خلال أزمة "كورونا".. مصري يتبرع بـ "بيتزا" لمستشفى في روما

كتب- محمد مهدي:

يوما بعد يوم تشتد أزمة تفشي فيروس "كورونا" المُستجد في إيطاليا، إذ وصل عدد المصابين إلى 80 ألف و589 حالة حتى الآن، وسط إجراءات مُشددة من الحكومة الإيطالية، من بينها حظر تجول وإغلاق للمحال ومنع التجمعات، لكن ذلك لم يمنع الشاب المصري "محمود الزهار" المقيم في مدينة روما، من الخروج ليلًا وفتح مطعم البيتزا الذي يمتلكه رفقة شريكه "إسلام بركات" لإعداد عدد من الشطائر لأحد المستشفيات بدون مقابل "دي أقل حاجة نقدمها لبلد عايشين فيها من سنين، كدعم ليهم في حربهم مع (كورونا)" يقولها الزهار لمصراوي.

قَدم الزهار إلى إيطاليا منذ عشرة أعوام، التزم بقرارت الحكومة منذ إندلاع الأزمة وتزايد أعداد المصابين بـ "كورونا"، لكنه انشغل في الأيام الأخيرة بالتفكير في مبادرة من شأنها التعبير عن امتنانه للدولة وأيضًا الأطباء الذين يخوضون حرب شرسة مع "كوفيد 19" داخل المستشفيات "اتفقت مع شريكي إننا نعمل بيتزا للمستشفيات ونوزعها عليهم مجانًا، أهي حاجة بسيطة تقولهم إننا واقفين في ضهرهم" لم ينتظر كثيرًا، توجه على الفور إلى مطعمه، حلول الظلام لم يمنعه من التحرك سريعًا، دلف إلى المكان وبدأ في العمل.

أمام الأفران، وقف الشاب العشريني، عكف على إعداد محتويات شطائر البيتزا "ممنوع فتح المحلات بس قدام ديلفري الحكومة مش هتعترض، وأنا مكنتش حطول فعلًا" بسرعة ومهارة قام بتجهيز كافة الاحتياجات والمكونات بالشطائر "قعدت أكتر من ساعتين أخلص فيهم، لأن الأفران عندي كبيرة، والحاجة جاهزة" رغم الإرهاق لكن الابتسامة لم تفارقه حيث شعر بقيامه بمهمة إنسانية في ظروف صعبة.

بعد الانتهاء من طهي البيتزا والتسوية داخل الأفران، اتصل الشاب المصري بمسؤولة "الديلفري" بالمطعم، أبلغها برغبته في نقل الطعام إلى أحد المستشفيات القريبة، وخلال وضعه للشطائر في العلب الخاصة بها وصلت بسيارتها "طبعًا كنت بتبع الإجراءات الصحية، المكان تم تعقيمه، ولابس جوانتي وكمامة وأنا بشتغل" أغلق المطعم مرة أخرى، ثم تحركوا في طريقهم لمستشفى قريبة تسمى Policlinico Tor vergat، لمنحهم الوجبات بدون مقابل.

حين وصل الزهار إلى المستشفى، ترجل عن السيارة، تقدم نحو البوابة مُخبرًا أفراد الأمن برغبته في مقابلة المسؤولين عن الأطقم الطبية، وبعد دقائق كان الشاب المصري يشرح فكرته لعدد من الأطباء والممرضين قبل أن يُسلمهم العلب التي تحتوي على شطائر البيتزا "كانوا مبسوطين وفضلوا يصقفوا وعملوا فيديوهات معانا بيشكرونا على المبادرة" شعر لحظتها بالفخر وأن أفكار بسيطة قد تصنع فارقا ولو صغيرا وسط أزمة كبيرة.