لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

لماذا ينتخب كبار السن؟: "عشان ولادنا.. وزى ما الناس بتعمل"

02:47 م الأربعاء 28 مارس 2018

انتخابات الرئاسة 2018 تصوير علاء احمد

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- إشراق أحمد:

تجاوزت أعمارهم الستين بعقد وأكثر، يتعكزون لبلوغ مقصدهم، يرون أن الذهاب للانتخاب "واجب"، وما بيدهم من حيلة بعدما بلغوا من الكبر عتيا.

72 عاما، عمر عبدالخالق، بالمعاش، ويتحصل على 715 جنيها ، كما يحصيها. لديه من الأبناء أربعة، لأجل ذلك انتظر يشارك في الانتخابات، كما يقول: "مش عشاني لكن عشان العيال الصغيرة ولادي واللي زيهم".

سيرا على الأقدام قطع عبد الرحمن حسن عبدالخالق المسافة من منطقة طرة حيث يسكن إلى حدائق المعادي، مكان لجنته الانتخابية في مدرسة محمد فريد. يعبر بإصبعيه الإبهام والسبابة عن إشارة لقلة الأموال، مبررا عدم استقلاله وسيلة مواصلات للتوجه للجنة.

منذ ثورة الخامس والعشرين يناير 2011 لم يترك استفتاء، ولا انتخابات رئاسية أو برلمانية، إلا وشارك فيها مدفوعا بحلم "العدالة" على حد تعبيره، معتبرا أن "الرجالة العسكريين ملتزمون" لذلك يحرص على انتخاب كل من يحمل هذه الصفة أيا كانت هويته.

صورة رقم 1

سالم محمد هو الآخر ذهب للانتخاب من أجل أبنائه. جاء إلى لجنته الانتخابية بملابس العمل، لم يخلع عامل الحدائق "جنايني" الجورب البلاستيكي الذي يرتديه في قدمه. لا يملك سالم معاشا رغم عمره البالغ 62 عاما، لذلك يصر على العمل "عشان ما اخدتش من ابني قرش".

بحماس يقول الرجل إنه انتخب السيسي "لأنه راجل كويس وعمل إنجازات هنحس بيها بعدين".

أما عبد الظاهر عشري فاتكأ على عصى خشبية، وتقدم نحو المدرسة المجاورة لحجرته حيث يعمل حارس لفيلا "بواب". أمسك هويته الشخصية وطالب موظف الكشوف أن يبحث له عن رقمه، ما إن رأي الموظف البيانات وقرأ "المنيا" أخبره "أنت تقريبا هتنتخب في البلد يا حاج مش هنا بس نشوف لك".

بين 3453 اسم في كشوف لجنة 10 بمدرسة محمد فريد، أخذ الموظف يبحث عن اسم المسن حتى تأكد الأمر؛ لا يستطيع عشري الانتخاب.

بدا أن أمل صاحب الثمانين ربيعا خاب "جيت بدري عشان انتخب لقيت المدرسة قافلة روحت ورجعت تاني واديني مش هنا.. زي ما ترسي بقى".

صورة رقم 2

لم ييأس الرجل "هروح اشوف في مدرسة تانية ولو ينفع أسافر المنيا هسافر.. زينا زي الناس عشان لأحسن لو نقصر يحصل حاجة وحشة في البلد"، كذلك يبرر عشري إصراره بالتصويت.

وبينما كانت الأجواء هادئة في مدرسة المعادي العسكرية، ساعد رجال الأمن بدر الدين حسين في الترجل عن السيارة والجلوس على كرسيه المتحرك.

بمجرد أن يذكر الرجل السبعيني سبب مجيئه "الحياة تتحسن والحاجة ترخص" إلا ويلحقه بالحديث أنه كان أحد المحاربين بكتيبة المشاة في حرب أكتوبر، وهو ما يجعل الأمر بالنسبة له "واجب" لازم الأداء.

كذلك سامح تيسير. 77 عاما، بالكاد قوي على الوصول إلى لجنته، وما إن أصبح أمام الباب طالب موظف الكشف بالجلوس جواره للاستراحة "أخدت 3 مواصلات عشان اجي". بمفرده تارة والتنقل من يد لأخرى مرات، مضت رحلة الرجل من أجل التصويت.

كان دافع تيسير للانتخاب "إننا لازم نكون مع الدولة". يواصل الرجل الانتخاب منذ 2005، حين استخرج بطاقة انتخابية آنذاك.

صورة رقم 3

لا يريد الرجل المسن سوى الأمن والأمان، يستاء من عدم تنفيذ خدمة نقل كبار السن والمعاقين "قالوا على الراديو في أرقام نتصل بيها عشان يجيبوا عربيات توصلنا للجان، بس اتصلت محدش رد" قالها بعدما أنهى التصويت، وتقدم بخطوات بطيئة للخروج، في الوقت الذي نظرت له إحدى موظفات النيابة في اللجنة معلقة: "الكبار والعواجيز هم اللي بييجوا والشباب فين؟".

فيديو قد يعجبك:

لا توجد نتائج