جرس إنذار للعالم.. الحيتان الضحية الأولى لذوبان الجليد

في إشارة واضحة إلى التأثير المدمر الذي قد تحدثه التغيرات المناخية الشرسة التي يمر بها كوكب الأرض، توصل فريق علمي إلى حل لغز الموت الغامض لمئات الحيتان في المحيط الهادي

كانت أشهر الصيف المنقضي، شهدت ارتفاع معدل نفوق الحيتان لأسباب غامضة، خاصة الحيتان الرمادية. وحسب إحصاءات رسمية، فقد انخفضت أعداد حيتان شمال المحيط الهادئ، من 27000 في عام 2016، إلى 14500 في عام 2023، وفقًا للإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي في الولايات المتحدة الأمريكية.

ومنذ بدء ظاهرة نفوق الحيتان، لاحظ العلماء أن بعض الضحايا يعاني الهزال ونقص الوزن، حسب موقع ساينس ألرت العلمي المتخصص.

وتوصل فريق علمي في معهد الثدييات البحرية في ولاية أوريجون الأمريكية، إلى أدلة قوية تثبت أن سبب نفوق الحيتان يرتبط بشكل مباشر بذوبان الجليد البحري في القطب الشمالي.

وقال جوشوا ستيوارت، الأستاذ المساعد في معهد الثدييات البحرية، والمؤلف الرئيسي للدراسة، إن انخفاض الجليد البحري تسبب في انخفاض الإمدادات الغذائية للحيتان الرمادية.

ورسم سيناريو ما حدث بالقول: مع ذوبان الجليد تنخفض مساحة الطحالب التي تأكلها الفرائس التي تتغذى عليها الحيتان.

ونظرا لانخفاض ما تحتاجه الحيتان من فرائس، وصل الأمر إلى إصابتها بالنحافة أو سوء التغذية، فضلاً عن انخفاض معدلات الولادة.

ودقت الدراسة جرس الإنذار، موضحة أن حالات النفوق تذكرنا بالآثار واسعة النطاق لأزمة المناخ، حيث يستمر الجليد البحري في الذوبان بمعدلات تاريخية مثيرة للقلق.

وسبق أن حذرت دراسات عديدة من أن ذوبان الجليد لن يؤدي فحسب إلى تهديد المدن الساحلية حول العالم، بل إنه سيؤدي أيضا إلى خلل في النظام البيئي بالكامل.