إعلان

قصص الأنبياء (11): إسماعيل عليه السلام.. الذي افتداه الله بـ"ذِبْحٍ عَظِيْم"

12:04 م الإثنين 04 مايو 2020

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب – إيهاب زكريا:

في حلقات يومية، وخلال شهر رمضان المبارك، يقدم مصراوي للقارئ الكريم قصص الأنبياء، استنادا لمصادر معتبرة في السيرة والتاريخ الإسلامي، وفي الحلقة الحادية عشرة يقدم "مصراوي" قصة إسماعيل -عليه السلام- حيث تحدث كتاب "الكامل" في التاريخ عنه فقال: النبي إسماعيل عليه السلام هو ابن النبي إبراهيم -عليه السلام- من زوجته هاجر.

حيث تزوج النبي إبراهيم -عليه السلام- من هاجر أم إسماعيل بعدما طلبت منه زوجته سارة هذا؛ لأنّها كانت عاقرًا، وأرادت أن تُدخل الفرح إلى نفس إبراهيم بعدما أصابه الكبر ولم يُرزق بأبناء، فأهدت إليه هاجر التي كانت جارية عند سارة.

ما لبثت هاجر أن أنجبت إسماعيل، ففرح النبي إبراهيم -عليه السلام- فرحًا كبيرًا، وبعد ولادة إسماعيل -عليه السلام- أصابت الغيرة قلب سارة، فألهم الله إبراهيم أن يأخذ هاجر وإسماعيل إلى مكة، وكانت حينها مكان لا زرع فيه.

ترك إبراهيم عليه السلام لأسرته في الصحراء

جاء في كتاب: "قصة إسماعيل عليه السلام": بعد أن وضع إبراهيم -عليه السلام- هاجر وابنها إسماعيل في مكة، رجع إلى دياره، فقالت له هاجر: إلى أين تذهب وتتركنا هنا في هذا الوادي؟، ولم يلتفت إليها إبراهيم، فقالت له: "الله الذي أمرك بهذا؟!"، قال: نعم، فقالت: "إذن لا يُضيعنا"، فانطلق إبراهيم عليه السلام ووقف عند الثنية بحيث يراهم ولا يرونه، فدعا الله تعالى بكلمات: "رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ" [إبراهيم:37].

سعي هاجر بين الصفا والمروة

أخذت هاجر تُرضع إسماعيل -عليه السلام- وتشرب من ماء السقاء حتى نفد، فعطشت وعطش ابنها، وأخذ يتلوى وهي تنظر إليه، فأخذت تمشي بين الصفا وتسعى في الوادي وتتجاوزه حتى تأتي مكان المروة، وفعلت هذا سبع مرات، قال تعالى في سورة البقرة: "إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَائِرِ اللَّهِ ۖ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا ۚ وَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ (158)"، وإذ بها ترى موضع ماء زمزم، فأخذت منه بيدها وجعلت تغرف منه في سقائها وهو يفور فشربت حتى ارتوت وأرضعت إسماعيل.

مرّ بها قوم وهي عند الماء فسألوها: "أتأذنين أن ننزل عندك؟"، فقالت لهم: "نعم، لكن لا حق لكم في الماء"، فقالوا: نعم، فنزلوا في المكان هم وأهلهم، وقد كانوا من العرب، فشبّ إسماعيل -عليه السلام- بينهم وتحدّث العربية، وزوجوه امرأة منهم.

وفديناه بذبح عظيم

جاء في قصص الأنبياء لابن كثير: طَلَبَ إبراهيم مِن رَبِّهِ أن يَرْزُقَهُ أَوْلادًا صَالحِين، قال فِيمَا أَخْبَرَ اللهُ بِهِ في القرءان ﴿رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ (100) فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلامٍ حَلِيمٍ (101)﴾ [سورة الصافات]. فرَزَقَهُ الله تعالى إسماعيلَ وإسحاقَ.

وَلَما كَبِرَ إسماعِيلُ وَصَارَ يُرافِقُ أبَاهُ ويَمشي معه، رأَى ذَاتَ لَيلةٍ سَيِّدَنا إبراهيمَ عليه السلامُ في المنامِ أنه يَذبَحُ وَلَدَه إِسماعيلَ، قال تعالى إِخبارًا عن إبراهيم ﴿قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ (102)﴾ الآيةَ [سورة الصافات].

ورُؤْيا الأنبياءِ وَحْيٌ، فَأَخْبَرَ بِذَلِك وَلَدَه كمَا جاء في القرءان ﴿فَانظُرْ مَاذَا تَرَى (102)﴾ الآيةَ [سورة الصافات]، لم يَقْصِدْ إِبراهيمُ أنْ يُشَاوِرَ وَلَدَه في تَنْفِيذِ أَمْرِ اللهِ ولا كانَ مُتَرَدِّدًا إنما أَرادَ أَنْ يَعْرِفَ ما في نَفْسِ وَلَدِه، فجَاءَ جَوابُ إِسماعِيلَ ﴿قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ (102)﴾ [سورة الصافات]، وأما قوله ﴿إِنْ شَاء اللَّهُ﴾ لأنَّه لا حَرَكةَ ولا سُكُونَ إلا بمشيئةِ اللهِ تَكُونُ.

فأَخَذَ إبراهيمُ ابْنَهُ إسماعِيلَ وابْتَعَد به حتى لا تَشْعُرَ الأُمُّ، وأَضْجَعَهُ علَى جَبِيْنِه، قال تعالى ﴿فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ﴾ [سورة الصافات]، فقَال إِسماعيلُ: يا أَبَتِ اشْدُدْ رِبَاطِي حتَى لا أَضْطَرِبَ واكْفُفْ عَنِّي ثَوْبَكَ حتَى لا يَتَلَطَّخَ مِن دَمِي فَتَراهُ أُمِّي فَتَحْزَنَ، وَأَسْرِعْ مَرَّ السِّكِّينِ علَى حَلْقِي لِيَكُونَ أَهْوَنَ لِلْمَوْتِ عَلَيَّ، فإِذا أَتَيْتَ أُمِّي فأَقْرِئ عَلَيْها السَّلامَ مِنِّي.

فأَقْبَلَ عليه إبراهيمُ يُقَبِّلُهُ وَيَبْكِي وَيَقُولُ: نِعْمَ العَوْنَ أَنْتَ يا بُنَيَّ علَى أَمْرِ اللهِ، فَأَمَرَّ السِكِّينَ عَلَى حَلْقِه فَلَم تَقْطَعْ، وقيل انْقَلَبَتْ.

فقَال له إسماعيلُ: ما لك؟

قال: انْقَلَبَتْ.

فقال له: اطْعَنْ بِها طَعْنًا، فَلَمَّا طَعَن لم تَقْطَعْ شَيئًا، وذَلِك؛ لأنَّ الله هو خالِقُ كلِّ شىءٍ وهو الذِي يَخْلُقُ القَطْعَ بالسِّكِّين.

وَنُودِيَ: يا إبراهيمُ قَدْ صَدَّقْتَ الرُؤْيا، هذا فِدَاءُ ابْنِكَ، فَنَظَر إبراهيمُ فإذا جِبريلُ مَعَهُ كَبِشٌ مِن الجَنَّةِ، قال تعالى ﴿وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ﴾ أي أنَّ اللهَ تَعالى خَلَّصَ إِسماعيلَ مِن الذَبْحِ بِأَنْ جَعَلَ فِداءً له كَبِشًا أَقْرَنَ عَظِيْمَ الحَجْمِ والبَرَكَةِ.

جاوب واكسب مع فوازير مصراوي , للمشاركة أضغط هنا سارع بخروج زكاة الفطر _ زكاتك هتوصل للمستحقين مصراوي هيساعدك أضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان