بالصور- بتليسكوب وكاميرا.. "أحمد شريف" يرصد عجائب السماء
كتب- محمد مهدي:
في طفولته تعلق "أحمد شريف" بالسماء بشكل ملفت، يمضى ساعات طويلة مشدوهًا إليها، يتأمل النجوم وحركتها، يبحث عن الكتب المتعلقة بالفلك بنهم شديد، يقرأ ويتدبر باستمتاع، يتملكه رغبة في التوغل أكثر داخل هذا العالم.. بداية مهدت لمستقبل تحول فيه إلى رحالة يجوب الصحراء راصدا للظواهر الفلكية بعدسته، لتختار وكالة ناسا الفضائية صورة من أعماله كواحدة من أفضل 100 صورة رصدت الخسوف الكلي للقمر في 2015.
اكتفى "شريف"- الذي يعمل في وزارة البترول- لسنوات عديدة بالتعرف على الظواهر الفلكية من الكتب والإنترنت، غير أنه في 2014 قرر السفر ضمن مجموعة إلى منطقة دهب بسيناء، بعيدًا عن الأضواء الصناعية وكل ما يُعيق رؤية السماء بصورة أفضل، هناك حينما استلقى الشاب العشريني على الأرض شاخصا ببصره إلى أعلى، أضأت في عقله فكرة "كانت ليلة صافية، والنجوم ظاهره بنور بديع.. في الوقت دا قررت أني لازم أوثق اللحظات دي، والناس كلها تشوفها".
عندما عاد إلى القاهرة، انشغل الشاب بتعلم التصوير وشراء كاميرات تساعده على التقاط صور جيدة للسماء والظواهر الفلكية البارزة "ساعتها مكنش ليا في التصوير الاحترافي خالص"، بعد تخطيط جيد للأمر حصل "شريف" على كاميرا مناسبة ثم تواصل مع مصورين أجانب متخصصين في هذا المجال " راسلت المصور الاسكتلندي (مارك اجي) كان واخد جايزة أفضل مصور فلكي لـ 2014".
التصوير الفلكي لا يمكن تعلمه نظريًا، لذا احترف "شريف" السفر إلى الأماكن الصحراوية في مصر "اشتركت في الجمعية الفلكية لدكتور مصطفى محمود.. سافرنا كل حتة في مصر"، ذهب إلى سيناء ووادي الوشواشي، الواحات في الصحراء الغربية، أنحاء الفيوم، جبل علبة على الحدود مع السودان " وأول صورة ليا كانت في الصحرا البيضا".
للتصوير في هذا المجال خطوات يحفظها "شريف" عن ظهر قلب "أهم شيء إنك تبعد تماما عن التلوث الضوئي وعن المدن مسافة متقلش عن 50 كيلو"، السفر برفقة الكاميرا وحاملها وتليسكوب، فضلا عن الحرص على عدم وجود أي ضوء صناعي بالقرب، "والصبر لأنك هتقعد لساعات مشغل الكاميرا عشان تجمع الصورة البديعة".
صفحة "شريف" على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" يهتم بها الألاف لمتابعة أعماله، يتلقى من خلالها العديد من التعليقات المميزة "بفرح جدًا لما ألاقي ناس بتقول سبحان الله أو بتكتب آيات قرآنية"، في الوقت نفسه يشعر بالغضب حينما يتهمه البعض بأن الصور فوتشوب "تخيل المجهود المبذول والتصوير بالساعات في درجات حرارة صعبة وفي الأخر يتقال فوتشوب".
طموح الفنان الشاب لا يتوقف، يخطط في الفترة القادمة لمزيدا من الرحلات في أنحاء البلاد بحثا عن صورا جديدة مميزة يرصد فيها أكبر قدر ممكن من الظواهر الفلكية "وبخطط كمان أني أتسلق جبل كالمينجارو وهو من أعلى 7 جبال في العالم، عشان أصور من قمته".
فيديو قد يعجبك: