كيف يعمل المخ أثناء تعاطي المخدرات؟

كتبت - جهاد التابعي:

لاشك أنها ساعدت الكثير من الكُتاب في رسم ملامح قصصهم الأسطورية، وكانت سببًا في نجاح الكثير من أغنيات نجوم البوب في الستينيات، لكن حتي هذه اللحظة لم يحدد العلماء بعد ماذا يحدث للمخ وهو تحت تأثير المواد المخدرة مثل ما يعرف ''بالمشروم السحري'' و عقار ''إل إس دي''، لكن الأبحاث الجديدة أوضحت أن المخ يدخل في حالة مثل الحلم، ويأمل الباحثون أن تساعد نتائجهم في تخفيف حدة الاكتئاب عند متعاطي المخدرات.

وقد نُشرت هذه الدراسة بمجلة فوتوغرافيا المخ، وتم اختبارها على 15 متطوع، قام الباحثون بحقنهم بعقارات كيميائية مخدرة مثل المواد الفعالة في عقار ''المشروم السحري''، وكشف فحص المخ تشابه مذهل بين حالة الحلم وتأثير المخدر، كما لاحظ الباحثون أن هذه العقارات تنشط أجزاء أساسية في المخ مرتبطة بالتفكير العاطفي، وأيضا تنبه مناطق عديدة من المخ في آن واحد، لكن ظهر على المتطوعين نقص في استجابات مناطق المخ المسؤولة عن المستويات المتقدمة من التفكير، بما في ذلك إدراكهم لنفسهم.

حيث قام العلماء بمراقبة وظائف المخ بواسطة جهاز رنين مغناطيسي لمجموعة من المتطوعين تحت تأثير مخدر كيميائي ومجموعة أخري تم حقنهم بدواء وهمي يتم إعطاءه للمريض بهدف الإيحاء فقط، ويقول دكتور روبين كارهارت هاريس، الباحث بقسم الأدوية بكلية ''إمبريال'' بلندن، إن هذا البحث هدفه معرفة التأثير المرتبط بتعاطي العقارات المخدرة، ويضيف هاريس أنه انبهر عندما رأى مدى تطابق حالة الحلم مع حالة المخدر من حيث المناطق النشطة في المخ، وخصوصا مناطق المشاعر والذاكرة، وهذا عادة ما يصف به الناس شعورهم نحو المخدرات بأنها تجعلهم في حالة حلم وخيال، لكن هذا البحث يعد الأول من نوعه الذي يصور ما يحدث داخل المخ أثناء التعاطي بشكل مادي.

لاحظ العلماء أثناء فحص المخ في حالة التعاطي اضطراب في حركة الأوكسجين، وهو مافسر نقص القدرة على القيام بمهام التفكير المتقدمة تحت تأثير المخدر، ويقول دكتور ''إينزو تاجليزوتشي'' قائد فريق البحث من جامعة ''جيوث'' بألمانيا، إن أفضل طريقة لفهم ما يحدث في المخ أثناء وجود المخدر، هو خلق فوضى منظمه في نظام عمله وتتبعها بدقة، وهو ما ساعدت فيه بشكل كبير العقارات المخدرة وعقارات الهلوسة، حيث أوضحت نتائج مبهرة لما يحدث في المخ وكيف يضاعف المخدر الخيال، وهو ما يفتح المجال بشكل عام أمام دراسة الإدراك الحسي.

ويؤكد دكتور ''كارهارت هاريس''، أهمية معرفة ما يحدث للمخ تحت تأثير المخدر في محاولة تحديد استخدام مقنن ومفيد لها، فربما يتم استخدامها بشكل أكثر تنظيما في علاج مرضي الاكتئاب، لمساعدتهم على تعديل اتجاهات تفكيرهم، وتم استخدام هذه العقاقير في العلاج لأول مرة في الخمسينيات والستينيات، لكننا الآن نحاول فهمها أكثر ومعرفة تأثيرها الحقيقي على وظائف المخ لاستخدامها بشكل مفيد في العلاج.

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا