في البيت أولى أم مع الجماعة؟