قمر صناعي للتحذير من العواصف الشمسية المدمرة
كتب - حاتم صدقى:
يعكف علماء ومهندسو بريطانيا حاليًا علي تصميم وتطوير قمر صناعي خاص، يمكنه تحذير سكان الأرض من العواصف الشمسية المدمرة قبل أن تضرب الكوكب.
وكانت وكالة الفضاء الأوروبية طالبت العلماء والمهندسين، بإجراء دراسات لتصميم المهمة الصاروخية المزمع إطلاقها في عشرينيات القرن الحالي، لحماية الاتصالات على الأرض، حيث من الممكن أن تؤدي الانفجارات في الشمس إلى انقطاع الاتصالات على نطاق واسع، وتؤثر أيضًا على حركة الطيران، وقد يمتد الخطر ليضرب شبكات الكهرباء في دول العالم المختلفة، حسبما ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية.
ومن الممكن أن تساهم ملاحظات الأقمار الصناعية في زيادة الزمن المتاح للتجهيز والتحضير للمهمة الجديدة التي تطلقها وكالة الفضاء الأوروبية وتحمل اسم "لاجرينج"، والتي تعكس الموضع الذي سيتخذه القمر الصناعي في الفضاء.
وتعتمد الخطة - حسب الـ "بي بي سي" - على الذهاب إلى بقعة جيدة للجاذبية، تقع تمامًا خلف الأرض في مدارها حول الشمس، وتعرف باسم "نقطة لاجرانجيان 5"، وسيُطلب من المركبة الفضائية التي توضع في هذا المكان ألا تستخدم كمية كبيرة من الوقود لإبقائها ثابتة، ولكن يبدو أن هناك مبرر منطقي أكبر من ذلك بكثير لاستخدام هذا الموقع، والذي يمثل البقعة السليمة والمناسبة تمامًا لمشاهدة ذلك الجزء من الشمس الذي يكون على وشك الدوران لمواجهة كوكب الأرض.
ونتيجة لذلك، فأنت لا تحصل فقط - كما جاء في حديث الفيزيائي البريطاني ريتشارد هاريسون لمندوب بي بي سي - على معاينة للمناطق النشطة علي الشمس وتدرك مدي تعقيداته، ولكن إذا ما قذفت الشمس شيئًا خارجها، يكون من الممكن تتبعه من الجانب.
ويضيف هاريسون، لتفهم هذا، يمكنك أن تتصور قبضة آتية مباشرة نحو وجهك، سيكون من الصعب عليك حينئذ أن تعرف كم تبعد عنه، ولكن إذا نظرت إليها من الجانب، سوف يكون من السهل تقدير المسافة الوجودة بينها وبين وجهك.
ووقعت وكالة الفضاء الأوروبية 4 عقود الجمعة الماضية، بالمركز المسؤول عن المهمة في مدينة دامشتاد بألمانيا، وتتضمن هذه العقود إجراء دراستين صناعيتين متوازيتين تحت إشراف شركة إيرباص البريطانية ونظام "أو اتش بي" الألماني، لوضع مواصفات المركبة الفضائية ومادة الحوائط والبدن وعملية التكامل بين كل الأجهزة وأدوات القمر الصناعي.
وستقوم شركات الطيران أيضًا بإعداد تصور كامل لكيفية إدارة المهمة، بداية من الإطلاق حتى نهايتها، أما تصميم الأدوات والأجهزة التي توضع على سطح المركبة سيكونا موضوع العقدين الأخرين، وكلاهما سوف يدار بواسطة تحالف بريطاني، وستقوم معامل "رازرفورد ابليتون" بتقييم متطلبات المهمة وحقيبة الاستشعار عن بعد، كما تقوم "معامل مولارد لعلوم الفضاء" بتصميم الأدوات التي تقيس النشاط الشمسي عن طريق استشعار الجزيئات المنبعثة من الشمس والمجالات المغناطيسية لها.
فيديو قد يعجبك: