جيمس سيمون: الرجل الذي ''عد'' قطرات المطر

كتب- محمد منصور:
 
بخطوات متمهلة، مر شاب في العقد الثاني من العمر على ساحة ''كافنديش'' الإنجليزية، قرع باباً لمنزل يبدو وكأنه بيت خاص، فتح له خادم يرتدي ثيابًا مزركشة ألوانها، أشار الخادم إلى غرفة جلوس صغيرة، حيث يجلس عشرة من السادة حول طاولة مستديرة هائلة الحجم، في ذلك الزمان، 1856، كان الشاب أتم للتو 17 عامًا، بينما كان أصغر السادة في العقد الخامس من عمره.
 
لم يكن ذلك اليافع سوى ''جورج جيمس سيمون''، بينما كان الرجال الجالسون على الطاولة هم كامل أعضاء جمعية الأرصاد الجوية البريطانية، التى تشكلت قبل ذلك الزمان بنحو ست سنوات، وقتها؛ كان الشاب المولود في 6 أغسطس من العام 1838 نجم الحدث، فرغم سنوات عمره القليلة، إلا أنه تمكن من فرض سيطرته على عوالم الأرصاد الجوية، بتوقعاته التى لا تخيب، المُستقاة من أجهزة عايراها الشاب بنفسه، ومعلومات جمعها مذ كان صغيرا، تلك ''الجلسة'' لم تكن إلا لإقرار عضوية ''جيمس'' في جمعية الأرصاد بأمر ملكي.
 
في سنوات عمره الأولى، وفور تعلمه القراءة، ظهر اهتمام ''جورج'' بالظواهر الطبيعية، وبدأ الطفل في ملاحظة التغييرات المُتعلقة بالمُناخ، دونها وسجلها وكتب مُذكرات أسماها ''الطقس'' بينما كان في نهاية عقده الأول، وفي بدايات العقد الثاني رصد ''المُراهق'' العواصف الرعدية، وحللها وقدر كميات الأمطار المُصاحبة لها بطريقة حسابية، ليلتحق في نهاية المطاف كعضو نشط بجمعية الأرصاد الجوية البريطانية.
 
إنشاء ''جمعية الأمطار البريطانية'' إحدى انجازات الشاب وقتما كان عمره لا يتجاوز 22 عامًا، تلك الجمعية، أصبحت المنوطة بجمع كل الأخبار المتعلقة بهطول الأمطار وتحليل بياناتها ومراقبة كمياتها وتأثيرها على مختلف نواحى الحياة، باستخدام تلك البيانات، أعد ''جورج'' موسوعة هى الأولى من نوعها في العالم، قام فيها بمراقبة ''سلوك'' الأمطار طيلة ما يقرب من أربعين عاماً، الأمر الذى ساهم فيما بعد في الحد من مخاطر نفاذ المياه فى المناطق التى يتذبذب فيها سقوط الأمطار.
 
''أبو الأمطار البريطانية''، هكذا أطلق عليه علماء الجمعية التي كان بمثابة عضو مجلس بها طيلة 37 عاماً، وأمينا لها لفترة تجاوزت 24 عاماً، ورئيساً لعلماءها مرتين متتاليتين، حتى إصابته بجلطة دماغية توفى على إثرها في مطلع عام 1900.

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا