تسجيل الدخول

إعلان

احتكار الدين وإبراهيم عيسى وفاتن أمل حربي.. إجابات حاسمة لوكيل الأزهر الشريف -حوار

04:06 م الثلاثاء 19 أبريل 2022

بوستر مسلسل فاتن أمل حربي

إبحث عن لوجو مصراوي داخل الموقع يومياً خلال شهر رمضان للفوز بجائزة

تسجيل الدخول

حوار- محمد عمارة:

أثار مسلسل "فاتن أمل حربي" بعد عرض حلقاته في الموسم الرمضاني الحالي، موجة من ردود فعل عاصفة بأبطاله ومؤلفه الكاتب الصحفي إبراهيم عيسى، وتعليقات من بينها هدم ثوابت الدين والخروج عن النص وانتقاد آيات قرآنية ومواد القانون بشأن "الأحوال الشخصية" وعدم إنصاف المرأة.. وغيرها من القضايا.

"مصراوي" حاور الدكتور محمد الضويني، وكيل مؤسسة الأزهر الشريف، للإجابة عن كثير من الأمور المثارة بشأن مسلسل "فاتن أمل حربي"، وما أثاره الإعلامي إبراهيم عيسى من تصريحات بشأن الإسراء والمعراج والصيام.. وإلى نص الحوار.

- بداية، البعض يلوم الأزهر لعدم تحركه بشكل فاعل في ملف تجديد الخطاب الديني.. هل تتفق؟

الأزهر تحرك ويتحرك في ملف تجديد الخطاب الديني، سواء من خلال المؤتمرات والخطابات وتجديد المناهج؛ لكن الفكر لا يظهر أثره إلا بعد وقت، والأمر يحتاج إلى وقت.

- بعض الآراء علقت على بيان الأزهر بشأن مسلسل "فاتن أمل حربي"، وقالت: "كيف يقول الأزهر إن آراء الفقهاء التي ثبتت منذ قرون، لا اجتهاد فيها؟!"

الأزهر لا يقول، العلم يقول هذا الكلام، إجماع الآراء يعني أن الدلالة للكلمة أصبحت دلالة قطعية، حوَّلها من ظنية يجوز فيها الاجتهاد إلى قطعية متى ثبت الإجماع، لا اجتهاد فيها؟

- أصبحت محصنة.. هل هذا ما تقصده؟

لأ، هي استنفدت الفكر العقلي فيها، السؤال بقى: كم مسألة فيها هذا الإجماع؟ مش كتير حاجات بسيطة جدا! الإجماعات التي تمت كانت في عصر الصحابة، بعد هذه الفترة نقول اتفق الفقهاء، الإجماع مصدر من مصادر التشريع.

- وهل هذا ينطبق على موضوع سقوط حق المرأة في حضانة ابنها متى تزوجت؟

مَن قال هذا الكلام؛ المسألة فيها كلام، للأسف المسلسل تناول المسألة بشكل انتقالي، وهذه هي المشكلة، المسلسل يعالج واقعًا، هذا أمر جيد؛ لكن حين تعالج واقعًا، تعالجه كله، أو تتركه كله، لا تنتقي، اللي حاصل في المسلسل، أنه يبحث بانتقاء، بيدور على مصلحة المرأة في مواجهة مصلحة الرجل، مع أن الرجل فرد في المجتمع، لا يمكن البحث عن مصلحة المرأة وأغفل مصلحة الرجل، حينما تستبد المرأة بالحضانة ولا تريد أن تمكَِمن الأب الذي ينفق، من الإطلاع على الولد.

المسلسل حاول أن يوجه رسالة بأن سقوط حق المرأة في هذا الأمر، هو من صنع البشر لا نص إلهي فيه، أريد أن أعرف من حضرتك المصدر الرئيسي المنظم لهذا الأمر؟

الحضانة الأصل فيها مراعاة مصلحة المحفوظ، والرسول صلى الله عليه وسبم، قال في حديث صحيح، امرأة، انتِ أحق به ما لم تنكحي، يعني هنا الموازنة لو الست اتجوزت، يبقى الولد يعيش مع زوج الأم.. طيب الولد يكون مع زوج أُمّه ولَّا أبوه؟! هي دي المعادلة، هل هذا أمر مطلق، مش كل واحدة اتجوزت تنتقل عنها الحضانة، أحيانًا بيبقى زوج أم والأم أحسن له من الأب وزوجة الأب، والذي يحسم هذا الأمر هو القاضي، الذي يراعي مصلحة الجميع.

برأيك.. لماذا تم تصوير الأمر في المسلسل بهذا الشكل؟

همَّ فاهمين غلط، وعالجوا الموضوع غلط، وعايزين يقولوا إنه لا يوجد شيء له دلالة غير القرآن، طب ما أنا عندي السُّنة، والتشكيك في السُّنة وأن نقف عند حدود القرآن.. لو فتحنا الباب ده يبقى بنفتح باب مشكلة كبيرة، ثم إن الفقهاء حين يتحدثون عن شرح الكتاب، يتكلمون بما تعلموه؛ لأن التفسير له أدوات، زي أستاذ القانون لما يشرح أي مادة قانونية، هو أي حد يقدر يعمل كده؟ نفس المنطق والكلام.

- صناع الفيلم، قالوا إنهم استعانوا بالدكتور سعد الهلالي، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر؟

طيب حلو.. سعد الهلالي، أستاذ؛ لكن في النهاية كلامه ليس حاسمًا، يعني الأزهر كمؤسسة، لما يتكلم في الموضوع، بيبقى كمؤسسة منوط بها الحفاظ على المجتمع ومسؤول أمام الله، فالمسؤولية الجماعية هنا تفرق، إذا قبلت أن الفقهاء السابقين أخطؤوا، فلماذا لا تقول إن سعد الهلالي أخطأ هو كمان، اشمعنى يعني، يا إما الكل يخطئ، يا إما الكل لا يخطئ.

- هل تشعر أن هناك هجمة على الأزهر ومحاولة تصويرها بأنها مؤسسة منغلقة؟

ده موجود إلى حد ما، في بعض الكتابات والرؤى، الأزهر لا يقف عند هذا، الأزهر مؤسسة وطنية منوط بها رسالة تؤديها أمام الله، بحكم الدستور المصري، حينما يجب عليه أن يتكلم فهو يتكلم، أو يكون مطلوبًا منه أو يوضح مسألة.

- البعض قال إنكم كنتم سببًا في عدم خروج مشروع قانون الأحوال الشخصية للنور، ما ردك؟

القانون موجود من قبل المسلسل، وموجود في مجلس الوزراء، وتعطيله ليس مسؤولية الأزهر، فيه فرق بين قانون معطل وقانون يمس شأناً مجتمعيًّا مهمًّا، يحتاج إلى دراسة متعمقة، حتى يحل المشكلات من جذورها، فرضًا لو مشيت وقلت إن الست لما تتجوز تاخد الحضانة، يعني انت كده حليت المشكلة؟ طيب ما فيه رجالة هترفض وخش اقرأ اللي بيكتبوه على المواقع، يقول لك احنا فين حقّنا، طب النظرة الأحادية يعالجها مسلسل يهتم بالمرأة، وواحد تاني يهتم ويتعصب للرجل؛ لكن أنا كأزهر لا بد أن أوازن بينهما. يهمني أن تظل الأسرة المصرية متكاتفة، ربما تكون الرغبة في مزيد من الدراسات هي سبب التأخر في صدور القانون، وأعتقد أن الحكومة ترسل مقترحات وتتم دراستها في الأزهر الشريف.

- هل يمكن أن تدخلوا تعديلات على المشروع بعد المسلسل؟

لا لا لا، المسلسل تناول القضايا ولم يحسم منها شيئاً، والمسلسل لم يتناول قضية لم يتكلم فيها الأزهر والمؤسسات المعنية، سواء الأوقاف أو الإفتاء، المسلسل أثار مشكلات بشكل فيه عدم توازن، وبالتالي تمت بشكل انتقائي، لا أتوقع أن تنعكس آثار المسلسل على تعديل القانون؛ لأن الأزهر تنبه إلى هذا الأمر، والقانون به حلول ومعالجات لهذه القضايا.

- كيف تابعت كلام الإعلامي إبراهيم عيسى بشأن المعراج والصيام وحتى صورة شخصية رجل الدين في المسلسل؟

رجل الدين ليست له قدسية، رجل الدين بشر مثل غيره، يصيب ويخطئ، حينما تتناول رجل الدين ويقوم بوظيفته بهذا الشكل، هذا أمر محزن، رجل الدين يسري عليه ما يسري على الناس، لا أعتقد أنه يخطئ وهو بالعمامة الأزهرية، أو وهو يحاول أن يأخذ موعدًا، هذا أمر فيه إهانة، جابوا منين إننا بنحط قدسية على رجل الدين، لا أنا ولا غيري نضع لأنفسنا قدسية، حتى حين نجتهد في العلم نصيب ونخطئ.

- لكن كيف تابعت كلام عيسى عن الصيام والمعراج؟

هنا الكلام، حيث يتكلم غير المختص يخطئ كثيرًا، هذه هي القضية.

- لكن هم يقولون إن الأزهر يحتكر الدين؟

لا أبداً؛ أنا ماحتكرتش حاجة، تعالَ اتفضل اتعلم، واقعد واجلس في دروس العلم، اتعلم زي ما اتعلمت؛ الأزهر يفتح أبوابه للتعليم أولاً، اتفضل هو أو غيره يدرس في دروس العلم، ولما باختلف معاه بيكون في حدود الاختلاف. الدكتور سعد الهلالي أستاذي، وحينما أتحاور يكون بأدب، وأكن له كل الاحترام والتقدير لأنه عالم.

- هناك مشروع قانون لتنظيم الفتوى، هل يمكن أن يتقدم الأزهر بأمر مماثل، بألا يتحدث أحد في أمور الدين غير علمائه؟

القانون الذي سيصدر سيسري على الإفتاء أو الأزهر، الأزهر هو الأب الروحي، المنهجية واحدة، ما يميز منهجية مصر هو الأزهر الوسطي الذي يتميز بالوسطية.

- البعض قال إن الأزهر سيتجه إلى القضاء ضد مؤلف المسلسل؟

لست مخولًا في هذا الأمر، أو بهذا الشأن؛ لكن نحن كمؤسسة لا نلجأ إلى هذا الأمر كثيرًا، نلجأ إلى المعالجات الفكرية أولًا، لا نلجأ إلى القانون إلا حينما تكون هناك إهانات مباشرة وخروج عن الإطار، نستطيع أن نرد طالما فكرية.

- هل هذا يعني أنكم يمكن أن توجهوا دعوة إلى التحاور؟

أهلًا وسهلًا لمَن يريد؛ الأزهر بابه مفتوح.

- لا، أن تخرج الدعوة منكم، هذا ما قصدته.

عندنا استعداد للجلوس والتحاور، والأزهر لم يغلق بابه في وجه طالب علم، أشير فقط إلى أنه أثناء مناقشة مشروع القانون، كان عندنا ضيوف دائمون، المجلس القومي للمرأة وما زلنا نعمل معهم حتى الآن، ومع وزارتي الشباب والتضامن، الأزهر ليس منعزلًا ومنفتحًا على الجميع، سواء من كان في قامة الأستاذ إبراهيم عيسى، ونحترم هؤلاء كأشخاص، أو أي شخص يريد أن يتحاور، وثق أن الأزهر الشريف سيرحب إن شاء الله.

فيديو قد يعجبك: