لم يتم العثور على نتائج البحث

إعلان

"ألحان بتتكلم ثورة".. 126 عامًا على مولد سيد درويش (بروفايل)

04:24 م السبت 17 مارس 2018

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- شروق غنيم:

حياة قصيرة عاشها سيد درويش، لكن شغفه تجاه الموسيقى وغزارة إنتاجه أمّد من عُمره بين فناني عصره ومن أعقبوه، فيما ظل خالدًا بين الشعب، حينما عرفت ألحانه حناجر الثوّار لتهتف بها ضد الاحتلال وطغيان الحاكم، وحينما أحدث هو نفسه ثورة في عالم الغناء.

في وقت صعب مر بالبلاد، وُلِد درويش في السابع عشر من مارس عام 1892، بعدما مضى عشرة أعوام من الاحتلال البريطاني لمصر، بينما المقاومة الوطنية كانت تُقاتل من أجل إنهائه، في نفس الوقت أخذت الأصوات المُعارضة في البروز مثل الزعيم الوطني مصطفى كامل.

الفن كان طريق درويش للمقاومة، فحينما نفى الاحتلال البريطاني سعد زغلول، خرج الموسيقار بفكرة فذّة، لحّن كلمات بديع خيري "يا بلح زغلول يا حليوة"، أخذت الأغنية في الانتشار، صغار وكِبار يرددونها، صارت مثل الخُطب السياسية "يا بلح يا بلح زغلول..يا حليوة يا بلح يا بلح زغلول..ياروح بلادك ليه طال بعادك" فصارت الهتِاف الذي يُقاوم به الشعب المحتل.

داخل دُنيا الأغاني والألحان كان درويش صاحب ثورة في تلك الأوساط "عندما ولد ســيد درويش كانت الموســيقى المصــرية والغناء فنًا للخاصــة، وعندما مات كانت موســـيقاه وألحانه تتردد في أنحاء البلاد مِلكًا للعامة من أبناء الشعب كله"، كما توضح أســتاذة الموسيقى الراحلة الدكتورة سمحة الخولي في مقالها المنشور عام 1968 بجريدة الجمهورية عن درويش.

خرج دوريش إلى الدُنيا من حيّ كوم الدكة بالإسكندرية، ظّل طوال مسيرته القصيرة بين الشعب، أغانيه مِلكهم، تُجسد أحوالهم وتعبر عن غضبهم، ضيِق الحال، والمقاومة حتى امتّد فنه إلى الميادين "عندما بدأ سيد درويش حياته الفنية كانت الموسيقى المصـرية الغنائية لا تَعرِف غير الشـجن والوجد والهيام، وعندما انتهت حياته كانت الموســــيقى تغني للوطنية، وتعبر عن طوائف العمال، وتوحي بجو الريف وتســخر من الحكام الطغاة" تضيف الخولي في مقالها.

وقتما أُقيم حفل استقبال لسعد زغلول بعد عودته من المنفى في مارس 1921، كان درويش حاضرًا في ألسنة المصريين "مصرنا وطننا سعدها.. أملنا كلنا جميعا للوطن ضحية"، وحينما ضجّت خطابات مصطفى كامل بالاحتجاج على ممارسات الاحتلال البريطاني، اقتبس درويش منها وصاغ قِطعة فنية وطنية يُرددها الأجيال حتى الآن في نشيد "بلادي بلادي" الذي اعتُمِد كنشيد وطني رسمي للبلاد عام 1979.

تعود الخولي إلى وصف التفرُد الذي صنعه درويش والثورة التي صاغها في الموسيقى نفسها "ولد ســيد درويش في عصــر لايعرف في الموســــيقى غير المغني الفرد، فيمجـده ويقـدســـــه ويخضــــع لـه الموسيقى، وعندما مات عام 1923 كان قد أصل غناء الثنائيات بأسلوب الحوار الغنائي، بل وطرق مجال أكثر صعوبة هو مجال الغناء الكورالي المتعدد الألحان، وقد توصل إلى هذا الغناء الكورالي بفطرته دون تعليم خاص في هذا المجال بالذات".

بين المُلحنيين الكبار وُجِد لدرويش مكانة خاصة، يحكي الموسيقار الراحل محمد عبدالوهاب في كتابه "رحلتي" عن درويش قائلًا: "يخطئ من يتصور أن سيد درويش أغنية ولحن، إن سيد درويش فكر، تطور، ثورة، فسيد درويش هو الذي جعلني أستمتع للغناء بحسي وعقلي، بعد أن كنت أستمتع بحسي فقط، إنه فكرة العصر التي لولاها لما لحن الملحنون بالأسلوب الذي يلحنون به الآن".

فيديو قد يعجبك: