نقطة ضوء في حادث قطر طوخ.. كيف ساعدت «كشافات موبايل» أهالي كفر حصة في الأزمة؟
كتب- عبدالله عويس:
تصوير-علاء أحمد:
كان وقت الغروب قد حل، حين كان أهالي قرية كفر الحصة، يساعدون أسر ضحايا حادث قطار طوخ، بجمع ما كان مفقودا من مصابيهم، وإخراج المصابين، ونقل الجثث. كان العمل أسهل كثيرا بالنهار، لكن وبغياب الضوء، بدأت المساعدات تلجأ لكشافات الهواتف المحمول، بحثا عن مفقودات أو تفاصيل تشرح طبيعة الحادث.
على بعد خطوات من محل حادث خروج 4 عربات من قطار، على السكة الحديد، كان محمد رجب نائما في منزله، اهتز سرير الشاب بعنف، ظن أن انفجارا قد حدث، فهرع إلى الشرفة فأبصر المشهد: «نزلت جري وأنا مش عارف هعمل إيه، قلت هساعد بس برضه معرفتش هساعد بإيه» لحظات الحيرة تبددت في دقائق معدودة، كان على الشاب الذي أكمل 16 عاما، أن يساعد في نقل المصابين، ثم جاء الليل فظهرت بطولة لهاتفه المحمول.
«كل واحد نور الكشاف بتاعه، وبقينا ندور على بطايق، كارنيهات، موبايلات، أي حاجة» وبجمع ما يعثر عليه الشباب، يسلمونه للشرطة أو حتى عمدة قريتهم، بحسب ما يوضح عمار ياسر ذو الـ18 عاما، وكان يبحث في مكان الحادث عن أي متعلقات للمصابين: «هم في هم تاني، وإحنا في إيدينا نساعد، فأكيد مش هنتأخر» قالها ثم ذهب مسرعا إلى صديق له أخبره بأنه عثر على بضعة أشياء.
جاء أهل القرية بكشافات من المنازل، ومصابيح، وامتدت أفرع النور للمكان، وكان مصباح أحد القطارات يضيء للمكان بعض الشيء، لكنه لم يكن كافيا، فكان الاعتماد على الهواتف ضرورة: «الموبايل ميزته إنه في إيدك وخفيف، وهتقدر تسلط الضوء بتاعه على نقطة بعينها» قالها شادي أشرف، الذي كان قد انتهى من توزيع وجبات إفطار، ومياه وعصائر، على المساهمين في مساعدة أهالي المصابين، والشرطة، ورجال الحماية المدنية.
«لقينا بطايق وكارنيهات واديناها للشرطة، هي هتقدر ترجعها لأهلها» يحكي شادي، والذي كان يبحث عن أحد الأشخاص عله يجد معه بطارية متتقلة لشحن هاتفه المحمول الذي يكاد أن يغلق بعد نفاد البطارية: «وهنفضل هنا لحد ما نخلص مساعدة، ولو الدنيا طولت هنساعد في السحور وكل حاجة تانية».
فيديو قد يعجبك: