لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

البيع بـ"الكوتة" في الأسواق.. الأرز لم يعد "زي الرز"

02:30 م الأحد 20 نوفمبر 2022

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- محمود عبد الرحمن:

"زي الرز"، مصطلح شعبيي يُعبر به المصريون عن الوفرة؛ فالحبات البيضاء لا تخلو منها أطباق المائدة، وتتنوع أشكالها وألوانها على سفرة الغَدَاء. لكن الأزمة التي تلوح في الأفق منذ شهور؛ كانت سببا في اختفاء أكياس الأرز من المحال والسلاسل التجارية، ورغم حصاد المزارعين 6 ملايين طن أرز شعير في الموسم الحالي، ما زالت تتفاقم الأزمة يوما تلو آخر.

وعجزت الإجراءات الحكومية والقرارات الوزارية المتتالية عن حلها، وإن حَدت من ارتفاع السعر، بفرض سعر إلزامي لبيع الأرز، الذي اعتبره مجلس الوزراء سلعة استراتيجية يحظر منعها من التداول، ويعاقب مرتكب العقوبة تلك بالحبس مدة لا تقل عن سنة، وغرامة لا تقل عن 100 ألف جنيه، ولا تتجاوز المليوني جنيه، وتضاعف العقوبة في حالة التكرار، وفقا للقرار الوزاري.

وأعطى القرار رقم 166 لسنة 2022، في مادته الثانية، مهلة أسبوع للمخالفين يبدأ من تاريخ العمل بالقرار، الذي نشرته الجريدة الرسمية في عددها الصادر صباح أمس السبت.

أجرى مصراوي جولة داخل عدد من الأسواق التجارية وسلاسل السوبر ماركت الشهيرة بمحافظتي الجيزة والقاهرة، للبحث عن الأرز الذي اختفى من بعض فروع البيع، ونقص كميات المعروض منه في فروع أخرى، لرصد إلى أي مدى ساهم القرار الوزاري بشأن ضوابط وإجراءات التعامل على سلعة الأرز في وفرة الحبة البيضاء في الأسواق واستقرار أسعارها.

داخل فرع لإحدى السلاسل التجارية الشهيرة بمنطقة المهندسين، استبدل العاملون أغلب الرفوف المخصصة للأرز المحلي بالعديد من الأنواع الأخرى المستوردة التي لا يقل سعر الكيلو منها عن 43 جنيها، بحسب السعر الموضح على كل صنف، وأرجع مدير الفرع السبب إلى عدم قدرة إدارة السوبر ماركت على توفير كميات من الأنواع المحلية سواء الفاخرة أو العادية.

55

"مافيش رز"، الرد الدائم على لسان مسئول التوريد بالسلسلة الشهيرة خلال الفترة الماضية؛ من الشركات التجارية التي تمد السلسلة بالأرز المحلي خلال الشهر الماضي، في المقابل "كل الزبائن بتسأل على الأرز"، مما دفع إدارة الفرع إلى طرح الأنواع الأخرى من الأرز المستورد، لحين توافر كميات من الأرز المحلي، الذي يقدر النسبة التي تتوافر منه داخل فروع الشركة بـ 40 % من الكميات التي كانت تتوافر لديهم قبل شهور الأزمة.

لتتبع السلسلة التجارية سياسية بيع مختلفة لبيع السلعة الاستراتيجية في ظل حالة الإقبال الشديدة عليها بتحديد كميات الشراء: "لكل مواطن له حق يشتري 2 كيلو بس".

2

ويرى مدير فرع منطقة المهندسين بالسلسلة الشهيرة، أن الأزمة من الشركات والموردين، وسببها فرض سعر إلزامي موحد للأرز، قائلا: "أنواع الرز مش كلها واحد وفي شركات أصناف الأرز عندها جودته عالية"، لذا امتنعت تلك الشركات عن التوريد وطرح كميات للسلاسل: "الشركة لو نزلت الرز بالسعر الموحد تخسر".

نقص المعروض من الأرز واختفائه؛ دفع وزارة التموين، إلى فتح الباب أمام السلاسل التجارية الراغبة في شراء الأرز لتقديم طلب إلى هيئة السلع التموينية، للحصول على الكميات المطلوبة، وذلك لسد حاجة المواطنين من هذه السلعة الاستراتيجية.

"عندنا رز بس بكميات قليلة وبتخلص على طول"، يقول أحد العاملين بفرع سعودي ماركت بالمهندسين، الذي انتهى من بيع كميات الأرز مع ساعات الصباح الأولى نتيجة الإقبال الكثيف من المواطنين على الشراء، مما دفع إدارة السلسة بتحديد 5 أكياس لكل مواطن: "كان في ناس تيجي تشتري تطلع وترجع تاني"، موضحا أن هناك تعاقد بين السلسلة وعدد من الشركات لتوريد كميات معينة من الأرز، وفقا للتعاقد السنوي يقول "الإقبال لما بيزيد مش هنقدر نغطي الضغط ده كله".

"عملاؤنا الأعزاء.. تلبية لرغباتكم لكل عميل 5 أكياس"، لافتة وضعت على رفوف الأرز، داخل أحد فروع سوبر ماركت أسواق عبد الله العثيم بالمهندسين، بعدما وفرت الإدارة كميات من الأرز تعرضها للبيع بسعر 14 جنيه للكيلو.

33

نفس ما حدث في أسواق عبد الله العثيم بالمهندسين هو ما حدث بفرع "بيم"، بنفس المنطقة والذي لم يتمكن من توفير كميات من الأرز لزبائنه يقول عبد الرحمن حسن مدير الفرع "كل نطلب من المخازن يقولوا مفيش".

وأضاف أن الفرع بين الحين والآخر يقوم بتوفير كميات قليلة من الأرز لا تكفي لسد مطالب الزبائن المترددين يقول "ممكن أطلب 20 كرتونة من المخزن يجي 3 أو 5 بالكتير"، موضحا أن هذه الكميات يتم بيعها في وقتها.

لم يختلف الأمر كثيرا في الأسواق الشعبية، وذلك عقب اختفاء أصناف الأرز التي تنتجها الشركات، ليحل محله الأرز السائب يقول أيمن منشاوي صاحب أحد محلات البقالة بمنطقة أرض اللواء: " الأرز السائب موجود بس التاني اللي مغلف مش عارفين نجيب منه".

11

منذ شهر اعتاد أيمن الشاب الثلاثيني على شراء كميات كبيرة من الأرز السائب، لتلبية احتياجات زبائنه من الأرز وخصوصا في ظل الإقبال الشديد على الشراء يقول "الناس بتيجي تسأل على الأرز الفاخر"، لكن مع عدم توافر الأرز الفاخر، كان البديل في السائب: "في ناس لما مش بتلاقي الفاخر بتشتري التاني"، لكن في فئة تعزف عن الشراء.

"الرز مش موجود بقاله فترة وكمان سعره غالي"، يقولها نور السيد صاحب إحدى المحلات بشارع الشعراوي بمنطقة شبرا بالقاهرة، والذي فشلت محاولاته خلال الأيام الماضية في الحصول على بعض الكميات من الأرز من الشركات التي يتعامل معها منذ عامين، يقول نور: "لما بطلب من الشركات بتقول مفيش في الوقت الحالي".

"في شركات عاوزة تنزل بضاعة بس بسعر غالي عن التسعيرة المحددة"، يستكمل نور، وذلك بحسب ما أخبره أحد أصدقائه الذي يعمل في إحدى الشركات المنتجة للأرز، وهو أمر رفضه صاحب المحل: "مينفعش اشترى الكيلو من الشركة بسعر أعلى من التسعيرة"، ولما يسببه له من أزمة وتحديدا في الفترة الحالية التي تشهد تشديد رقابي على الأسعار يقول: "في رقابة الأيام دي وحملات على الأسعار"، لذا وجد أن الحل الأفضل هو الانتظار حتى توفير كميات من الأرز بالتسعيرة المحددة.

فيديو قد يعجبك: