صاحب تحقيق تجارة الأعضاء الألماني لـ"مصراوي": "لم يرد عليِ أي مصدر رسمي من مصر"
حوار – دعاء الفولي ويسرا سلامة:
قبل أيام، نشر الصحفي الألماني "تيلو ميتشاك" تحقيقا حول تجارة الأعضاء في مصر، الفيلم أثار جدلا بين صحفيين من جهة، وبين وزارة الصحة المصرية من جهة أخرى. محقق العمل سجل مع أحد الضحايا الذي تمت سرقة كليته، وأصيب بالإيدز. "مصراوي" حاور الصحفي عبر الانترنت، لمعرفة كواليس التحقيق، ورده على الاتهامات بالإضرار بالأمن القومي لمصر.
تنتشر تجارة الأعضاء في عدد من البلدان، خاصة بأفريقيا، اختار الصحفي الألماني مصر "لأنها تشجع السياحة العلاجية، ولذلك تجذب جمهور دولي" كما يقول. يذكر الصحفي أنه أطلع بالفعل على تحقيقات سابقة من دنيا تجارة الأعضاء في مصر، ويعلم أن الفكرة ليست جديدة، لكنه يقول "ألا يستحق الأمر الحديث عنه مرة أخرى؟".
في بداية التحقيق، استعان تيلو بسائق تاكسي، يقول السائق للمحقق أن هناك تجارة أعضاء في مصر، مما اعتبره البعض نقصًا في مهنية التحقيق الاستعانة بسائق تاكسي، لكن الصحفي يرد على ذلك "بحثي جاء بعد عمل استمر لمدة شهر، لم اعتمد على سائق تاكسي، لكني فقط سألته ماذا يعرف عن تجارة الأعضاء، لأن سائقي التاكسي حول العالم في الغالب يعرفون ماذا يحدث".
يظهر التحقيق الألماني مدير لأحد المستشفيات بمصر، استقبل ثيلو وكأنه أحد أقارب مريض، يحتاج والده إلى نقل كُلى. مدير المستشفى ذكر في التحقيق إن هناك "طريقة ما" لتوفير العضو، لم يقطع مدير المستشفى أن هناك طريقة غير شرعية لنقل الأعضاء، وهو ما اعتبر أيضا نقصًا في مهنية التحقيق، فربما يكون عن طريق التبرع، لكن الصحفي يرد "لم نذكر في الفيلم أن مدير المستشفى قطع بوجود تجارة للأعضاء.. لكننا تكلمنا عن الاحتمالات مع مدير المستشفى، هو لم يذكر "تجارة الأعضاء"، ولم نذكر ذلك في الوثائقي أيضا".
وكانت وزارة الصحة المصرية نفت في بيان رسمي ما تناوله التحقيق، وذكرت أنه "عار تماما من الصحة". وأكد البيان أن الفيلم تم تسجيله خارج مستشفيات وزارة الصحة، وأنه لا يثبت بيع أو تجارة للأعضاء البشرية داخل المستشفيات.
"ضحية واحدة تكفي".. بهذا المقطع يرد ثيلو على إقامة التحقيق على ضحية واحدة فقط، متابعًا "نحن نتحدث عن حياة إنسان.. والكل يعرف أن هناك بمصر الكثير من الضحايا".
وردًا على عدم وجود أطباء مصريين في التحقيق ممن قاموا بالفعل بتجارة الأعضاء، يرد ثيلو "لقد حاولت سؤالهم للحوار.. لكن تم إهمالي وعدم الرد". يؤكد الصحفي الألماني أنه حاول التواصل مع مصادر رسمية من وزارة الصحة المصرية، لكنهم رفضوا إجراء الحوار، بحسب تصريحه لـ"مصراوي".
وأتهمت وزارة الصحة المصرية الفيلم بأنه يضر بالسياحة العلاجية في مصر، فيما أسمته "الإطار الممنهج ضد مصر، ويضر بالأمن القومي للبلاد".
ورغم ردود الفعل الرسمية الحادة، التي تلقّاها موضوع الصحفي الألماني، غير أنه يقول: "لقد اعتدت على ذلك.. خاصة في القصص المرتبطة بشئون الدول الأخرى.. ماذا يمكنهم أن يقولوا غير ذلك؟". مؤكدًا أنه حتى إذا فُتح تحقيق جدي داخل مصر "فلن أساعد أي جهة في ملاحقة المجرمين.. فهذا ضد أخلاقيات الصحافة".
ويوضح ثيلو أن ثمة عوائق واجهته، خلال ستة أيام من التصوير داخل مصر، وشهر من البحث "أهمها صعوبة التحدث مع الناس لا سيما وأن الموضوع شائك"، مُضيفًا أن الصحافة لا تحصل على حرية كافية في مصر، حسب قوله.
لاقى التحقيق الذي نُشر في قناة ProSieben الألمانية كفيلم، ومطبوعًا في مجلة FOCUS ، عدة تعليقات سلبية من بعض الصحفيين، لكن ثيلو يقول: "ما وصلني من المتابعين على الأقل بموقع فيسبوك كان جيدًا".
ويؤكد الصحفي الألماني أن مردود العمل في بلده كان مختلفًا " تلقى التحقيق دعمًا كبيرًا.. البعض عرضوا توصيل أموال لمنظمات حقوق الإنسان المصرية لمساعدة الحالات التي مرت بتلك التجربة القاسية"، قبل أن يستطرد قائلًا إن منظمات المجتمع المدني لا تلقى قبولًا ضخمًا في مصر، مُضيفًا أنه أعطى الحالات التي قابلها أموال بسيطة "لأنهم فقراء وليس لأنهم طلبوا مني ذلك".
فيديو قد يعجبك: