إعلان

في حريق الموسكي.. الرماد يحكي ما جرى (صور)

06:43 م الثلاثاء 24 يوليو 2018

حريق الموسكي

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- شروق غنيم:

أشرق صباح جديد على منطقة الموسكي، لكن تفاصيل الأمس لم تبرح الألسن والعقول، كعادتها تمر السيدة سهير من الشارع يوميا، قبل يومين كانت تُقلّب النظر في بضاعة مُتراصة، ألعاب أطفال وغيرها، غير أنها اليوم تتفحص بدلًا منها مبنى مُتفحّم، رائحته خانقة، على إثر حريق مول موسكي سببه ماس كهربائي كما بينت التحقيقات الأولية.

تسأل "سهير" أحد بائعي العصائر بالمكان "هو في حريقة حصلت ولا إيه؟". يرد محمد محمود "آه يا أمي النار مسكت في المكان والمحلات ولعت". يجلس الرجل الثلاثيني أمام محاله لبيع ألعاب الأطفال وقد احترق، يُرثي البضاعة التي تلفت "ده شقى سنين وكان فاتح بيوت وساتر أُسر". قبل ثلاثة أعوام استقر في هذا المكان بعد سنوات من البيع في الشارع، غير أن الحريق التهم حلمه بأن يبيع داخل دُكانًا.

1

كما اعتاد أغلق محمود المحال الخاص به في العاشرة من مساء الأمس، جلس بعض الوقت يتسامر مع أصدقاؤه من المحلات المجاورة، انقطع التيار الكهربائي مرتين متتالتين، لم يُبالِ صاحب الـ36 عامًا كثيرًا بما حدث، حتى استنشق رائحة دُخان قادمة من المحال في الطابق العلوي من المول المكوّن من ثلاثة طوابق "وفجأة شوفنا النار".

حالة من الهلع تلّبست أصحاب المحال المجاورة، هرولوا لإحضار طفايات الحريق، من بينهم محمود نادي صاحب محال للخردوات وولاعات في الطابق الأول، لكن المحاولات لم تفلح، الحريق يتزايد، ومعه مكالمات استغاثة للمطافئ "حاولت أجري على درج الفلوس ألحقه، لكن مقدرتش، الولاعات جوّة كانت بتزود الحريق في المحل، وفي وقت قليل البضاعة كلها بقت فحمة".

2

الحريق التهم بضاعة محمد محمود، لكنها مّست بعض مما يمتلكه هشام رمضان، يحاول الرجل الثلاثيني نسيان تفاصيل الأمس، لكن كل من يمر من أمام محاله يسأله عمّا جرى، يواسيه أحد الشباب العاملين بالمكان "إحمد ربنا إنها جت على أد كدة"، فيرد بمرارة "ربنا عالم الحال".

كان محال رمضان مُغلقًا خلال حريق الأمس، إذ يبيع بضائع متنوعة مثل أدوات مكتبية، بالونات "بنسميها رفايع". في الوقت الذي اندلع فيه الحريق كان يمكث في منزله بمنطقة جسر السويس حتى جاؤه مكالمة هاتفية، انتفض خوفًا على المكان الذي يمتلكه والده منذ أكثر من عشر أعوام "وجيت جري على هنا".

3

حين وصل إلى المكان كان الحريق قد انطفئ لكن نار القلق كانت موقدة في نفس رمضان "مسيبتش الموبايل طول الطريق بكلم الناس أعرف المحل جراله حاجة ولا لأ، لإني عارف إن الحريقة مبترحمش حد"، لكن قلبه اطمئن حين قارن خسارته بزملائه المجاورين.

منذ الصباح بدا اليوم مختلفًا بالنسبة لأحمد منتصر، يحمل صاحب الـ17 عامًا أكياسًا من عصير القصب يبيعها للمارة، لكنها المرة الأولى التي يقف "الزبون معايا مش عشان يشتري، بس عشان يسألأ هو إيه اللي حصل".

4

لم يحضر منتصر اللحظة التي اندلع فيها الحريق بالأمس، يبدأ عمله من التاسعة صباحًا وحتى مثلاتها ليلًا "كنا مشطبين شغل"، حين جاء في الصباح كان حاله مثل المارة "بنسأل أصحاب الدكاكين اللي هنا إيه اللي جرى"، من لحظتها وبات يتجوّل الشاب بالعصير ومعه حكاية عن حريق مول الموسكي "الناحية التانية من هنا مكنوش يعرفوا، وسألوني برضو".

حين يبدأ أحد أصحاب المحال في الحديث عن الحريق، يتجمّع حوله المارة، حتى يجدوا إجابة للمشهد الذي يرونه في المكان، هذا ما حدث مع محمد عبدربه، لم يكد يكمل جملته حتى قاطعته بسلسلة من الأسئلة حول ما حدث وما إذا أصيب أحد بضرر، يشرح لها الشاب العشريني بهدوء، فتسأله عن محال يبيع أدوات تنظيف ثم تمضي.

5

يجلس عبدربه أمام المول المحترق، يتابع الأضرار التي حّلت بالمكان، تتسّمر عيناه عند الطابق الثاني، حيث كان يُعّده ليصير مخزنًا لبضائع متجره، يتأمل رحمة القدر التي أجّلت تلك الخطوة "كان زمان كل المصليات والمفارش اللي بنبيعها ولعت إمبارح هي كمان".

الثانويه العامه وأخبار التعليم

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان