لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

بعد تخفيف إجراءات "كورونا".. كيف عايش مصري رفع التباعد في الحرم المكي؟

09:29 م السبت 23 أكتوبر 2021

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت-إشراق أحمد:

تصوير-هيثم التابعي:

كانت مفاجأة سارة؛ تحدد لهيثم التابعي يوم الأحد الماضي لأداء العمرة، تشوق الشاب المصري المتواجد في السعودية لرؤية الحرم بعد غياب أكثر من عام، لكنه لم يتخيل أن يعايش أول صلاة بشكل طبيعي كما اعتاد قبل تفشي فيروس كورونا، ففي ذلك اليوم رفعت السعودية إجراءات التباعد الاجتماعي واصطف المصلون بلا حواجز.

في 17 أكتوبر الجاري، خففت المملكة العربية السعودية الإجراءات الاحترازية من فيروس كورونا، وأعلنت رئاسة الحرمين إزالة ملصقات التباعد، وعودة الصلاة بكامل الطاقة الاستيعابية.

قبل شهرين، سافر التابعي إلى السعودية في مهمة عمل، وتصادف الأسبوع الماضي أن يكون لديه إجازة، كان الكاتب الصحفي بين خيارين إما العودة لمصر وزيارة الأهل أو الذهاب لمكة وأداء عمرة، استبعد الخيار الأول لصعوبته في الظروف الراهنة بالحجر الصحي لكورونا، وتقدم الخميس الماضي لحجز ميعاد التواجد في الحرم المكي، خاصة وأنه مستوفي كافة الشروط الصحية المتعلقة بتلقي التطعيم.

1

لم يكن مشهدًا عاديًا؛ ما إن وقف التابعي أمام بوابة الدخول للحرم، تذكر آخر زيارة له "قبل حوالي 3 أيام من قفل الكعبة والمسجد النبوي كنت بعمل عمرة والدنيا زحمة جدًا". تعجب الصحفي المصري من التزامن القدري، وإن كان عليه هذه المرة أداء العمرة في غضون 3 ساعات.

حول الكعبة تواجد فقط المعتمرون، لمس التابعي مشاعر مختلفة "البكاء كان أكتر من اي مرة روحت فيها"، يتلهف المصلون القادمون من خارج مكة لهذه اللحظة منذ عام ونصف، الجميع جاء يشكو بثه وحزنه إلى الخالق ويمتن لفرصة التواجد ببيت الله الحرام في ظل هذه الظروف.

2

في 5 مارس 2020، أعلنت المملكة غلق المسجد الحرام بسبب تفشي فيروس كورونا، ومنع رحلات العمرة لحين إشعار آخر، وفي يوليو 2020 أعادت فتحه أمام الحجاج من داخل السعودية بأعداد محدودة وفي ظل إجراءات صارمة، قبل السماح في أكتوبر المنصرف، لعموم المسلمين بالصلاة بطاقة استيعابية محدودة وفرض التباعد الاجتماعي أثناء الصلوات.

لم يلحق التابعي صلاة فجر الأحد داخل الحرم دون تباعد، بالنسبة له كانت الظهر، في تلك اللحظة ذاق حقًا لهفة الاشتياق "أول ما الإمام قال استووا وسدوا الخلل الناس بقت حريصة تحط رجلها في رجل بعض ويقربوا من بعض بشكل لافت. الناس حست قد إيه كانوا محرومين".

3

رغم خوض التابعي لرحلة العمرة سابقًا، لكنه يعلم أن هذه المرة استثنائية حتى في تفاصيلها المعروفة من تواجد الجنسيات المختلفة، وتخفف الوافدين من حمولهم، إلا أنه كان بالإمكان لمس مشاعر القادمين من خارج السعودية أكثر من أهل مكة الذين مروا بإحساس العودة قبل أشهر. لا ينسى الصحفي المصري ذلك الرجل المسن الذي رآه يبكي بحرقة شديدة بينما يقول "والله مستني اليوم ده من سنة ونص". بدت تلك الفترة كأنما دهرًا للمشتاقين.

عايش التابعي تفاصيل لا تختلف عن إحساسه الشخصي من فرحة عارمة تفضحها الوجوه، لكن بحكم عمله كصحفي راحت عينيه تلتقط مشاهد رغمًا عنه، منها ما احتفظ بها في صور وما وطنت في قلبه مثل حارس المسجد الذي أخذ يصيح باكيًا في المعتمرين والمصلين الوافدين "والله ما في مكان"، منذ عام ونصف وغابت تلك الكلمات فكان وقعها مؤثرًا على الجميع، يقول التابعي إن الكثير من المواقف التي تبدو عادية كان يقشعر لها البدن في ذلك المشهد.

4

قضى التابعي ثلاثة أيام في مكة، اعتاد الصحفي المصري أن يلتقط صورًا في أي مكان يزوره ويضعها على صفحته بفيسبوك، لكنه تفاجأ بردود فعل الأصدقاء والمعارف بمجرد نشره أول صورة من الحرم؛ استقبل عشرات الرسائل، كلها تطالبه بالدعاء "ماكنتش متخيل أن 4 صور يعملوا ضجة لدرجة أن يجيي لي 300 رسالة". احتضن التابعي مشاعر من خارج الحرم ليست أقل اشتياقًا، فأصبحت مهمته أن يلبي دعوة السائلين.

عايش التابعي حالة من التأثر لم يعهدها مسبقًا، باتت كلمة "محظوظ" أقل من التعبير عما يكنه، يستشعر معنى عبارة "ربنا اختارك تكون في المكان ده في الوقت ده"، يعلم أن صلاته في الحرم وأداء العمرة إذا تكرر مرات، لن تكون بالمعاني والمشاعر التي لمست فؤاده "سنة ونص الوقت صعب وضغط نفسي شديد ومرة واحدة ربنا يطبطب عليك وتبقى مرتاح".

فيديو قد يعجبك: