تويتر يضع علامة تحذير على تغريدة لترامب
(بي بي سي):
وسم موقع تويتر إحدى تغريدات الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، لأول مرة بعلامة تحذير تدعو القراء إلى تدقيق المعلومات الوادرة فيها.
وكان الرئيس ترامب غرد عبر حسابه في الموقع قائلا: "ليس هناك أي احتمال (صفر!) في ألا يكون الاقتراع عبر البريد (في الانتخابات) سوى احتيال بشكل كبير"؛ في تحذير واضح من احتمال وقوع "تزوير" لعمليات الاقتراع عبر البريد.
وفي سابقة من نوعها، وضع تويتر علامة تحذير أسفل التغريدة والصفحة المرافقة لها تصف تلك المزاعم بأنها "غير مؤكدة".
وقد رد الرئيس بتغريدة أخرى واصفا موقع عملاق التواصل الاجتماعي بأنه "يضيق الخناق كليا على حرية التعبير".
وظل موقع تويتر، لسنوات، يتعرض لانتقادات تصفه بأنه لا يتخذ فعلا بشأن تغريدات الرئيس ترامب المثيرة للجدل، والتي تتضمن هجمات شخصية على سياسيين منافسين ونشر معلومات تندرج ضمن نظريات المؤامرة.
وشرع الموقع هذا الشهر باعتماد سياسة جديدة بشأن المعلومات المضللة وسط أزمة تفشي وباء فيروس كورونا.
بيد أن المنشورات الأخيرة التي روج ترامب فيها لنظرية مؤامرة بشأن وفاة لوري كلاوسوتيس (التي كانت تعمل مساعدة سياسية برلمانية) في عام 2001، وتعرضت تغريداته لانتقادات كثيرة ومن شخصيات رفيعة، لم تتلق نفس المعاملة.
وتظهر العلامة التي وضعها الموقع على تغريدة ترامب علامة استفهام زرقاء مع رابط يقترح على القراء "أن يحصلوا على حقائق بشأن عملية الاقتراع عبر البريد".
ويقود الرابط القراء إلى صفحة توصف فيها تغريدة ترامب بأنها "غير مؤكدة"، مستشهدا بتقارير من سي أن أن وواشنطن بوست ووسائل إعلام أخرى.
ويضع تفشي الوباء ضغطا على الولايات الأمريكية لتوسيع استخدام الاقتراع عبر البريد، لأن الناس قلقون من احتمال تعرضهم للعدوى في محطات الاقتراع.
وكتب موقع تويتر تحت لافتة:"ما تحتاج لمعرفته" أن ترامب "قدم زعما كاذبا بأن الاقتراع عبر البريد سيؤدي إلى 'انتخابات مزورة'".
وأضاف: "يقول مدققو الحقائق إنه ليس ثمة دليل على أن الاقتراع عبر البريد يرتبط باحتيال انتخابي".
وتعهدت الشركة في وقت سابق بزيادة علامات التحذير بشأن المعلومات المزيفة أو المضللة التي تنشر عبر موقعها، لكنها كانت بطيئة في اتخاذ أي خطوات بحق ما ينشره الرئيس الأمريكي.
ونشر ترامب الزعم نفسه عن الاقتراع عبر البريد على موقع فيسبوك، لكنه لم يتعرض فيه إلى تدقيق حقائق من الموقع.
واتهم ترامب تويتر بالتدخل في الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقررة في نوفمبر، قائلا إن الموقع "يضيق الخناق كليا على حرية التعبير، وبصفته رئيسا للولايات المتحدة فإنه لن يسمح بذلك".
ويعد ترامب، الذي يمتلك نحو 52 ألف تغريدة حاليا تحت اسمه، أحد المغردين البارزين في موقع تويتر؛ الذي يعتمد على منصته في نشر وجهات نظره وإيصالها إلى الملايين من الناس.
وقد استخدم هذه المنصة لشن هجمات على خصومه، التي طالت مدى واسعا يمتد من الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ - أون حتى خصومه السياسيين داخل الولايات المتحدة.
وفي عام 2017 ، استخدم تغريدات استهدفت عمدة لندن صديق خان، وبدت "مضادة للإسلام" لخدمة أهداف سياسية محلية للتحذير ضد الهجرة، بحسب مراسل بي بي سي في امريكا الشمالية أنتوني زاكر.
استخدم الرئيس ترامب تويتر منصةً للمشاجرات مع سياسيين أو مشاهير أخرين. ولكنه هذه المرة قد يكون في شجار مع المنصة نفسها (موقع تويتر).
وزعم ترامب في تغريدة كتبها على تويتر، في أعقاب قرار الشركة التي تدير الموقع وسم تغريداته بأنها مضللة، أن الشركة تضيق الخناق على حرية التعبير وإنه لن يسمح بذلك. بيد أن تويتر كشركة خاصة تحاول أن تفرض قوانينها الخاصة لما يجري على منصتها.
بيد أن المشكلة بالنسبة للعديدين أن الشركة لم تكن حتى الثلاثاء الماضي تفرض قوانينها عندما يتعلق الأمر بالرئيس الأمريكي أو زعماء العالم الآخرين.
وليست هذه المرة الأولى التي يوجه فيها الرئيس ترامب اتهامات لتويتر، يقول البعض أنها لو جاءت من أشخاص أقل سلطة لتعرضوا للحظر من الموقع.
بيد أن تعليقات ترامب الطنانة هي جزء مما يجذب متابعيه إلى الموقع في المقام الأول. ولا تريد الشركة خسرانهم.
وتنظر الشركة إلى نظام وضع وسم أو علامة تحذير بوصفه نوعا من التوازن بين السماح لمستخدمي تويتر؛ ومن بينهم الرئيس ليقولوا ما يشاؤون، وتوفير الحماية للقراء ضد المزاعم والمعلومات المضللة في الوقت نفسه. وقد استخدمت هذه الاستراتيجية في الغالب مع التغريدات المتعلقة بكوفيد-19.
ولكن مع اقتراب الانتخابات الأمريكية في نوفمبر، ينبغي أن تتوقع شركة تويتر العديد من المنشورات الأخرى التي من المحتمل أن تحمل معلومات مضللة؛ الأمر الذي يعني أن ما حدث قد يكون مجرد أول اختبار لفرض خطط الشركة الجديدة.
فيديو قد يعجبك: