بـ"مكالمات الفيديو الجماعية".. تليجرام يشعل سوق المراسلات الفورية
كتب- محمد زكريا:
منافسة شرسة تشهدها سوق تطبيقات التراسل الفوري، بهدف كسب المزيد من المستخدمين وتعلقهم ومن ثم تعظيم الأرباح، في خضمها المتزايد أعلن تليجرام اعتزامه إطلاق ميزة مكالمات الفيديو الجماعية الشهر المقبل، ليشتعل السباق أكثر فأكثر.
قبل الحديث عن الميزة الجديدة، عليك أن تعرف أن خدمة تليجرام تدعم بالفعل مكالمات الفيديو الفردية، وكذلك المكالمات الصوتية الجماعية، وهي نفس المزايا المتوفرة لدى معظم خدمات التراسل الفوري، وأشهر تطبيقاتها واتس آب وماسنجر وفايبر ووي شات وتليجرام بالطبع، لكن الخاصية الجديدة تزوّد مستخدمي تليجرام بميزة إجراء مكالمات الفيديو الجماعية.
لكن لماذا أطلقت تليجرام ميزتها الجديدة؟ يرى خبير وسائل التواصل الاجتماعي أحمد بسيوني، إن "تليجرام أرادت كسب ميزة نسبية عن باقي تطبيقات التراسل الفوري وعلى رأسهم واتس آب، لجذب المزيد من المستخدمين ومن ثم تعظيم الأرباح، والذي هو هدف كل التطبيقات التكنولوجية".
فيما يرجع استشاري الإعلام الرقمي والتسويق الإلكتروني محمد الحارثي السبب إلى "رغبة تليجرام في مواكبة تغير مستقبل التواصل الاجتماعي بعد جائحة كورونا".
ويبين الحارثي، في تصريحات لموقع "مصراوي"، أن "غرف الدردشة سواء الصوتية أو الفيديو هي مستقبل وسائل التواصل الاجتماعي لقدرتها على تقريب البشر من بعضهم البعض في ظل ما يفرضه التقدم التكنولوجي والظروف العالمية الحالية من تباعد"، متوقعا أن يكون مستقبل الاجتماعات والمؤتمرات داخل تلك الغرف الإلكترونية.
لطالما تغنى تليجرام بالخصوصية، وسعيه الحثيث لحماية بيانات المستخدمين، لذا وعد مع إعلانه الأخير بحرصه على إضافة لمسة من الخصوصية على مكالمات الفيديو الجماعية، مؤكدا أن المكالمات ستكون مشفرة بالكامل وبأعلى أداء ممكن، للحفاظ على خصوصية بيانات المستخدمين.
وحول مسألة الخصوصية، يقول بسيوني، في تصريحات لموقع "مصراوي"، إن "تليجرام أراد استغلال الانتقادات التي توجه إلى واتس آب والشركة الأم فيسبوك بخصوص تعرضها للاختراق في الشهور الأخيرة لصالح جذب المزيد من مستخدمي واتس آب".
لكن في هذا الشأن، يعتقد الحارثي، أن "كل التطبيقات معرضة للاختراق السيبراني"، كما يعتقد أن "تليجرام ليس أكثر أمانا من واتس آب"، ومبرره أن "واتس آب الأكثر استخداما، والأكثر شهرة عالميا، ومن ثم هو الأكثر عرضة للاختراق".
أما فيما يخص خصوصية بيانات المستخدمين، يقول الحارثي، إنه "طالما وافق المستخدم على التمتع بالخدمة المجانية للتطبيق، فإنه بالضرورة يكون قد وافق على حقه في استخدام بياناته لأغراض إعلانية ربحية".
وكان مؤسس تطبيق تليجرام بافل دوروف، قد أعلن في وقت سابق، أن العام الجاري سيشهد ظهور الدعايات والإعلانات المدفوعة، لكن جميع خدمات التطبيق المتعلقة بالرسائل ستكون خالية من الإعلانات، وستظهر الإعلانات فقط في القنوات العامة على التطبيق.
لكن ماذا عن مزايا الخاصية الجديدة؟ حسبما نشر دوروف على حسابه الرسمي بتليغرام، فإن مكالمات الفيديو الجماعية توفر مزايا مثل عزل الضوضاء ومشاركة الشاشة، إلى جانب دعم تشغيل المكالمات مع الموبايل والكمبيوتر والأجهزة اللوحية من خلال متصفح الويب دون الحاجة لعمليات التحميل أو تنزيل التطبيقات للوصول إلى هذه المحادثات.
يتوقع الحارثي أن تسهم تلك الميزة الجديدة في زيادة عدد مستخدمي تليجرام، لكن رغم ذلك يرى أنه "يظل من التطبيقات التي تستخدمها فئات محددة، وهي الفئات التي تبحث عن محتوى مرئي غير مرخص لها، بعكس واتس آب الذي ينتشر بين جميع الفئات والأوساط"، متوقعا أن يتيح تليجرام "الغرف السرية أو المغلقة" مستقبلا، والتي لا تتيح للجميع الالتحاق بها، بعكس كلوب هاوس مثلا والذي يُمكن مستخدميه من طلب الالتحاق بأي دردشة كانت، مما ينطوي على خطر في رأيه.
على الرأي نفسه يسير بسيوني، معتقدا أن تليجرام غير قادر على إزاحة واتس آب من عرش أكثر تطبيقات التراسل الفوري استخداما، نظرا لنمو الشركة الأم فيسبوك المستمر وامتلاكها البنية التكنولوجية والمادية اللازمة لتأمين الصدارة لها، لكنه في الوقت نفسه يعتقد أن تليجرام قادر على المنافسة مع واتس آب وغيره من التطبيقات، طالما استمر في تطوير خاصيات جديدة تواكب التقدم التكنولوجي.
فيديو قد يعجبك: