لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

قصص الأنبياء (21): يونس -عليه السلام- الذي سمع تسبيح المخلوقات وهو في بطن الحوت

05:46 م الخميس 14 مايو 2020

يونس -عليه السلام

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- إيهاب زكريا:

في حلقات يومية، وخلال شهر رمضان المبارك، يقدم "مصراوي" للقارئ الكريم قصص الأنبياء، استنادا لمصادر معتبرة في السيرة والتاريخ الإسلامي.

وفي الحلقة الحادية والعشرين يقدم "مصراوي" قصة: (يونس عليه السلام) وهو حفيد لأحد أشقاء يوسف عليه السلام، بُعث يونس -عليه السلام- إلى نينوى، في العراق، إلى قومٍ انتشر الشرك بينهم؛ فكانوا يعبدون الأصنام، فأوحى إليهم يونس وأرشدهم إلى عبادة الله وحده لا شريك له، إلا أنّهم كذّبوه، وكفروا برسالته، وأصرّوا على عبادة أصنامهم وأوثانهم، وكان من بينها صنم أكبر يُدعى: عشتار.

معصية قرية نينوى وتكذيبهم يونس عليه السلام

جاء في كتاب: "نبي الله يونس عليه الصلاة والسلام"، أن دعوة يونس -عليه السلام- لقومه استمرت ثلاثاً وثلاثين سنة، إلّا أنّه لم يؤمن معه سوى رجلين، ولذلك شعر يونس -عليه السلام- باليأس من قومه، فتركهم وخرج من بلدتهم.

خرج يونس -عليه السلام- من نينوى، وظنّ أنّ الله -تعالى- لن يؤاخذه بهذا الخروج؛ لأنّه قدّم كلّ ما عليه في سبيل دعوة قومه، ولم يستجب أحد، وحين خرج بدأ يحلّ على قومه بوادر العذاب الذي توعّدهم فيه، فهلّت السُّحب السوداء، وغشيهم دخانها، واسودّت سطوحهم، فأيقن القوم أنّ عذاب الله -تعالى- آتٍ لا مفرّ منه، فخافوا ووجِلوا، وبحثوا عن يونس عليه السلام؛ ليهديهم طريقة التوبة والإنابة فلم يجدوه، فأتوا رجلاً شيخاً فسألوه عمّا يجب فعله، فأرشدهم إلى طريق التوبة إلى الله تعالى، فجمعوا كبيرهم وصغيرهم، وذكرهم وأنثاهم، وحيواناتهم جميعاً، ثمّ جعلوا على رؤوسهم الرماد، ولبسوا المسوح من اللباس؛ تواضعاً لله سبحانه، ثمّ أقبلوا عليه في هذا الحال في مشهدٍ عظيمٍ، ضارعين له أن يصرف عنهم العذاب، ويتوب عليهم، فتاب الله -تعالى- عليهم، وقبل إيمانهم بعد كلّ هذا الكفر والعِناد، ولم يشهد يونس -عليه السلام- هذا الحال منهم.

هجر يونس عليه السلام لقومه بدون أمر الله

وورد في كتاب: "قصة نبي الله يونس عليه السلام" لمّا خرج يونس -عليه السلام- من نينوى، أقبل على قومٍ وركب معهم سفينتهم، فلمّا أن وصلت بهم جميعاً إلى عُرض البحر، تمايلت السفينة واضطربت واهتزّت، فلم يجدوا سبيلاً للخلاص إلى أن يلقوا بأحدهم في البحر؛ تخفيفاً للحِمل، فاقترعوا على من يُلقي بنفسه في البحر، فخرج سهم يونس عليه السلام، فلمّا التمسوا فيه الخير والصلاح، لم يحبّذوا أن يُلقي بنفسه في البحر، فأعادوا القرعة ثلاث مرّات، وكان يخرج سهم يونس -عليه السلام- في كلّ مرّة، فلم يجد يونس -عليه السلام- إلّا أن يلقي نفسه في البحر، وظنّ أنّ الله -تعالى- سيُنجيه من الغرق، وبالفعل فقد أقبل إليه حوت أرسله الله -تعالى- فالتقمه.

تسبيح مخلوقات البحر

ولمّا صار يونس -عليه السلام- في بطن الحوت، ظنّ أنّه مات، لكنّه حرّك يديه، وساقيه، فتحرّك، فسجد لله -تعالى- شاكراً له بأن حفظه، ونجّاه، فلم تُكسر له يد، ولا رجل، ولم يصبه مكروه، وبقي في بطن الحوت ثلاثة أيّام، وسمع فيها أصواتاً غريبةً لم يفهمها، فأوحى الله -تعالى- له أنّها تسبيح مخلوقات البحر، فأقبل هو أيضاً يسبّح الله تعالى، قائلاً: (لا إله إلّا أنت، سُبحانك إنّي كنت من الظّالمين)، ثمّ بعد ذلك أمر الله -تعالى- الحوت فقذف به على اليابسة، وأنبتت عليه شجرة يقطين؛ يستظلّ بها، ويأكل من ثمرها، حتى نجا.

جاء في كتاب: "نبي الله يونس عليه الصلاة والسلام"، عاد يونس -عليه السلام- بعد ذلك إلى نينوى حيث قومه، فوجدهم مؤمنين بالله -تعالى- موحّدين، فمكث معهم حيناً من الدهر، وهم على حال الصلاح والتقى، حيث قال الله تعالى: (وَأَرْسَلْنَاهُ إِلَى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ*فَآمَنُوا فَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ)،[الصافات، 147،148]، ثمّ حين عادوا إلى ضلالهم وكفرهم مجدّداً نزل فيهم عذاب الله -تعالى- فأخذهم جميعاً، ودمّر مدينتهم، فأصبحوا عبرةً لمن خلفهم، وقيل بعد ذلك في وفاة يونس -عليه السلام- أنّه دُفن قبل ساحل صيدا.

ترك الاستعجال والغضب وملازمة التسبيح

جاء في كتاب: "إشارات تربوية وحركية من قصة يونس عليه السلام": هناك العديد من الفوائد التي يُمكن أن يستخلصها الدّاعية لله -تعالى- من قصة دعوة يونس -عليه السلام- لقومه، منها: عدم الاستعجال؛ حيث قال الله تعالى: (وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ*فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ)،[الأنبياء، آية: 87-88]، وفي هذا إشارة أنّه كان على يونس -عليه السلام- ألّا يستعجل فيترك قومه لوحدهم، بل أن يبقى معهم، مُذكّراً، موجّهاً لأبعد حدّ، ولا ينتظر منهم القبول، والإيمان بسرعةٍ.

الصبر مفتاح الفرج

خرج يونس -عليه السلام- غاضباً عليهم، وعلى حالهم، وعدم نزول العذاب الموعود فيهم، وظنّه كذلك أنّ الله -تعالى- سيعطيه فُسحة من المجال؛ ليدعو أقواماً آخرين طالما أنّ قومه لم يأخذوا بكلامه، ولم يستجيبوا له، لكنّ الله -تعالى- أراد شيئاً مختلفاً وهو الهداية المتأخّرة لقومه نفسهم. الصبر؛ فالصبر مفتاح الفرج، وهو طريق تحقيق الغايات التي تأخّر ظهورها، والداعي إلى الله -تعالى- عليه أن يكون صبوراً في دعوته، فالناس تخاف وتتوجس من التغيير، وتكسل عن العبادات فتتأخّر، فعلى المسلم الداعية إلى ربّه -عزّ وجلّ- أن يكون صبوراً، طويل النفس؛ ليصل إلى غايته العظيمة.

لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ

الاستمساك بصيغة التسبيح الواردة في قصة يونس عليه السلام، وهي: (لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ)،[ الأنبياء، آية: 87]، فهي جامعة، شاملة للتوحيد، والتسبيح، والاعتراف بفضل الله -تعالى- على العبد، حيث قال الرسول صلّى الله عليه وسلّم: (دَعْوةُ ذي النُّونِ إذ دَعا وهو في بطْنِ الحُوتِ: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين؛ لم يَدْعُ بها رجُلٌ مُسْلِمٌ في شَيءٍ إلا اسْتجاب اللهُ لَهُ). رواه الألباني، في تخريج مشكاة المصابيح، عن سعد بن أبي وقاص، إسناده صحيح.

جاوب واكسب مع فوازير مصراوي , للمشاركة أضغط هنا سارع بخروج زكاة الفطر _ زكاتك هتوصل للمستحقين مصراوي هيساعدك أضغط هنا

فيديو قد يعجبك: