المحتوي الإلكتروني العربي..«كم» بلا فائدة!
12:00 ص
السبت 01 ديسمبر 2012
-
عرض 4 صورة
-
عرض 4 صورة
-
عرض 4 صورة
-
عرض 4 صورة
المحتوى الإلكتروني باللغة العربية “لا يرقى إلى مستوى الطلب عليه”، تلك حقيقة لا نسمع عنها من الدراسات والإحصاءات فحسب، بل نلمسها كل يوم.فحال من يبحث في الشبكة الإلكترونية باللغة العربية عن موضوع جادّ كحال من يبحث عن إبرة في كوم من القش، إذ طالما تختصر نتيجة البحث والتفتيش المضني بعدد من الروابط التي تقود الى صفحات ملونة غالبا ما تكون براقة متلألئة، تلك في الواقع منتديات معظمها مغلق، وفي أحسن الأحوال يعرض عليك بعضها الانضمام عبر استمارة بسيطة.والتفاؤل سحابة سرعان ما تزول فالدخول إلى تلك المواقع لا يمنح الشعور بأنها تلبي جزءاً من الحاجة، بل حتىالأكثر جدية، إن توفر، لا يشبع الفضول، في معظم الأحيان.إذاً، هذا المحتوى ليس شحيحاً وحسب كما يصفه المتابعون ومراكز البحث والإحصاء، بل ضعيف أيضاً من حيث النوع والقيمة، اذا ما استثنينا مواقع متخصصة.تكرار المحتوىكمّ المحتوى العربي ونوعه لا يتناسبان مطلقاً مع ازدياد الحاجة إليه، وينعكس ذلك في التالي : أولا، الفجوة بين عدد المستخدمين العرب لشبكة الإنترنت وحجم المحتوى العربي شاسعة.وثانيا، التناسب بين موقع اللغة العربية المتقدم في قائمة اللغات على الإنترنت (المرتبة السابعة في قائمة اللغات الأكثر استخداماً) والمادة المنشورة بهذه اللغة مختلٌ. وأخيراً، نوع الصلة بين المواد المنشورة وشغف الحاجة للمعرفة تكاد أن تكون غائبة.و لنوعية المحتوى أهمية خاصة إذا علمنا أن بعضه متهالك وبعضه الآخر مكرر في أكثر من موقع، خصوصا أن مواقع إلكترونية عديدة تعيد نشر المقالات والمواد بعد استنساخها من موقعها الأصلي وتجريدها، في كثير من المناسبات، من اسم كاتبها أو الجهة الناشرة، بل يعمد البعض الى لصق اسم غير إسم كاتبها!.هنا تبرز بإلحاح ظاهرة انتهاك حقوق الملكية الفكرية، المتمثلة بإعادة النشر دون إذن.حقائق وأرقامولكن الحقائق التي تأتينا عبر مواقع الدراسة والإحصاء تجعل من تحسين المحتوى العربي ضرورةً ملحة، فهي تؤكد باستمرار النمو المتسارع لأعداد مستخدمي الإنترنت ونسبة الدخول الى الشبكة الإلكترونية.ولنصغ قليلا للغة الأرقام: ارتفع عدد المستخدمين الناطقين بالعربية للإنترنت في الفترة ما بين عامي 2000 و2009 بنسبة تقترب من 23300 في المئة! حسب تقرير لـ “إنترنت ورلد ستاتس” Internet World Stats. وظل العدد في ازدياد متواصل.وتشير إحصاءات المؤسسة نفسها في تقريرها في 31 ديسمبر 2011 إلى أن عدد مستخدمي الشبكة الناطقين بالعربية بلغ 86,077,806 من بين 359,340,646 مليون نسمة هم المجموع الكلي للسكان في البلدان العربية.لكن عدد المستخدمين ارتفع ارتفاعا مضطردا في الأشهر اللاحقة لذلك، حسب الأرقام التي سجلتها بلدان عربية على انفراد. ولا بد من القول إن معدلات الصعود تتباين من بلد لآخر اعتمادا على عوامل كثيرة منها عدد السكان وتسهيلات الدخول الى الانترنت والمستوى المعيشي وغير ذلك. انظر الجدول أدناه.والآن تضع الإحصاءات الحديثة ما بين التسعين والمئة مليون مستخدم ناطق بالعربية. وهذا الرقم متناسب مع عدد السكان، إذا علمنا أن عدد المستخدمين على النطاق العالمي نحو مليارين وأربعمئة مليون مستخدم من بين مليارات العالم السبعة.مواقع التوصل الاجتماعيفي الوقت ذاته، سجل الانضمام الى مواقع التواصل الاجتماعي ارتفاعا ملحوظا.فعدد مستخدمي موقع فيسبوك في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ارتفع إلى 44 مليونا، حسب إحصاءات صدرت في نوفمبر الماضي من موقع “سوشيال بيكرز” المختص.أما مستخدمو موقع تويتر “النشطين” في البلدان العربية فقد تجاوز في مارس 2012 المليون وثلاثمئة ألف، كما ورد في تقرير الإعلام الاجتماعي لـ “كلية دبي للإدارة الحكومية”.هذا النمو متسارع جدا وهو يؤكد هيمنة شبكة الانترنت في مجال المعلومات والاتصالات في عالمنا، ما فتح الباب واسعاً، أمام حركة التغيير في العالم العربي.تعزيز المحتوى هذه المتغيرات تفرض نفسها وتجعل من ضرورة العمل على تحسين المحتوى العربي أمرا لا يمكن تجاهله.وهناك أكثر من فجوة تحتاج إلى ردم. ومع الإقرار بأن الأمية لا تزال متفشية في بعض المناطق المحرومة ووسط الفئات الاجتماعية الفقيرة، لكن المتابع يلاحظ معضلة من نوع آخر تتمثل في فقر نوعية الكثير من المواد المنشورة واحتوائها على معلومات غير دقيقة. ضعف لغة هذا المحتوى تكاد تكون سمة سائدة، إذ تبدو وكأنها لغة دون قواعد أو ضوابط.هذا يضع المؤسسات التعليمية أمام مسؤولية تنمية مهارات التفكير والإبداع عبر إحداث ثورة في طرقها ومناهجها التربوية والتعليمية.ولكي يتعزز المحتوى العربي الجاد على شبكة الإنترنت، يتعين، أيضا، على الجامعات ومعاهد البحث والمؤسسات العلمية والتربوية والصحية وما إلى ذلك، رفع مستوى مساهمتها في هذا الخصوص، توخياً لنشر المعرفة بجميع جوانبها وتحقيق التنمية البشرية.وتقع على الجميع أيضاً، مؤسسات وعاملين في الحقول العلمية والفكرية والثقافية، رفد المواقع التي تهتم بجمع المعلومات وتصنيفها كموسوعات الإنترنت.التحدي كبير، إذاً، والأرقام تشكل صورته وإطارها؛ وهي تنبئنا بوضوح عن المحتوى الضعيف، نوعا وكما، مقارنة بالنمو المتزايد في الحاجة الماسة الى المادة الرصينة.
فيديو قد يعجبك:
الخبر التالى:
فيس بوك يطبق تعديلات سياسة الخصوصية بعد فشل التصويت