لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

"إكرام الميت دفنه".. أهالي ضحايا حادث محطة مصر في انتظار تحليل DNA أمام مشرحة زينهم

05:47 م الخميس 28 فبراير 2019

كتب - محمود عبدالرحمن:

الحزن لم ينتهِ؛ فُجعت قلوب أهالٍ تأكدوا من فقد أحبائهم بعد مشاهدة جثامينهم المحترقة في حادث محطة مصر المروع؛ انفطرت قلوب آخرين على ذويهم الراقدين داخل أروقة المستشفيات يعانون من حروق بالغة، لكن لا يزال آخرون تنهشهم الحسرة كل لحظة على أقاربهم المفقودين في الانفجار.. بعد مرور أكثر من 24 ساعة؛ افترش الأهالي المكلومون الأرصفة في محيط مشرحة زينهم بالسيدة زينب، التي يتواجد داخلها 15 جثمانًا "متفحمة أو مجهولة الهوية"، بحسب مصادر طبية لمصراوي؛ في انتظار نتيجة تحليل البصمة الوراثية DNA؛ علهم يجدون جثامين أحبائهم.

"نور عيونى خلاص راحوا مبقاش حاجه فى الدنيا تانى أزعل عليها" أطلقها المسن الخمسيني "عبده مصطفي" وهو ينتحب على فقدانه حفيديه "محمد ومروة" في الحادث، واللذان تتراوح أعمارهما بين خمسة إلى تسعة أعوام، منذ الثامنه مساء أمس يجلس الجد المكلوم بنفس الوضعية، يلتف حوله العديد من أقاربه الذين قدموا إليه من محافظته المنيا، تعرف الأب على جثماني فلذات كبده، غير أن النيابة العامة طلبت منه سحب البصمة الوراثية من أحد أفراد الأسرة فأرسل شقيقه لذلك، لا يتمنى الرجل سوى اصطحاب جثماني الطفلين "إكرام الميت دفنه".

وكانت النيابة العامة قررت ندب لجنة من خبراء الطب الشرعي لمناظرة الجثامين التي أسفر عنها حادث اندلاع حريق بأحد القطارات داخل محطة مصر، وأخذ عينات البصمة الوراثية (DNA)، نظرًا لتفحم الجثامين وعدم التوصل لتحديد هوية كل منهم، بعدما انفجر جرار -صباح أمس الأربعاء برصيف نمرة 6 بمحطة مصر، مخلفًا 22 قتيلًا و41 مصابًا، بحسب الإحصاءات الرسمية لوزارة الصحة.

بين الجالسين الذين افترشوا الأرض، يتجول بعض عمال المشرحة، يحاولون تهدئتهم بين الحين والآخر، يقول أحدهم – رافضًا ذكر اسمه - إن إجراءات تحليل الـ DNA تستغرق 12 ساعة لظهور النتيجة؛ بعدها يعقبه عملية حسابية معقدة لمعرفة إلى أي أشخاص تنتمى الجثامين، بعدها تقوم النيابة بعمل محضر تعارف لتسليم الجثامين إلى ذويهم "التأخير مش بإيدنا التحليل لازم ياخد وقته علشان منديش جثمان حد لحد تانى وأهله بعدها يسألونا عليه"

من خلال أصابع قدمه المبتورة؛ تعرفت "أمانى إبراهيم" على جثمان شقيقها "محمد"؛ بعدما انتقلت "كعب داير" على جميع المستشفيات وثلاجات الموتى التي نقل لها ضحايا الحادث، لكنها جلست على ناصية المشرحة وسط مجموعة من النساء المتشحات بالسواد في انتظار ظهور تحليل البصمة الوراثية للتأكد من هوية جثمانه، كان صراخ النسوة يمتزج مع دموعهن، فيما يعلو صوت نحيب السيدة الأربعينية من وقت لآخر عند خروج إحدى سيارات تكريم الموتى حاملة أحد الجثامين "أخويا راح منى عاوزة جثمان أخويا".

يعمل "محمد" شيّالًا بمحطة مصر منذ عشرة أعوام، صباح أمس انطلق إلى عمله كعادته، هاتفته "أماني" لتطلب منه المرور عليها لمعاونتها في بعض أمور المنزل لكن هاتفه كان مغلقًا، في تلك الأثناء لم تعلم السيدة عن الحادث حتى شاهدته عبر شاشة التلفاز، اندفعت نحو محطة القطار القريب من مسكنها، ظلت تسأل زملاءه عنه لكن أحداً لم يعرف عنه شيئًا، دب الخوف في قلبها "لأنه أول مرة يقفل الموبايل وميردش عليا"، خارت قواها حينما "شُفت جثته بعيني".

بجوار المشرحة، وقف "أحمد حسني" موظف بأحد البنوك، يستند بيده على سور حديدى، الحسرة تعلو وجهه، أمسك الشاب العشريني هاتفه وأخذ يتحدث إلى أقارب صديقه "أحمد حمدي" المفقود في الحادث، صباح أمس خرج الطبيب الشاب من منزله في محافظة المنيا متجهًا إلى القاهرة حيث يعمل طبيبًا متدربًا بأحد المستشفيات الحكومية، كان وصول قطاره بالتزامن مع وقوع الانفجار، حاول أقاربه الاتصال به غير أن هاتفه أغلق.

من خلال أحد مقاطع الفيديو التي أظهرتها كاميرات المراقبة، شاهد "حسني" صديقه "وكان قريبًا جداً من الانفجار"، رجح الأصدقاء أن يكون ضمن الضحايا، بعد ساعات حضر عدد من أقارب الشاب المفقود من محافظة المنيا "والنيابة أخدت من أهله عينة DNA"، ومنذ الحادية عشرة مساء أمس بدأ الشاب رحلة بحث مع أصدقائه، توزعوا على المستشفيات للبحث عنه وسط الجثامين والمصابين "بس ما وصلناش لحاجة"، وصباح اليوم استقر بهم الحال أمام مشرحة زينهم، يقول "حسني" إنهم يأملون في إيجاد جثمان رفيقهم. وأرجعت الدكتورة سعاد عبد الغفار رئيس مصلحة الطب الشرعي لوكالة أبناء الشرق الأوسط أن السبب في عدم تسليم الجثامين التي تعرف عليها ذويهم، يرجع إلي انتظار نتائج تحاليل البصمة الوراثية لمضاهاتها بالجثث التي تعرفوا عليها

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان