كل ما تريد معرفته عن واجهة الاقلاع الجديدة UEFI .. بديل واجهة BIOS
تحتاج مكونات الحاسوب إلى واجهة خاصة كي تتعامل مع نظام التشغيل. وقد ظل نظام الإدخال والإخراج الأساسي (BIOS) لسنوات طويلة يقوم بهذه المهمة، لكن الواجهة الموحدة للبرامج الثابتة الموسعة (UEFI) بدأت تنتشر حالياً وتحل محل هذا النظام القديم. وعلى الرغم من أن الواجهة الجديدة توفر العديد من الإمكانيات، إلا أنها قد تسبب بعض المشكلات أيضاً.
وعند شراء حاسوب جديد مزود بنظام مايكروسوفت ويندوز 8 الجديد قد يلاحظ المستخدم سرعة إقلاع نظام التشغيل، حيث يصبح الحاسوب جاهزاً للتشغيل في ثوان معدودة، وذلك بفضل واجهة UEFI، التي تعتبر الجيل التالي من نظام BIOS، وتقوم هذه التقنية بالتحكم في إقلاع نظام التشغيل بالحواسب المختلفة.
وعندما يتم تشغيل الحاسوب لا يستفيد المستخدم كثيراً من نظام BIOS أو واجهة UEFI، على الرغم من أنهما يعملان بأقصى قوة وسرعة لهما. ولكن فائدة هذا النظام تظهر عندما يقوم المستخدم بقطع عملية إقلاع نظام التشغيل واستدعاء قائمة UEFI، وذلك من أجل تغيير إعدادات وظيفة توفير الطاقة مثلاً. وبدلاً من الكتابة بفونط الكتلة وعمليات الإدخال المعقدة عن طريق لوحة المفاتيح تظهر في واجهة UEFI شاشة رسومية ملونة توفر دعم كامل لاستعمال الفأرة.
وعلى عكس نظام آبل ماكنتوش فإن واجهة UEFI لم تصبح معياراً للحواسب بشكل مبكر، بسبب المعارضة القوية من بعض الشركات المنتجة للحواسب ولنظام BIOS. وقد توافرت واجهة UEFI والإصدار السابق منها EFI قبل عدة سنوات، علاوة على أنه تم اختبارهما بشكل جيد. ويرجع الفضل إلى شركة مايكرسوفت الأمريكية في استخدام واجهة UEFI حالياً في الحواسب على نطاق واسع؛ لأنه يلزم الاعتماد على واجهة UEFI في الحواسب الجديدة المزودة بنظام ويندوز 8 مسبقاً.
إمكانيات متعددة
ولكن السبب الأهم في اتخاذ هذا القرار هو أن واجهة UEFI توفر الكثير من الإمكانيات مقارنة بنظام BIOS، ويقول مايكل كورب من شركة مايكروسوفت الأمريكية، :"تستفيد هذه التقنية من قدرات أنظمة التشغيل الجديدة وتدعمها"، وذلك حسب ما جاء في تقرير لوكالة الأنباء الألمانية.
وأضاف كورب :"يتعين على المستخدم أن يبتعد عن نظام BIOS؛ حيث دائماً ما يلاحظ المستخدم حدود قدرات هذا النظام الذي جاء في الحواسب الشخصية الأولى". بالإضافة إلى أن نظام BIOS لا يمكنه التعامل إلا مع الأقراص الصلبة بسعة تخزينية تصل إلى 2 تيرابايت. وهذه السعة كان يُنظر إليها على أنها ضرب من الخيال عندما ظهر نظام BIOS قبل 30 عاماً. ولكن هذه السعة التخزينية لم تعد تبدو كبيرة في الوقت الراهن الذي تنتشر فيه مقاطع الفيديو فائقة الوضوح HD.
صيانة عن بُعد
وثمة ميزة أخرى لواجهة UEFI تتمثل في إمكانية فحص الحاسوب وصيانته عن بُعد عن طريق وحدة شبكية مدمجة، بل ودون الاضطرار إلى إقلاع نظام التشغيل. بالإضافة إلى أن واجهة UEFI تمكن المستخدم من الاستغناء عن برنامج خاص لاختيار وإقلاع مختلف أنظمة التشغيل أو ما يُعرف باسم "مُحمل الإقلاع" (Bootloader)؛ لأن واجهة UEFI توفر حسب الرغبة لائحة من أنظمة التشغيل التي يمكن اختيارها، فضلاً عن إقلاعها تلقائياً.
ويعتبر وضع الإقلاع الآمن Secure Boot أحد المكونات الأخرى لواجهة UEFI، الذي يعتبر بمثابة حجر عثرة في كثير من النقاشات التي تدور حول النظام الجديد. وتؤكد شركة مايكروسوفت الأمريكية على أنه يجب تفعيل هذا الوضع في جميع الحواسب المزودة بنظام ويندوز 8 الجديد.
ويساعد وضع الإقلاع الآمن على أن يعمل الحاسوب بشكل أكثر أمناً، وإيقاف ما يُعرف باسم فيروسات الإقلاع. وهي عبارة عن برامج ضارة يتم تفعيلها قبل تحميل نظام التشغيل، وبالتالي فإنها تكون مختفية عن أعين برامج مكافحة الفيروسات. وللحيلولة دون التعرض لمثل هذه الهجمات يقوم وضع الإقلاع الآمن بفحص البرامج التي يتم تشغيلها. وبالتالي لا يسمح إلا بإقلاع أنظمة التشغيل التي تحتوي على توقيع، وهو نوع من شهادات توثيق البرامج.
ويشتمل نظام ويندوز 8 الجديد على مثل هذا التوقيع، ومع ذلك هناك الكثير من أنظمة التشغيل الأخرى لا تحتوي على هذا النوع من شهادات توثيق البرامج مثل بعض أنظمة تشغيل لينوكس وكذلك الإصدارات القديمة من نظام تشغيل مايكروسوفت مثل إكس بي أو 7. وبالتالي لا يمكن إقلاع هذه الإصدارات عن طريق واجهة UEFI المزودة بوضع الإقلاع الآمن.
وتظهر هنا أيضاً بعض المشكلات في التعامل مع واجهة UEFI وخاصة عند استعمال أسطوانات Live-CD أو وحدات الذاكرة USB، والتي يتم استخدامها لإقلاع الحاسوب من أجل استعادة البيانات أو لفحص الحاسوب بواسطة برامج مكافحة الفيروسات من أجل القضاء على الأكواد الخبيثة والبرامج الضارة.
وفي البداية حظيت واجهة UEFI بإقبال كبير في توزيعات لينوكس، وهناك العديد من أنظمة لينوكس تدعم واجهة UEFI حالياً، بالإضافة إلى دعم وضع الإقلاع الآمن في بعض التوزيعات مثل Fedora 18 من Red Hat أو Opensuse 12.3 أو Sabayon 11 أو Ubuntu بدءاً من الإصدار 12.04.02. ومن المتوقع طرح العديد من أنظمة التشغيل الأخرى والأنظمة المباشرة التي تدعم واجهة UEFI باستمرار.
مكافحة الفيروسات
وبالطبع يتمكن المستخدم من إيقاف وضع الإقلاع الآمن، حتى يتمكن من تشغيل برنامج خارجي لمكافحة الفيروسات. ولكن للأسف تختلف طريقة إيقاف فعالية هذه الوضع من حاسوب إلى آخر في كثير من الأحيان. وقد يَصعب على المستخدم العثور على الوظيفة أحياناً، وفي هذه الحالة لا تفيد الواجهة الرسومية التي يمكن استعمالها بالفأرة في شيء.
وقد أدت واجهة UEFI إلى ظهور بعض المشكلات الخطيرة، فمثلاً مع بعض موديلات اللاب توب لم يتمكن المستخدم من تشغيل الحاسوب على الإطلاق بعد إقلاع إحدى توزيعات لينوكس. وعند الفحص الدقيق اكتشف ماثيو غاريت، مطور نظام لينوكس، أن الخطأ لا يرجع إلى نظام التشغيل، لكنه يحدث بسبب واجهة UEFI التي تم تعديلها من قبل الشركة المنتجة لجهاز اللاب توب.
وأوضح ألكسندر كاربتسكي، الخبير بشركة "كاسبيرسكي لابس" لأمان الإنترنت، أن قيام وضع الإقلاع الآمن بتصعيب مهمة الفيروسات الضارة لا يعني أبداً أن واجهة UEFI محمية تماماً ولا يمكن مهاجمتها بالفيروسات والأكواد الضارة. بالإضافة إلى أن الواجهة الجديد أكثر تعقيداً من نظام BIOS، بالتالي فإنها توفر فرصاً جيدة للهاكرز لمطوري برامج الأمان. وعلى الرغم من عدم وجود أية برامج خبيثة تستهدف واجهة UEFI الجديدة حتى الآن، إلا أنها قد تكون مسألة وقت فقط.
فيديو قد يعجبك: