إعلان

من أسرار القرآن الكريم 16.. الفرق البلاغي بين "الشهوة" و"اللَّذة"

04:43 م السبت 02 يونيو 2018

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- إيهاب زكريا:

يسعى مصراوي لتوضيح بعض الفروق البلاغية بين بعض كلمات القرآن الكريم التى تبدو متشابهة، ولنغترف من معين البلاغة الذي لا ينتهي ونبدأ بالتفرقة بين: "الشهوة" و"اللَّذة" فيما ورد ذكرهما في كتاب الله العزيز.

ورد في (معجم الفروق الدلالية في القرآن الكريم):

• جاء في (اللسان): الشهوة في اللغة: الرغبة في الشيء وحبُّه.

• ورد في (مقاييس اللغة): واللَّذَّة في اللغة: طِيبُ الشيء وحُسْنُه.

هكذا لا تُسْعِفنا كتب اللغة بفروق دقيقة بين الألفاظ الثلاثة، فلنتأمل سياقاتها في القرآن الكريم:

الشهوة:

ورد لفظ "الشهوة" ومشتقاته في عدة مواضع من القرآن الكريم، وهي علي ضربين: شهوة محمودة، وهي التي أحلَّها الله عز وجل، كما في قوله عز وجل:

"وَهُمْ فِي مَا اشْتَهَتْ أَنْفُسُهُمْ خَالِدُونَ" الأنبياء/102.

"وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ" فصلت/31.

"وَفَوَاكِهَ مِمَّا يَشْتَهُون" المرسلات/42.

فهذه شهوة محمودة أعطاها الله عز وجل لعباده المؤمنين في الجنة.

والضرب الثاني شهوة مذمومة وهي الشَّهْوة الكاذبة أي التي يمكن الاستغناء عنها ولا يختلُّ البدن من دونها، وهي المنهي عنها كما في قول الله عز وجل:

"فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا" مريم/59

وجاء في (المفردات للأصفهاني): والأصل في الشهوة نزوع النفس إلي ما تريده.

وعلي ذلك تكون الشهوة نزوعًا نفسيًّا ورغبة في الشيء، وهي تارة محمودة، وتارةً تكون مذمومة.

اللَّذَّة:

ورد لفظ "اللذة" في القرآن الكريم ثلاث مرات في الآيات التالية:

"وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُن" الزخرف/71.

"بَيْضَاءَ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ" الصافات/46.

"وَأَنْهَارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ" محمد/15.

جاء في (الكشاف) في آية الزخرف خُصَّت الشهوة بالأنفس، وخصت اللذَّة بالأعين، وهذا حصر لأنواع النعم؛ لأنها: إمَّا مشتهاة في القلوب، وإمَّا مستلذَّة في العيون.

ووصف الخمر بأنها "لذَّة للشاربين" في الآيتين الأخريين، فيه دلالة علي أن اللذة إحساس يظهر أثره في البدن.

وجاء في (آداب الدنيا والدين للماوردي): والفرق بين الهوى والشهوة أن الهوى مصدر الشهوة وأصلها، وأن الهوى يختص بالآراء والاعتقادات، بينما تختص الشهوة بالمستلذات المحسوسة.

• ونخلص مما سبق إلي أن:

• الشهوة: تختص بالمحسوسات، ولكن لا يظهر أثر ذلك في البدن، فهي الميل إلي اللَّذة وهو أمر نفسي لا بدنى، كما أن الشهوة تكون محمودة آنًا، ومذمومة آنًا آخر.

• واللَّذة: تختص بالمحسوسات التي تظهر آثارها في البدن كلذَّة الطعم ولذة النظر وغيرها.

جاوب واكسب مع فوازير مصراوي , للمشاركة أضغط هنا سارع بخروج زكاة الفطر _ زكاتك هتوصل للمستحقين مصراوي هيساعدك أضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان