"أسبوع العلوم المصري".. قصة أحد أكبر الفاعليات العلمية في المحروسة

كتب- محمد مهدي:

منذ أيام، على نطاق محافظات الجمهورية، دبتّ في الجامعات والكيانات المهتمة بالعلم، عشرات الفاعليات، الخاصة بتبسيط العلوم وكل ما هو جديد في التكنولوجيا، تحت مظلة "أسبوع العلوم المصري"، والتي انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي تحت هاشتاج "مصر بتتكلم علم" ليشهد نجاحا ملحوظًا، وإقبالًا من أطفال وشباب وأسر كاملة، فضلًا عن شخصيات عامة-وفق مهند المدني، أحد المسؤولين بالمبادرة.

الفكرة ليست وليدة العام الحالي، إذ اجتمع مؤسسي المبادرة في 2015، من بينهم محمود عبدالحي مؤسس مهرجان العلوم في مدينة زويل، كان لديهم رغبة في عمل حدث علمي كبير داخل مصر "يجمع المجتمع العلمي، وجميع الكيانات المهتمة بالأمر لمدة أسبوع في كل سنة" وتسميته أسبوع العلوم المصري "لأن بره فيه أسبوع العلوم البريطاني، والاسترالي، وفي برلين، وعدد من الدول المتقدمة".
الإمكانيات محدودة، غير أن ذلك لم يمنعهم من بدء المسيرة "عملنا أول حدث لينا في الجامعة الأمريكية بالتحرير، كان يوم واحد، لكن النجاح اللي حصل فوق التوقعات" حيث قاموا بتجهيز قاعة مخصصة لـ2300 شخص، لكنهم فوجئوا بوصول 14 ألف استمارة طلب حضور، وحماسهم للتواجد.

هذا الاهتمام، دفعهم لمزيد من التخطيط والتوسع "بقينا نركز على حاجتين، الأحداث الميدانية والتواجد على الإنترنت" أولهما ضم أي نشاط طلابي خاص بالعلوم، تحت مظلة أسبوع العلوم المصري "بنستقبل طلباتهم إنهم يعملوا فاعليات معانا، وبنوفرهم المساعدة والإشراف على المحتوى اللي هيقتدم للناس".

أما على الإنترنت، هناك المئات من التدوينات، والمشاركات الوافدة من عالم مواقع التواصل الاجتماعي واليوتيوب "برنامج الدحيح شارك معانا بإنه ناقش موضوع علمي بشكل مبسط وجذاب" أيضًا تُفتح المساحة لمشاركة كافة المواقع العلمية والمقالات المتخصصة والتقارير إلى الحدث العلمي الكبير.

جرت الأقدار، بات للمبادرة شأن، وصار لها العديد من الشركاء والداعمين، من بينهم أكاديمية البحث العلمي، مؤسسة مصر الخير، الجهاز القومي للتنظيم والاتصالات، مؤسسة شرف للتنمية المستدامة، الطبعة العربية من مجلة نيتشر، مجلة العلم "وعدد من الجامعات زي الأمريكية، والسويس، وجنوب الوادي، والأكاديمية البحرية".
الآن تُغطي المبادرة كافة محافظات الجمهورية، يُشرف نحو 150 شابا على تنظيم فاعلياتها وتوسعها، وخلال الأسبوع الجاري، ظهرت عدد من الأفكار الجديدة لأسبوع العلوم المصري هذا العام.

للسينما نصيب في التجربة "لأول مرة بنقدم عروض سينمائية، لأفلام علمية وشخصيات تاريخية زي الجاحظ وابن الهيثم، وأفلام اتعرضوا في إسكندرية وأسوان" كما نظموا يومًا لفيلم المريخي لمات ديمون، حضر العروض ناقد فني بجانب آخر متخصص في علوم الفلم "عشان يبقى فيه مناقشة فنية، وكمان مراجعة علمية للعمل".
وخلال فاعليات 2018 نظم القائمون على المبادرة، 5 مهرجانات علمية داخل مدارس المتفوقين "بيقدموا خلال عروض معلومة ومعلومات مبسطة للناس داخل مدارس حكومية" علاوة على 10 ورش علمية في القاهرة والإسكندرية والسويس والغردقة وأسوان، تحت مسمى "التفكير العلمي لحل مشكلات الحياة اليومية" لتعليم الناس التعامل عى أسس التفكير الهندسي وكيفية حل الأزمات بتفكير منطقي.

الكثير من اللحظات المميزة تمت خلال فاعليات المبادرة 2018، منها "إن أستاذ هشام سلام مكتشف الديناصور المصري، شارك معانا في أكتر من فاعلية، وترك تكريم مهم له عشان يبقى معانا، كانت دفعة قوية لينا"، بالإضافة إلى العروض الداعمة من المؤسسات الحكومية.

يذكر المدني إنهم فوجئوا بتلقي عروض من مرصد القطامية الفلكية "بيطلب إننا نجيب ناس ونعمل رحلة ونروح ونشوف المكان، وفعلًا 50 واحد راح واستفادوا جدًا" أيضًا المتحف الجيولوجي قدم الطلب نفسه "والدخول كان مجاني، وحضر أكتر من 100 طفل" كانت ساعات للمتعة والدهشة.

ردود الفعل التي يشاهدونها يوميًا، ويتلقونها عبر الاتصالات والإنترنت، تمنح فريق العمل إحساس بالسعادة لما وصلت إليه الفكرة، لكنهم مايزال لديهم طموح لمزيد من التوسع والوصول إلى كافة المواطنين، لتمرير ما يمكن من المعرفة والعلم "الفترة الجاية هيكون فيه أفكار واستفادة أكبر للناس