إعلان

الغباء الاصطناعي.. علماء يحذرون من نظرية جنون البقر

11:52 ص الأحد 04 أغسطس 2024

جنون البقر

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

حذرت دراسة جديدة من احتمال أن نصل في المستقبل القريب إلى ما يمكن تسميته جنون البقر في الذكاء الاصطناعي، أو بصورة أدق غباء الذكاء الاصطناعي.

ولشرح هذه المعضلة، علينا أولا أن نتخيل، ماذا سيحدث إذا أُخضعت نماذج الذكاء الاصطناعي لتدريب متكرر باستخدام بيانات مُنتَجة أصلاً بالذكاء الاصطناعي، عندها ستبدأ تلك التقنية بعرض محتويات متضاربة بصورة متزايدة.

نظرية الالتهام الذاتي

غالباً ما يحصل الذكاء الاصطناعي على البيانات من شبكة الإنترنت التي تنتشر فيها كميات متزايدة من الصور والنصوص المُنَتَجة أصلا بواسطة الذكاء الاصطناعي. هذا الوضع يوصَف بعبارة "الالتهام الذاتي"، إذ يتغذى الذكاء الاصطناعي على نفسه، وربما يؤدي هذا إلى انهيار النماذج فتصبح الأدوات منتِجة لمعلومات غير منطقية حتى تصل إلى نتائج لا معنى لها،

وتضيف مجلة "نيتشر" العلمية في في مقال مطول: مع استخدام هذا النوع من البيانات الذي يُطلَق عليه "بيانات اصطناعية" -لأنّه مُنتَج بواسطة آلات- يقل ثراء العيِّنة التي تَستمِد منها نماذج الذكاء الاصطناعي معطياتها لتوفير إجاباتها.

الوضع مشابه لإنشاء نسخة من صورة بتقنية المسح الضوئي ثم طباعتها. ومع تكرار النسخ والطباعة، ستفقد النتيجة جودتها حتى تصبح في النهاية غير مقروءة.

"جنون البقر"

توصَّل باحثون من جامعتي "رايس" و"ستانفورد" الأمريكيتين إلى النتيجة نفسها بعد دراسة نماذج الذكاء الاصطناعي التي تولِّد الصور، مثل "ميدجورني" و"دال-اي" و"ستيبل ديفيوجن".

وأظهر الباحثون أن الصور المُنتَجة أصبحت مليئة بعناصر غير متطابقة كلما أضافوا -إلى النموذج- بيانات "مُنتَجة بواسطة الذكاء الاصطناعي"، وشبَّهوا هذه الظاهرة بمرض "جنون البقر".

فهذا الوباء -الذي ظهر في المملكة المتحدة- يعود مصدره إلى استخدام العلف الحيواني - لتغذية المواشي- وهو عَلَف يتم الحصول عليه من أجزاء غير مأكولة من جيف أبقار وحيوانات تحمل الفيروس.

وتستخدم شركات الذكاء الاصطناعي في مرات كثيرة "بيانات اصطناعية" لتدريب برامجها، بسبب سهولة الحصول عليها ووفرتها وتكلفتها المنخفضة مقارنة ببيانات ابتكرها البشر.

يقول الباحث المتخصص في التقنيات الجديدة لدى جامعة موناش في أستراليا جاثان سادوفسكي لفرانس برس إن "مصادر البيانات البشرية غير المستغلة والعالية الجودة والقابلة للقراءة آلياً تصير أكثر ندرة".

ويقول ريتشارد بارانيوك -أحد معدي المقالة المنشورة في "نيتشر"- في بيان: "إذا لم نراقب الوضع على مر أجيال عدة فسنكون أمام نتيجة كارثية تتمثل في متلازمة انهيار نماذج ستؤثر سلباً على جودة البيانات في الإنترنت وتنوُّعها".

هل يصبح الذكاء الاصطناعي مجنوناً؟

وكما أن أزمة جنون البقر أثرت بشكل كبير على مجال إنتاج اللحوم -في تسعينيات القرن العشرين- فقد تهدد شبكة الإنترنت المليئة بمحتوى مُنتَج بواسطة الذكاء الاصطناعي -ونماذج تحولت إلى "مجنونة"- مستقبل مجال الذكاء الاصطناعي الذي يشهد ازدهاراً كبيراً وتبلغ قيمته مليارات الدولارات.

يقول جاثان سادوفسكي إن "التساؤل الفعلي بالنسبة إلى الباحثين والشركات الذين يعملون على بناء أنظمة ذكاء اصطناعي هو في أي مرحلة يتجاوز استخدام البيانات الاصطناعية الحد اللازم؟".

ويقول أنتون لوزكوف، وهو مهندس متخصص في التعلم الآلي لدى شركة "هاجينج فايس" إن المقالة المنشورة في مجلة "نيتشر" توفر رؤية نظرية مثيرة للاهتمام لكن غير واقعية إلى حد كبير.

ويؤكد أن "تدريب النماذج على مجموعات عدة من البيانات الاصطناعية لا يتم في الواقع". ويقر لوزكوف بأن الخبراء في الذكاء الاصطناعي يشعرون بالإحباط من واقع الإنترنت، على غرار ما ينتاب الجميع.

ويضيف أن "جزءاً من الإنترنت هو مجرد زِبالة"، مشيراً إلى أن شركته بدأت تبذل جهوداً كبيرة لتنظيف البيانات التي تم جمعها، وحذفت أحياناً ما يصل إلى 90% منها.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان