أيهما أفضل .. الكاميرات المدمجة أم كاميرات الهواتف الذكية؟
برلين (د ب أ)
لا تزال الكاميرات المدمجة الرقمية تحظى بشعبية كبيرة بين المستخدمين، الذين يرغبون في تسجيل اللحظات السعيدة في رحلاتهم أو حياتهم اليومية بجودة فائقة، على الرغم من أن كاميرات الهواتف الذكية الفاخرة أصبحت تمثل منافسا قويا لها، وذلك لأنها تمتلك بعض المزايا الحصرية ونقاط القوة، التي تفتقر إليها كاميرات الأجهزة الجوالة.
وفي خضم التطور التقني لم تعد وظائف الهواتف الذكية تقتصر على إجراء المكالمات الهاتفية وتصفح الويب فحسب، بل إن الكاميرات المركبة في الهواتف الذكية الحالية توفر لهواة التصوير إمكانية التقاط صور بجودة مقبولة.
وتتمثل مزايا استعمال الهواتف الذكية والحواسيب اللوحية في إمكانية إرسال الصور إلى الأصدقاء والمعارف عن طريق تطبيقات التراسل الفوري أو مشاركتها على شبكات التواصل الاجتماعي، علاوة على أن هذه الأجهزة الجوالة تشتمل على العديد من التطبيقات لتحرير الصور، وهنا يظهر التساؤل حول مزايا الكاميرات المدمجة الرقمية؟
متطلبات المصور
وترتبط الإجابة على هذا التساؤل بمدى متطلبات المصور؛ حيث أوضح موريتس فانكه، من مجلة "شيب فوتو فيديو" الألمانية، قائلا: "تحظى الكاميرات المدمجة الكلاسيكية بإقبال المستخدمين، الذين يهتمون كثيرا بجودة الصورة".
ويزداد الإقبال بصفة خاصة على الموديلات المزودة بمستشعر صورة أكبر من واحد بوصة، والتي تمتاز بالتقاط صور رائعة حتى في ظل ظروف الإضاءة السيئة، مع إمكانية ضبط التركيز على موضوع الصورة مع ظهور الخلفية بشكل غير واضح، وهو ما يمكن تحقيقه مع كاميرات الهواتف الذكية بشكل مصطنع من خلال الاستعانة ببعض التطبيقات.
وتزخر أسواق الإلكترونيات بالعديد من الكاميرات المدمجة بمستشعر واحد بوصة مثل سلسلة كاميرات سوني RX100 وسلسلة كاميرات باناسونيك LX وسلسلة كاميرات كانون G، علاوة على أن هناك بعض الشركات، مثل لايكا وريكو، تطلق موديلات بمستشعرات أكبر في الكاميرات ذات العدسة الأحادية العاكسة أو الكاميرات متغيرة العدسة، والتي تشتمل على مستشعرات Four-Thirds ومستشعرات APS-C والصورة الصغيرة، وتتيح هذه الكاميرات إمكانية التقاط صور بجودة تقنع المصورين الطموحين وحتى المحترفين.
جودة الصورة
وأشار نيكلاس فليتكامب، من إدارة الرابطة الألمانية للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات Bitkom، إلى أنه لا يزال من المفيد شراء الكاميرات المدمجة الرقمية؛ نظرا لأنها تتفوق على الهواتف الذكية فيما يتعلق بجودة الصورة وخاصة في ظل ظروف الإضاءة السيئة، وينطبق ذلك بصفة خاصة على الكاميرات المدمجة الفاخرة، التي عادة ما تكون مجهزة بمستشعرات أكبر.
وبالنسبة لموديلات الكاميرات المدمجة من الفئة الأساسية فإن الفرق في جودة الصور بينها وبين الهواتف الذكية آخذ في التضاؤل، ولا عجب في ذلك؛ حيث يتم تركيب مستعرات الصور الصغيرة 1 / 3ر2 بوصة في العديد من الموديلات الأساسية من الكاميرات المدمجة إلى جانب كاميرات الهواتف الذكية الفاخرة.
الزووم البصري
وبغض النظر عن التكلفة فإن الكاميرات المدمجة الرقمية لا تزال تتمتع بميزة كبيرة، تتمثل في الزووم البصري، وأوضح موريتس فانكه قائلا: "تمتاز كاميرات الهواتف الذكية ببعد بؤري ثابت، ويمكن إجراء الزووم بشكل رقمي فقط، وهو ما يؤثر بالسلب على جودة الصورة".
ومع ذلك هناك بعض الاستثناءات وفقا لمعايير الهواتف الذكية، التي تكون ثقيلة الوزن وكبيرة الحجم؛ حيث تطلق شركة آسوس حاليا هاتفها الذكي Zenfone Zoom والمزود بزووم بصري، كما طرحت شركة سامسونج وباناسونيك بعض الموديلات منذ سنوات كانت مزودة بعدسة زووم بصري، وهناك بعض الوحدات التركيبية، التي يمكن استعمالها مع بعض موديلات الهواتف الذكية للاستفادة بالزووم البصري، على غرار ما تمتاز به بعض أجهزة موتورولا أو الهاتف الذكي آيفون.
وفي المقابل تعتمد الكاميرات المدمجة على زووم بصري مزود ببعد بؤري كبير في بعض الأحيان، وبالتالي يتمكن المستخدم من التقاط موضوع التصوير البعيد للغاية، وقد يصل الزووم البصري إلى 30 أو 60 أو حتى 83x، وعلى الرغم من أن أطوال البعد البؤري هذه تبدو مغرية في البداية، إلا أنه ينبغي على المصور أن يضع في اعتباره أن جودة الصورة تنخفض مع زيادة الزووم.
ولهذا السبب يعمل المصورون المحترفون بزووم بصري يقع ما بين 3 و4x، ومن الأفضل أن يقترب المصور بنفسه من موضوع التصوير، إذا كان ذلك ممكنا، بدلا من اللجوء إلى استعمال وظيفة الزووم والوقوف على مسافة بعيدة من موضوع التصوير. وأشار موريتس فانكه إلى أن الكاميرات المدمجة، التي توفر نطاق زووم كبير، تشتمل على مثبت للصورة، والذي يعمل على الحد من اهتزاز الصورة.
وعلى الجانب الآخر لم يعد عدد الميجابيكسل الكثير على مستشعر الصورة من أهم معايير شراء الكاميرات المدمجة؛ نظرا لأن المزيد من دقة الوضوح يجلب معه بعض العيوب؛ فإذا كان هناك عدد بيكسلات كبير على مساحة محدودة، فإن الكاميرات تضطر إلى تقوية الإشارة، وهو ما يؤدي في واقع الأمر إلى زيادة تشويش الصورة، ووفقا لهذا التصور فإن الموديلات المزودة بدقة وضوح 12 ميجابيكسل تعتبر كافية تماما، وخاصة مع مستشعرات الصورة الصغيرة 1 / 3ر2 بوصة.
فيديو قد يعجبك: