أسوأ يوم في تاريخ فيسبوك.. لماذا خسر مارك مليارات الدولارات؟
كتبت - إيمان محمود
خسائر فادحة تكبدتها شركة "ميتا" التي كانت تُعرف بـ"فيسبوك"، في يوم واحد، بعد أعلنت عن انخفاض كبير في عدد مستخدميها، ليأتي الانخفاض الثاني في أسهمها بأكثر من 230 مليار دولار، وهي أكبر خسارة يومية للشركة في تاريخها الممتد لـ18 عامًا.
ويأتي هبوط أسهم منصات "ميتا" الذي قُدر بـ26.4%، جرّاء إحباط المستثمرين من الأرقام ربع السنوية التي حققتها الشركة، إذ أبلغت الشركة عن أول انخفاض لها على الإطلاق في أرقام المستخدمين اليومية في تقرير أرباحها الذي أصدرته يوم الأربعاء الماضي، وذلك بحسب ما نقلته صحيفة "الجارديان" البريطانية.
وغيرت فيسبوك علامتها التجارية إلى" ميتا" العام الماضي؛ كجزء من محورها الاستراتيجي لتصبح شركة قائمة على الواقع الافتراضي.
كما تضرر النموذج الإعلاني للشركة بشدة من تغييرات الخصوصية في شركة آبل، والتي قال فيسبوك إنها تتوقع أنها ستكلفها المليارات.
وقالت الجارديان، أن الخسارة التي تعرّضت لها الشركة، كانت خيبة أمل للمستثمرين الذين اعتادوا على تحقيق نمو مذهل، كما سجلت ميتا أيضًا انخفاضًا نادرًا في الأرباح بسبب الزيادة الحادة في النفقات حيث تستثمر في "ميتافيرس".
ونقلت الصحيفة عن لورا هوي محللة الأسهم في هارجريفز لانسداون، قولها: "قد يكون مارك زوكربيرج، حريصًا على إقناع العالم بحقيقة بديلة، لكن نتائج الربع الرابع المخيبة للآمال كانت سريعة في تفجير فقاعته المتقلبة".
في مكالمة أجراها مارك يوم الأربعاء مع المستثمرين، قال زوكربيرج إنه "فخور" بالعمل الذي قامت به الشركة العام الماضي، لكنه أقرّ بأن الشركة "واجهت منافسة شديدة لجذب اهتمام المستخدمين وسط منافسة شديدة مع منصات أخرى من بينها "تيك توك".
وقال زوكربيرج إن نمو مبيعات الشركة قد تضرر مع اتجاه مستخدمين، لا سيما الشباب، إلى منصات منافسة.
وساعد هبوط سهم ميتا على خفض أسهم شركات التكنولوجيا الأخرى في وول ستريت يوم الخميس ، منهياً بشكل مفاجئ سلسلة مكاسب استمرت أربعة أيام في السوق. كما تراجعت أسهم شركات التواصل الاجتماعي الأخرى بما في ذلك "تويتر" و "سناب".
وتعرضت الشركات الأمريكية الكبرى التي تركز على التكنولوجيا إلى ضغوط متزايدة في عام 2022 حيث يتوقع المستثمرون تشديد السياسة في مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي لتقويض التقييمات الغنية للصناعة بعد سنوات من أسعار الفائدة المنخفضة للغاية. انخفض مؤشر ناسداك، الذي تهيمن عليه أسهم التكنولوجيا وأسهم النمو الأخرى، بأكثر من 9٪ في يناير، وهو أسوأ انخفاض شهري له منذ انهيار السوق الناجم عن فيروس كورونا في مارس 2020.
قال كينيث بروكس ، المحلل الاستراتيجي في سوسيتيه جنرال في لندن: "لقد فاجأ الانخفاض في توقعات الأرباح من قبل شركة ميتا وشركات أخرى الأسواق"، بحسب الجارديان.
وأضاف: "يمكننا أن نرى المزيد من التقلبات في المستقبل".
استحضرت خيبة الأمل بشأن أرباح Meta وما تلاها من انخفاض في الأسهم ذكريات انفجار فقاعة التكنولوجيا في عام 2000، إذ قال براد ماكميلان كبير مسؤولي الاستثمار في شبكة الكومنولث المالية، إن "شركات التكنولوجيا والاتصالات الكبيرة لعبت دورًا كبيرًا في دفع المكاسب للسوق الأوسع طوال الوباء ومعظم التعافي في عام 2021، لكن يبدو أن السوق تغيّر".
انخفاض ثروة مارك
أثّرت الخسائر الفادحة التي تعرضت لها الشركة بين ليلة وضحاها، على ثروة مارك زوكربيرج، البالغ من العُمر 37 عامًا، والتي هوت بنحو 31 مليار دولار.
وكانت هذه الخسارة كافية لإخراج الشاب البالغ من العُمر 37 عامًا، من قائمة أغنى 10 مليارديرات على مستوى العالم، في واقعة تحدث لأول مرة منذ يوليو 2015.
يتصدر إيلون ماسك الرئيس التنفيذي لشركة تيسلا القائمة بفارق كبير.
ويمتلك زوكربيرج ، أكثر من 398 مليون سهم في Meta، أو 14.2٪ من الشركة، وفقًا لإيداع SEC من فبراير 2021، وهو أحدث ملف متاح، بحسب "سي إن إن" الأمريكية.
فيديو قد يعجبك: