من أسرار القرآن 11.. الفرق بين "أن نكون نحن الملقين" و"أن نكون أول من ألقى"

كتب- إيهاب زكريا:

يسعى مصراوي لتوضيح بعض الفروق البلاغية بين بعض كلمات القرآن الكريم التى تبدو متشابهة، لكن هذا التشابه لا يعنى التطابق، وهنا يتضح دور بلاغة القرآن في التفرقة بين معاني هذه المتشابهات من الألفاظ، ولنغترف من معين البلاغة الذي لا ينتهي ونبدأ بالتفرقة بين:

(أن نكون نحن الملقين) و(أن نكون أول من ألقى)، حيث الاختلاف البلاغي هو مجرد اختلاف شكلي في نهاية وفواصل الآيات من سورة لأخرى.

يقول الدكتور محمد داود في (معجم الفروق الدلالية في القرآن الكريم): اختلفت فاصلتا ونهاية الآيتين السابقتين لتناسب كل منهما ما قبلها وما بعدها من فواصل ونهايات للآيات:

• قال الله تعالى: "قالوا يا موسى إما أن تلقى وإما أن نكون نحن الملقين (115)" (الأعراف)

الآيات السابقة واللاحقة في سورة الأعراف تقوم فواصلها على المد بالواو أو الياء ثم النون غالبا أو الميم في النادر، ولننظر إلى كلمات الفواصل للآيات (106 – 125) وهى: "الصادقين"، "مبين"، "للناظرين"، "عليم"، "تأمرون"، "حاشرين"، "عليم"، "الغالبين"، "المقربين"، "الملقين"، "عظيم"، "يأفكون"، "يعلمون"، "صاغرين"، "ساجدين"، "العالمين"، "وهارون"، "تعلمون"، "أجمعين"، "منقلبون"، ... إلخ.

• قال الله تعالى:" قالوا يا موسى إما أن تلقى وإما أن نكون أول من ألقى (65)" (طه)

آيات هذه السورة السابقة واللاحقة فتعتمد فواصلها على المد بالألف اللينة، ومن ذلك فواصل الآيات (55 – 70) وهى على النحو التالي:

"أخرى"، "وأبى"، "يا موسى"، "سوى"، "ضحى"، "أتى"، "افترى"، "النجوى"، "المثلى"، "استعلى"، "ألقى"، "موسى"، "الأعلى"، "أتى"، "وموسى"....إلخ