إعلان

لغز المومياء العجيبة.. صرخة امرأة مصرية منذ 3500 عام تحير العلماء

09:19 م السبت 03 أغسطس 2024

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث


منذ اكتشافها في الدير البحري بالأقصر، عام 1935، تثير المومياء المصرية لامرأة تطلق صرخة ألم رهيبة، حيرة علماء المصريات، لغرابتها واختلافها الشديد عن جميع المومياوات المصرية المكتشفة.

والآن، توصل علماء إلى تفسير لمومياء "المرأة الصارخة" بعد استخدام الأشعة المقطعية لإجراء تشريح افتراضي. واتضح أنها ربما ماتت وهي تتألم وعانت من نوع نادر من تصلب العضلات، يسمى تشنج الجثث ويحدث في لحظة الوفاة.

الباحثة سحر سليم، الأكاديمية المتخصصة في علم الأشعة بجامعة القاهرة، قادت دراسة نُشرت نتائجها في دورية "فرونتيرز إن ميديسين"، وتوصلت إلى إن الفحص يوضح أن المرأة كانت تبلغ من العمر نحو 48 سنة عند وفاتها، وكانت تعاني من التهاب خفيف في العمود الفقري وفقدت بعض أسنانها.
تقول سحر إن جسد المرأة الصارخة حظي بعملية حفظ جيدة أثناء تحنيطه قبل نحو 3500 عام خلال عصر المملكة الحديثة في مصر القديمة باستخدام مكونات مستوردة باهظة الثمن مثل زيت العرعر ومادة الراتنج.

وأضافت "في مصر القديمة كان المحنطون يهتمون بجثة الميت حتى تبدو جميلة في الحياة الآخرة، ولذا كانوا يحرصون على إغلاق فم الميت بربط الفك بالرأس لمنع سقوط الفك الطبيعي بعد الوفاة".

وأضافت أن جودة مكونات التحنيط "تستبعد أن تكون عملية التحنيط قد تمت بإهمال وأن المحنطين أهملوا ببساطة إغلاق فمها، بل حنطوها جيدا وأعطوها ملابس جنائزية باهظة الثمن تضمنت خاتمين نفيسين مصنوعين من الذهب والفضة وشعر مستعار طويل مصنوع من ألياف النخيل".

وتابعت "فتح هذا الطريق أمام تفسيرات أخرى للفم المفتوح على اتساعه، منها أن المرأة ماتت وهي تصرخ من الألم وأن عضلات وجهها تقلصت للحفاظ على هذا المظهر وقت الوفاة بسبب تشنج الجثة... التاريخ الحقيقي أو الظروف المحيطة بوفاة هذه المرأة غير معروفين، وبالتالي لا يمكن على وجه اليقين تحديد سبب شكل وجهها الصارخ".
وأضافت أن تشنج الجثة، وهو حالة غير مفهومة بشكل جيد، يحدث بعد معاناة جسدية أو عاطفية شديدة، حيث تصبح العضلات المتقلصة متيبسة بعد الوفاة مباشرة. وعلى عكس تيبس الجثة بعد الوفاة، لا يؤثر تشنج الجثث إلا على مجموعة واحدة من العضلات، وليس الجسم بأكمله".

واستبعدت الباحثة احتمال تحنيط المرأة وهي على قيد الحياة، وقالت لرويترز "في كثير من الأحيان لا نستطيع تحديد سبب الوفاة في المومياء ما لم يكن هناك دليل من الأشعة المقطعية على إصابة قاتلة".

عثر على مومياء "المرأة الصارخة" في موقع مدينة طيبة القديمة أثناء حفر قبر مسؤول رفيع المستوى يدعى سنموت، المهندس المعماري والمشرف على الأعمال الملكية الذي يعتقد أنه كان حبيبا للملكة حتشبسوت التي حكمت مصر بين عامي 1479 و1458 قبل الميلاد.
وكانت المومياء داخل تابوت خشبي في حجرة دفن أسفل مقبرة عائلة سنموت. ولم يتم تحديد هويتها، لكن وضعها الاجتماعي والمالي يكشف عنه الخاتمان الذهبي والفضي المزينين بجعرانين مصنوعين من حجر اليشب. وكان الجعران رمزا للبعث.

وقالت سحر "من المرجح أنها كانت من أفراد العائلة المقربين نظرا لدفنها ومشاركتها في مثواهم".
وكشفت الدراسة عن تفاصيل شعرها المستعار حيث عولجت ضفائرها الملتفة بمعادن الكوارتز والمجناتيت والألبيت لإكسابها الصلابة ومنحها اللون الأسود الذي يدل على الشباب. وصُبغ شعرها الطبيعي بالحناء وزيت العرعر.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان