في 2015.. حياة السوريون في مصر "بين البنين"
كتبت- هدى الشيمي:
أصبح السوريون الآن متواجدين في كل مكان داخل مصر، فتحولوا لجزء لا يتجزأ من المجتمع المصري، يرحب بهم المصريين ويتعاملون معا كالأهل المتعايشين في وطن واحد، إلا أن الصعوبات التي يواجهونها مثل عدم اعتبارهم لاجئين حتى الآن، والنظر إليهم كطالبي لجوء، وعدم حصولهم على فرص عمل، وغيرها، يجبرهم على الرحيل وتركها، فيقل تعداد السوريين المتواجدين حاليا، وينخفض معدل القادمين الجدد، وفي هذا التقرير يتحدث محامي الائتلاف السوري فراس حاج يحيي عن أوضاع السوريين في مصر خلال عام 2015.
أعداد المتواجدين والمغادرين
ويقول فراس حاج يحيي محامي الائتلاف السوري في مصر، إن عدد السوريين المسجلين لدى مفوضية اللاجئين في مصر عام 2015 انخفض، ليصل إلى 107 ألف في عام 2015، وقد كان في بداية العام عددهم حوالي 137 ألف سوري، فبشكل عام انخفض العام العاد للسوريين في مصر إلى ما دون 250 ألف سوري، حيث رحل حوالي 100 ألف شخص من مصر، متجهين إلى دول أخرى مثل تركيا أو أوروبا، بشكل شرعي، أو عبر الهجرة غير الشرعية انطلاقا من شواطئ الإسكندرية أو عبر تركيا.
أما عن عدد السوريين الذين غادروا مصر، يشير الحاج يحيي إلى أنه كرقم تقريبي فقد رحل حوالي 100 ألف شخص، وأصبح عدد القادمين الجدد قليل جدا مقارنة بالمغادرين بسبب استمرار رفض التأشيرة المرتبطة بموافقة أمنية.
الدعم
أوضح أن المنظمات التي تساعد السوريين في مصر، هم المفوضية للاجئين وشركائها مثل منظمة بستك للدعم النفسي، أو "ستارز" للدعم القانوني، أو"سيف شليدرن" لرعاية الأطفال، ومنظمة الصحة العالمية بالجانب الطبي ومنظمة الاغاثة الكاثوليكية "crs" بالجانب التعليمي، بالإضافة إلى منظمات سورية مرخصة في مصر مثل مؤسسة سوريا الغد للمساعدات الانسانية، ومؤسسة حمزة الخطيب لرعاية الأيتام، ورابطة سوريات لدعم المرأة السورية ومن المنظمات المصرية مؤسسة "فرد" بالإضافة لعدة فرق تطوعية سورية تعمل بمختلف المجالات، قائلا "وبكل اسف مازالت المنظمات المصرية تسجل عزوفا عن تقديم المساعدة للسوريين المقيمين في مصر".
الصعوبات والمشاكل
ما تزال الصعوبات التي تواجه السوريين في مصر نفس التي واجهتهم العام الماضي، ويقول الحاج يحيي، إنها تشمل رفض تأشيرة الدخول، وعدم معالجة موضوع الاقامات المزورة، وصعوبة الحصول على اقامات، مشيرا إلى أن من ليس لديه اقامة دراسية لا يستطيع مغادرة مصر والعودة إليها، بالإضافة إلى ذلك لا يستطيع السوريون في مصر افتتاح حساب بنكي أو تأسيس شركات استثمارية، وغير مرخص لهم بالعمل، كما انخفضت المساعدات الغذائية والمادية وحتى الطبية بما فيها العمليات الجراحية المقدمة من المفوضية للاجئين الاكثر فقرا، ويترتب على ذلك زيادة نسبة المتسربين من التعليم لاضطرارهم لإعانة عائلاتهم، موضحا أن برامج إعادة توطين السوريين في مصر منخفضة جدا، وتصل إلى نسبة 2 في المئة مع عدم وضوح أليات اختيار المفوضية للأشخاص المستحقين.
ومع ذلك، ما يزال هناك معاناة في الحصول على الاقامة، كما تم تسجيل اكثر من حالة حملات اعتقال للسوريين في مناطق تواجدهم ومحالهم التجارية اثناء التأكد على حصولهم على اقامتهم وهؤلاء يتم توقيفهم لفترة وبعدها يطلق سراحهم، كذلك من يلقى القبض عليه اثناء الهجرة عبر البحر إلى أوروبا يتم توقيفه لفترة تصل من اسبوع حتى 20 يوم بالإضافة إلى حالات أخرى فردية ومتنوعة، ويشير الحاج يحيي إلى تأثر أوضاع السوريين في مصر كثيرا، قائلا "كلما كانت اوضاع مصر جيدة هذا ينعكس ايجابيا" على السوريين المقيمين فيها .. معظم السوريين في مصر يعملون".
المهن والأعمال
عمل السوريون في مصر في أكثر من مهنة، من بينهم الحرف اليدوية، والمحال التجارية والشركات الصناعية المنتشرة في المدن الصناعية المختلفة في مصر، ويقول الحاج يحيي إن المشكلة تكمن في أصحاب الشهادات العليا، وخريجي الجامعات غير المصرح بهم بالعمل، وخاصة الأطباء والمحاميين والمهندسين، والصيادلة والمعلمين، بسبب عدم وجود اتفاقية سابقة للمعاملة بين سوريا ومصر، قبل الثورة السورية وحتى بعدها لم يصدر أي قرار يساعد هذه الفئة النخبوية ويجعلها عاطلة عن العمل، مع إنها من الممكن أن تساهم في تطور البلد الذي يقيمون فيه.
الحكومة
وعن تعامل الحكومة المصرية مع المواطن السوري، يشير إلى أن مصر أصدرت عدة قرارات حكومية اعتبرته مساويا للمواطن المصري في مجال التعليم من الابتدائية حتى المرحلة الجامعية الأولى كذلك في المجال الصحي في المستشفيات الحكومية.
ووفقا للحاج يحيي، فأنه حتى الآن لم يرفض أي طلب لجوء لأي سوري، لأن السوري المقيم في مصر لا يعتبر لاجئ بحسب مفوضية اللاجئين، وإنما طالب لجوء، وهذا ما يجده امرا غريبا من المفوضية والتي مازالت تعتبر السوريين في مصر طالبي لجوء وليسوا لاجئين.
فيديو قد يعجبك: