بالصور-في السيدة زينب.. "المولد انفضّ بس الأحباب موجودين"
-
عرض 9 صورة
-
عرض 9 صورة
-
عرض 9 صورة
-
عرض 9 صورة
-
عرض 9 صورة
-
عرض 9 صورة
-
عرض 9 صورة
-
عرض 9 صورة
-
عرض 9 صورة
كتبت-دعاء الفولي:
تصوير-علاء القصاص:
بينما ارتفع آذان الظهر من مسجد السيدة زينب، كانت المنطقة المحيطة به هادئة على غير العادة؛ فمنذ أسبوع يتوافد العديدون للمكان، استعدادا لليلة المولد الكبيرة، التي انتهت أمس، إلا أن بقاياها حاضرة؛ الزائرون جلسوا على الأرصفة، البائعون مازالوا في أماكنهم، عُمال النظافة يرفعون القمامة في أجولة ضخمة، ضُباط المرور يُعيدون ترتيب حركة السيارات، فيما رفع المقيمون رفعوا أمتعتهم، جمعوها بجانب أحد المحال، تمهيدا للرحيل.
1
داخل ساحة المسجد القابع بالقاهرة القديمة، خفّ عدد السيدات قليلا، معظم المقيمات رحلن مع ضوء الشمس الأول، لكن زينب إبراهيم لم تفعل مثلهن.
أسوان هي المحافظة التي أتت منها السيدة الستينية، تعيش في منطقة المعادي، لا تُفوّت المولد أبدا "باجي قبل الليلة الكبيرة بيومين وأبات". زينب ليس لديها أبناء "ابن اختي بيوصّلني ويسيبني هنا ولما نخلص ييجي يرجعني"، مع انقضاء الليلة الكبيرة، تتذكر العجوز حياتها اليومية بأسى "وحيدة والوحدة وحشة.. إنما في المولد بلاقي ونس وناس يسألوا عنّي وآكل معاهم"، تقولها فيما تُشير للحلقات النسائية المترامية بجانبها.
2
خلال فترة إقامتها داخل المسجد "مبعملش شيء غير إني أسمع المدح والقرآن"، لذا مع انتهاء المولد "مهلاقيش حد يقرا حلو ويقول يا حبيبي يا رسول الله زي الشيوخ هنا".
في المنطقة المحيطة بالمسجد، بدأ أصحاب المحال في استعادة عافيتهم بعد أسبوع شاق، أما "أم محمد" صاحبة محل بقالة في الميدان، فلم تتأثر حركة البيع والشراء عندها كثيرا "بضاعة المولد أهي مرمية زي ما هي.. زي ما جبناها هترجع"، تُشير إلى كومة من أكياس الحمص والحلوى، لكن رغم الخسارة "احنا ما صدقنا المولد خلص عشان نعرف ننام".
3
تعيش الأم الأربعينية في عقار مواجه للمسجد "طول الأسبوع بقفل الشبابيك عشان الصوت ومفيش فايدة"، فيما اضطرت ابنتها للذهاب لأحد أقاربها خلال أيام الاحتفال.
مازالت الحركة مستمرة حول مسجد السيدة الشريفة؛ رجال ارتدوا جلابيب وعمامات خضراء، نساء توزعن الطعام، وسيارات صغيرة يُنادي سائقوها "مسجد الحسين.. مسجد الحسين"، أطفال يُمسكون أيادي والداتهم، وتحذيرات تنطلق من مذياع الجامع "طفلة مفقودة عمرها خمس سنوات.. ترتدي بنطلون جينز وبلوزة وردي.. على من يجدها العودة للمسجد".
4
قريبا من الصوت، حمل منصور القناوي حقيبة متوسطة الحجم في يده، حاول إيقاف عدة سيارات أجرة لكن لم يستجب له أحد، غلبه الإرهاق "بقالنا هنا أسبوع مبطلناش مدح"، المولد فُرصة ذهبية للرجل الأربعيني كي يُمارس الإنشاد "بشوف حبايبنا من كل مكان في مصر"، ذلك المولد هو واحد فقط ضمن رحلاته الكثيرة لجميع المساجد والمناسبات الدينية، لم يُفضل الرحيل صباحا "كنت عايز أقضي أكبر وقت هنا"، لا يفتقد ابن محافظة قنا المسجد "لازم آجي مرة كل شهر أزور الست والحسين وإلا يبقى في حاجة ناقصة جوايا".
5
على مقعد بلاستيكي أرخى عطوة شعبان جسده قليلا، كان الأسبوع الماضي طارئا في مقهى الفاروق حيث يعمل، أقدام تدخل وتخرج، زبائن من كل مكان "الزحمة وقت المولد بتبقى أكتر من ليلة العيد". ورغم أن توافد الناس تقلص عن السنوات الماضية "عشان الظروف المادية مبقتش زي الأول" غير أن محل الرزق لم يُغلق أبوابه تماما في الفترة الماضية.
6
تعلم سعاد عبد العزيز يقينا أن "المولد انتهى"، لكنها فرشت حصيرة في باحة المسجد بجانب جارتها فاطمة الزهراء. أتت السيدتان بمفردهما من محافظة قنا، تعتبران أيام المولد "فُسحة وفرصة لشوف الست" ومغامرة جميلة، لا تعبئان فيها بمكان المبيت "أي خيمة هنا وننام فيها.. والنبي ما حد بيجيلوا نوم من الفرح".. تحكي فاطمة الزهراء.
في المولد، ترى السيدتان "العجب"؛ مجاذيب، سيدات مثلهما تمدح النبي، ورجال يتراقصون مع أصوات المنشدين، تعايشان أوقاتا صعبة أحيانا "المحمول بتاعنا اتسرق واحنا في نجع جمادي.. زمان الناس في البيت فاكرينا اتخطفنا"، تقول سعاد ضاحكة، قبل أن تقاطعها فاطمة "لأ مانا بعت حد من الجدعان اتصل برقمهم الصبح وطمنّهم"، لم تريدا تعكير صفو الليلة الكبيرة أمس، بالبحث عمّن يتصل بالعائلة "هي يعني الليلة بتيجي كام مرة في السنة؟".
7
رويدا بدأت معالم ميدان السيدة زينب تتضح، اللمبات المُعلقة فوق المسجد اُطفئت، بعض الباعة الجائلين أبعدوا بضاعتهم من الساحة، ارتفع آذان العصر، وباتت الحركة شبه طبيعية، كادت ملامح المولد أن تزول، لولا أن أعداد القابعين داخل المسجد لم تكن قليلة، منهم من قضى ليلته محتميا به، وآخرون جاءوا اليوم لزيارة المقام، بعيدا عن زحام الأمس.
8
فيديو قد يعجبك: