كورونا في المدارس.. حضر الطلاب وغابت "خطة مواجهة الوباء"
-
عرض 10 صورة
-
عرض 10 صورة
-
عرض 10 صورة
-
عرض 10 صورة
-
عرض 10 صورة
-
عرض 10 صورة
-
عرض 10 صورة
-
عرض 10 صورة
-
عرض 10 صورة
-
عرض 10 صورة
كتب- محمود عبدالرحمن:
غلاف- أحمد مولا:
داخل فناء إحدى المدارس الابتدائية بمجمع مدارس العمرانية بالجيزة، كان الزحام سيد الموقف. تجمع عشرات الطلاب بزيهم الموحد وأعمارهم المختلفة، بجوار أولياء أمورهم، لحين السماح لهم بالصعود إلى فصولهم لبدء يومهم الدراسي الأول، قليل منهم يرتدي كمامات طبية، فيما لا يبالي الكثيرون بالأمر، وسط غياب تام لتطبيق الإجراءات الاحترازية، التي تم الاتفاق عليها من قبل وزارتي الصحة والتعليم.
"مفيش أي إجراءات وقائية ولا حد في المدرسة مهتم"، تقول فاطمة سعيد، التي جاءت مع أطفالها الثلاثة في يومهم الدراسي الأول، حرصت السيدة على التزام أطفالها بالإجراءات الاحترازية، وفرت لهم الكمامات وكحول لتعقيم الأيدي، فيما جاءت إلى المدرسة لمعرفة مدى تطبيق الإجراءات الاحترازية في مواجهة وباء كورونا، خوفاً على سلامتهم، تقول "كنت فاكرة أن هيكون تعليمات صارمة من إدارة المدرسة لكن للأسف مفيش".
أواخر سبتمبر الماضي، أرسلت وزارة التربية والتعليم خطاباً إلى قطاع الطب الوقائي بوزارة الصحة والسكان، بشأن انعقاد اجتماع عبر الفيديو كونفرانس أوائل أكتوبر مع مديري المديريات على مستوى الجمهورية؛ لمناقشة خطة الاستعداد للعام الدراسي الجديد، وتفعيل الإجراءات الوقائية والاحترازية في مواجهة الأمراض المعدية وتطبيق سياسة التباعد الاجتماعي بالمنشآت التعليمية، بعدما تقرر بدء العام الدراسي بحضور كامل وتسجيل الحضور والغياب، على أن يتم تنفيذ كل الإجراءات الاحترازية، وفقاً لخطة وزارة الصحة الوقائية للعام الدراسي الجديد.
الخطة الوقائية التي تم إرسال نسخة منها إلى كافة الإدارات التعليمية على مستوى الجمهورية، تضمنت عدداً من التعليمات المهمة التي يجب على المديريات الالتزام بها وتطبيقها داخل المدارس، منعاً لانتشار الفيروس والحفاظ على سلامة الطلاب، ومن أبرز ما جاء فيها: ارتداء الطلاب الكمامات بشكل صحيح والتخلص الآمن منها عند إزالتها للطعام أو تلوثها، المسح الحراري لكافة الطلاب وأعضاء هيئة التدريس قبل دخولهم المدرسة، منع التزاحم ومراعاة التباعد الجسدي في أتوبيسات المدارس وأثناء الصعود أو النزول من الفصول، جلوس كل طالب في ديسك منفصل، وألا تقل مسافة التباعد بين مقاعد الطلاب في الفصل عن متر، ووضع الكمامات والقفازات والمناديل الورقية الشخصية المستعملة في سلة خاصة، بالإضافة إلى منع وجود الباعة الجائلين أمام المدارس.
تابعت "فاطمة"، 33 عاماً، وتعمل موظفة بهيئة البريد المصري، استعدادات وزارة التربية والتعليم لبدء العام الدراسي، اطمأنت السيدة عندما علمت بالخطة الوقائية، غير أن ذلك الاطمئنان تحول إلى قلق وخوف، عندما عايشت مشاهد التكدس والزحام وغياب تطبيق الإجراءات الوقائية، وعدم تنظيم عملية الدخول للطلاب، في أول يوم دراسي.
حين حضر طلاب المدرسة أمام أبوابها في الصباح الباكر، انتظروا دقائق معدودة قبل أن يتم السماح لهم بالدخول، فُتحت الأبواب أمامهم دون أن يخضعوا للكشف الحراري والتأكد من عدم ارتفاع درجات حرارة أي منهم، وهو ما رصده مصراوي في جولة على عدد من المدارس، على الرغم من وجوب الكشف عليهم عند الدخول، وفقاً لتعليمات الخطة الوقائية التي أقرتها وزارة الصحة بالاتفاق مع وزارة التربية والتعليم، فيما ظنّت فاطمة أن عدم توقيع الكشف كان بسبب الزحام الذي يشهده اليوم الأول، لكن على مدار أسبوع كامل، لم يتغير الأمر، وفق ما تقول لمصراوي.
الزحام الشديد لم يقتصر على الساحة الخارجية للمدرسة فقط، بل امتد إلى الفصول أيضاً، تكدس الطلاب على المقاعد، يجلس كل ثلاثة طلاب بجوار بعضهم البعض دون ارتداء كمامات أو تعقيم من وقت إلى لآخر، وهو ما يعتبر مخالفة صريحة لتعليمات وزارة الصحة التي أوصت بجلوس كل طفل في ديسك منفصل منعاً لانتقال العدوى.
عدم تطبيق الإجراءات الاحترازية بمنع الزحام الشديد داخل المدرسة وتكدس الطلاب على المقاعد بالفصول، يرجعه مدير المدرسة، الذي رفض ذكر اسمه، إلى كثرة عدد الطلاب بالمدرسة، وعدم وجود الإمكانيات اللازمة التي تساعد على تطبيق تلك الإجراءات، فيما يوضح أن الإدارة التعليمية لم توفّر أي من أدوات التعقيم أو أجهزة كشف الحرارة قبل بدء العام الدراسي: "المفروض الإدارة توفر ده لينا مش هنشتريه من مرتباتنا"، حسب قوله لمصراوي.
على بعد أمتار قليلة من باب مدرسة أخرى، تقع ضمن نطاق "إدارة بولاق الدكرور التعليمية" بمنطقة فيصل بالجيزة، كانت القمامة تحيط بأركان المدرسة من كافة الجهات خارجها، وفي الداخل انتشرت القمامة والمناديل المستخدمة على أحواض المياه، مع غياب عمال النظافة أو صناديق القمامة المخصصة لذلك. فيما وقف عدد من الباعة الجائلين وسط مئات الطلاب الذين ظلوا يترددون عليهم للشراء، بالرغم من تعليمات الصحة من منع تواجدهم لعدم نظافة وصحة الأطعمة أو المشروبات التي يبيعونها.
في وسط ذلك، تقول "فاطمة" إنه ليس هناك خيار أمامها سوى أن تمنع أطفالها من الذهاب إلى المدرسة، خوفاً على سلامتهم "أنا مجبرة أقعدهم في البيت رغم إن الحضور إجباري، لكن سلامة ولادي أهم"، فيما تنتقد قرار وزارة التربية والتعليم بعودة الدراسة بحضور كامل دون تطبيق الإجراءات الاحترازية التي تم الاتفاق عليها: "هما عايزين يطبقوا الحضور لكن الأطفال تصاب عادي"، حسبما قالت.
تكدس الفصول دفع بعض أعضاء البرلمان خلال تفقد عدد منهم بعض المدارس مع بداية العام الدراسي، إلى مطالبة وزارة التربية والتعليم بالبحث عن حلول للحد من كثافة الفصول، حفاظاً على سلامة الطلاب في ظل ارتفاع أعداد الإصابات لفيروس كورونا، فيما أعلنت الوزارة تطبيق نظام الثلاث فترات في المدارس، على أن يطبق بصف خاصة في المدارس التي تعمل بنظام الفترتين نظراً لكثافة الفصول، وفي حالة الضرورة القصوى فقط، وبموافقة مدير المدرسة ومدير المديرية التي تتبعها، بحسب تصريحات الدكتور طارق شوقي وزير التربية والتعليم.
الوزير اعتبر أن تصدير صور تكدس الطلاب بالفصول هو سيناريو يتكرر حدوثه كل عام دراسي، والوزارة تعاني من مشكلة الكثافات الطلابية، ومعالجتها يحتاج لميزانية ضخمة تقترب من 130 مليار جنيه لبناء 250 ألف فصل دراسي لاستيعاب الكثافات "هذه موازنة ضخمة لا يمكن للدولة تحملها في ظل جائحة كورونا"، حسبما قال شوقي.
وعلى الرغم من لجوء وزارة التربية والتعليم إلى تقسيم الفترات، إلا أن العديد من المدارس بمحافظة الأقصر بالصعيد، لا تزال تعاني من التكدس: "الفصول زحمة جداً والأطفال بتقعد على الأرض"، يقول سامح، ولي أمر أحد الطلاب بإحدى مدارس المحافظة، فيما يذكر أنه يخشى تعرض ابنه للإصابة بالفيروس الذي عانى منه هو وأسرته طوال شهر كامل، موضحاً أن أغلب المدارس بمحافظة الأقصر لا تطبّق الإجراءات الاحترازية للطلاب: "كل ما أتكلم مع حد في المدرسة يقول دي مشكلة الوزارة مش المدرسة".
فيديو قد يعجبك: