لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

حديث ومعنى (17): " كُلُّ عملِ ابْنِ آدَمَ لهُ إِلاَّ الصِّيام، فَإِنَّهُ لِي وأَنَا أَجْزِي بِهِ"

04:23 م الخميس 29 أبريل 2021

مركز الأزهر العالمي للرصد والافتاء الإلكتروني

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- محمد قادوس:

يقدم أعضاء مركز الأزهر العالمي للرصد والإفتاء الالكتروني "خاص مصراوي" تفسيرا ميسرا لبعض الأحاديث النبوية الصحيحة والتي تتعلق بالصيام وشهر رمضان المبارك، وحديث اليوم عنْ أَبي هُريرة - رضِي اللَّه عنْهُ - قَالَ: قَالَ رسُولُ اللَّهِ - صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم -: "قَالَ اللَّه - عَزَّ وجلَّ -: كُلُّ عملِ ابْنِ آدَمَ لهُ إِلاَّ الصِّيام، فَإِنَّهُ لِي وأَنَا أَجْزِي بِهِ. والصِّيام جُنَّةٌ، فَإِذا كَانَ يوْمُ صوْمِ أَحدِكُمْ فَلاَ يرْفُثْ وَلاَ يَصْخَبْ، فَإِنْ سابَّهُ أَحدٌ أَوْ قاتَلَهُ، فَلْيقُلْ: إِنِّي صَائمٌ. والَّذِي نَفْس محَمَّدٍ بِيدِهِ لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائمِ أَطْيبُ عِنْد اللَّهِ مِنْ رِيحِ المِسْكِ. للصَّائمِ فَرْحَتَانِ يفْرحُهُما: إِذا أَفْطرَ فَرِحَ بفِطْرِهِ، وإذَا لَقي ربَّهُ فرِح بِصوْمِهِ" متفقٌ عَلَيْهِ.

وفسر الشيخ، أحمد شبل، عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية معنى الحديث النبوي الشريف، بأن عبادة الصوم من أجل العبادات التي يتعبد بها المسلم لربه - سبحانه - وفي هذا الحديث القدسي أرشدنا النبي - صلى الله عليه وسلم - لبعض مزايا الصوم وثوابه فإنه لا يكافئ عليه إلا الله - سبحانه وتعالى - ولذلك خص الحديث الصوم بمجازاة الله - تعالى - فعبر بقوله: "الصوم لي".

وقال شبل إن السؤال الذي يطرح نفسه لماذا عبر عن الصيام بكلمة "لي" وجعل نسبته إلى الله - تعالى - مع أن أعمال البر التي يشملها الإخلاص كلها لله - تعالى - وليس لأحد غيره؟

وتابع أنه لأجْلِ أنَّ الصَّوْمَ لا يمكن فيه الرِّياء كما يمكن في غيره من الأعمال؛ لأن الصوم إمساك وكفٌّ وقد يمسك الإنسان عن الطعام لأغراض أخرى غير الصيام كالشبع مثلًا، أو لشدة فقره ولا يستوي هذا مع الذي أمسك تقربًا، وإنما القصد وما يُبطنه القلب وهو المُؤَثِّر في ذلك، وأما باقي الأعمال الظاهرة كالصلوات والحج والزكاة فهي أعمال بدنية ظاهرة يمكن فيها الرياء والسمعة فلذلك خُصّ الصوم بقوله: "لي" دون بقية العبادات، قال الخطابي - رحمه الله -: قوله: " لى ": أى ليس للصائم فيه حظ، قال: وقيل: إن الاستغناء عن الطعام من صفات الله - تعالى -، فكأنه يتقرب إلى الله بما يتعلق بِشبْهِ صفة من صفاته، وإن كان - تعالى - لا شبه له فى صفاته، وقيل: فيه تخصيص الصوم وتشريفه بإضافته إليه - تعالى -، فقال كما قال: بيت الله، والكل لله - تعالى -، وقيل: " لى ": أى المنفرد بعلم مقدار ثوابه وتضعيف حسناته، كما قال: "وأنا أجزى به" قال: وغيره من الحسنات اطلعت على مقادير أجُورها، كما قال: "كل حسنة بعشرٍ أمثالها"، والصوم موكّل إلى سعة جوده وغيب علمه، كما قال تعالى: {إِنَّمَا يوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغِيْرِ حِسَاب}.

وأوضح عضو الأزهر أن هذا الحديث انتقل إلى بيان مزية أخرى تميز عبادة الصيام وهي كونه (جنة) بمعنى الستر والوقاية أي أن الصيام ستر من النار ففي الجنة باب يقال له الريان يدخل منه الصائمون يوم القيامة، وفي الحديث أنه إذا دخل رمضان غلقت أبواب النار فلم يفتح منها باب، وكذلك هو ستر من المعاصي ففي رمضان تصفد الشياطين وتسلسل وينادي المنادي: يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر.

ثم بيَّن النبي - صلى الله عليه وسلم - الخلق القويم الذي ينبغي أن يتعوَّد عليه الصائم بأن يبتعد عن فحش القول وفعل ما يشين فليس الصيام عن الأكل والشراب والجماع فقط، بل إنه صيام عن المحرمات - أيضًا - قرب صائم ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش.

وسأل سائل آخر: لماذا حث الصائم على ألا يرفث وألا يجهل مع أن هذا الأمر محرم في الصيام وغير الصيام؟

فأجاب شبل: الداودى قال عن ذلك بقوله: إنما هو تأكيد لحرمة الصوم عن الرفث والجهل، كما قال - تعالى -: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ هُمْ فِى صَلاَتِهِمْ خَاشِعُونَ} [المؤمنون: 1، 2] ، والخشوع فى الصلاة أوكد منه فى غيرها، وقال فى الأشهر الحرم: (فَلاَ تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنفُسَكُمْ) [التوبة: 36] ، فأكد حرمة الأشهر الحرم، وجعل الظلم فيها آكد من غيرها، فينبغى للصائم أن يعظم من شهر رمضان ما عظم الله ورسوله، ويعرف ما لزمه من حرمة الصيام.

ومن مزايا عبادة الصيام أن الصائم لما كان ريح فمه يتغير من طول امتناعه عن الطعام والشراب وهو ما سماه الحديث بخلوف فم الصائم، فإن الله - تعالى - عوضه عن ذلك بأنه أطيب عند الله من ريح المسك جزاءً من ربك عطاءً حسابًا.

ومن مزاياه أن الصائم له فرحتان يفرحهما فرحة في الدنيا فيفرح بزوال جوعه وعطشه وذلك عند فطره اليومي وفطره يوم عيده، وهذا الفرح طبيعي، وكذلك يفرح بتمام صومه وختم عبادته، وقد يكون فرحه أعم من ذلك ولا يوجد ما يمنع ففرح كل أحد بحسبه لاختلاف مقامات الناس في ذلك، وللصائم فرحة أخرى في الآخرة "وإذا لقي ربه فرح بصومه" أي فرح بجزائه وثوابه، ولقائه ربه، وقبوله صومه.

جاوب واكسب مع فوازير مصراوي , للمشاركة أضغط هنا سارع بخروج زكاة الفطر _ زكاتك هتوصل للمستحقين مصراوي هيساعدك أضغط هنا

فيديو قد يعجبك: