رعب الانقراض السادس.. هل نحن في حاجة إلى سفينة نوح جديدة؟

تزايدت تحذيرات المنظمات الدولية من أن الأرض دخلت مرحلة الانقراض الجماعي السادس، بسبب التغيرات المناخية والاحترار العالمي.

وقالت دراسة حديثة لجامعة كوبنهاجن الدانمركية إن الخيارات المتاحة أمام الكائنات الحية، تنحصر في خيارين: التكيف مع تلك التغيرات، أو الهجرة إلى مناطق ملائمة، وإلا تواجه خطر الفناء.

في دراسة سابقة صدرت العام الماضي عن الصندوق العالمي للطبيعة (WWF) قال الباحثون إن التدهور في التنوع البيولوجي لكوكب الأرض، على مدار ما يقرب من 50 عاماً، بلغت نسبته نحو 70%، بسبب ارتفاع مستويات الاحترار العالمي، التي بلغت معدلات غير مسبوقة.

وتتفق نتائج هذه الدراسة مع دراسة أخرى قادتها جامعة هاواي في مانوا، تفيد أن كوكبنا فقد ما بين 150000 إلى 260000 (7.5 إلى 13%) من كل مليوني نوع معروف منذ 1500 سنة.

وتجمع التقارير العلمية أن هناك أدلة متزايدة على أن الأرض دخلت بالفعل مرحلة الانقراض الجماعي السادس، ويواجه أكثر من مليون نوع خطر الاندثار، نتيجة مجموعة من العوامل ترتبط أساساً بممارسات البشر، منها تدمير الموائل الطبيعية، والاستغلال المفرط للأراضي والصيد الجائر، وتغير المناخ، الذي يتزايد دوره بوتيرة متسارعة.

وسعى فريق من الباحثين في كلية العلوم بجامعة كوبنهاجن إلى تقييم التهديدات المحتملة على التنوع البيولوجي نتيجة التغيرات المناخية، والخيارات المتاحة للكائنات المختلفة في مواجهة تلك التهديدات، وما إذا كانت الأنواع النباتية والحيوانية لديها القدرة على التكيف بالسرعة الكافية مع التقلبات الجوية المفاجئة، وفي ظل عدم استقرار مواسم الأمطار، وتزايد موجات الجفاف.

وقال الدكتور ديفيد نوجيس برافو، المؤلف الرئيسي للدراسة: "رصد الفريق حدوث تغييرات في شكل جسم وسلوك بعض الأنواع، بسبب تغير المناخ"، وضرب أمثلة على ذلك بأن أنواعا من الزهور لجأت إلى تغيير فترة إزهارها، كما أن أنواعا من طيور البوم أصبح لونها قاتماً، بسبب فصول الشتاء الأكثر دفئاً، إلا أنه حذر من أن التغيرات المتسارعة ربما تتجاوز قدرة كثير من الأنواع على التكيف معها.

ويطلق على الانقراض السادس اسم الانقراض الهولوسيني وهي حقبة بدأت قبل 10 آلاف عام.

وتشير دراسات علمية إلى أن المعدَّل السنويِّ لانقراض المخلوقات الحية على كوكب الأرض يعادل حالياً 100 إلى 1000 ضعف المعدَّل الطبيعي.

وسبق أن علق الملياردير إيلون ماسك على دراسات مماثلة بالقول: "هناك فرصة بنسبة 100% لانقراض جميع الأنواع بسبب توسع الشمس". كما أدلى بتصريحات لمجلة "تايم"، اقترح فيها إنشاء "سفينة نوح مستقبلية" لنقل الحيوانات إلى المريخ من أجل إنقاذها من الانقراض على الأرض.

وقال: "الشيء الكبير التالي حقا هو بناء مدينة مكتفية ذاتيا على سطح المريخ وجلب الحيوانات والمخلوقات الموجودة على الأرض إلى هناك".

وعلى الرغم من أن العلماء سخروا من ماسك بسبب هذه الخطة، فإن موقف الملياردير من الانقراض السادس قد يكون دقيقا.

وحسب الدراسة، التي قادها روبرت كوي من جامعة هاواي، فإن القائمة الحمراء للأنواع المهددة بالانقراض تشمل في الغالب الطيور والثدييات، لكنها تستبعد معظم اللافقاريات.

ووفقا للقائمة الحمراء للاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة، من المعروف أن النشاط البشري أجبر 869 نوعا على الانقراض في 500 عام خلت.

اقرأ أيضا:

بالصور.. هل رست سفينة نوح على هذا الجبل؟