الشيخ أحمد خليل أبو سعيد: الإساءة لمعاوية بن أبي سفيان مرفوضة شرعًا

كتب- محمد قادوس:

أكد الشيخ أحمد خليل أبو سعيد، من علماء وزارة الأوقاف، أن الإساءة إلى الصحابي معاوية بن أبي سفيان -رضي الله عنه- مرفوضة شرعًا، وأن الخوض في خلافات الصحابة لا يجوز لأنه يثير الفتن بين المسلمين.

وأوضح أن معاوية رضي الله عنه كان من كُتّاب الوحي وأحد الصحابة الذين أسلموا في حياة النبي ﷺ وخدموا الإسلام بعده، وأن النبي ﷺ دعا له بقوله: "اللهم اجعله هاديًا مهديًا واهدِ به" (رواه الترمذي)، كما جاء عن النبي ﷺ أنه قال: "اللهم علم معاوية الكتاب والحساب، وقه العذاب" (رواه أحمد والطبراني وصححه بعض أهل العلم). وهذه الأحاديث تدل على فضله ومنزلته.

وأضاف الشيخ أحمد خليل أبو سعيد، في تصريحات خاصة لمصراوي: أن الخلاف الذي وقع بينه وبين الإمام علي بن أبي طالب -رضي الله عنهما- كان اجتهاديًا، ولم يكن بدافع الطمع في الدنيا، بل كان كل منهما يرى أنه على الحق، مستدلًا بحديث النبي ﷺ: "إذا حكم الحاكم فاجتهد ثم أصاب فله أجران، وإذا حكم فاجتهد ثم أخطأ فله أجر" (رواه البخاري ومسلم).

وأشار إلى أن منهج أهل السنة والجماعة يقوم على حب الصحابة جميعًا والابتعاد عن سبهم أو الانتقاص منهم، لأن النبي ﷺ قال: "لا تسبوا أصحابي، فوالذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أُحد ذهبًا ما بلغ مُدَّ أحدهم ولا نصيفه" (رواه البخاري ومسلم).

وبشأن إنتاج عمل درامي يحمل اسم معاوية، أوضح الشيخ أن الحكم الشرعي يتوقف على مضمون العمل ومدى التزامه بعرض الحقائق التاريخية دون تزوير أو إساءة، مشددًا على أن تناول سيرة الصحابة في الأعمال الفنية يحتاج إلى تدقيق شديد واحترام لمقاماتهم، لأنهم أصحاب فضل عظيم في نشر الإسلام وصناعة حضارته، داعيًا إلى ضرورة تقديم مثل هذه الأعمال برؤية علمية منضبطة، بعيدًا عن الإثارة والتشويه الذي قد يثير الفتن بين المسلمين.