إعلان

بالصور: بيبرس الخياط بعد انهيار السقف وإغلاقه.. المسجد تبع مين؟

02:31 م الأحد 28 يونيو 2015

مسجد بيبرس الخياط

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- دعاء الفولي وإشراق أحمد:

صباح السبت قبل الماضي، قبل أذان الظهر بعشر دقائق، خرج العامل المسئول من مسجد بيبرس الخياط الكائن بالدرب الأحمر، وما إن مرت ثوان معدودة حتى انهار جزء من السقف. نجا الخادم بمعجزة إلهية، وقام بإبلاغ المسئولين. لم يتفاجأ أهل المنطقة بما حدث، فقد كان ذلك نهاية طبيعية لاستمرار المطالبة بسرعة إنقاذ المسجد دون استجابة.

صورة 1

المدخل الخلفي للمسجد صار هو الباب الرئيس بعد الانهيار، الميضأة تبعد عن الباب الحجري الضخم عدة أقدام، يدلف السكان إليها، تبدأ صلاتهم فوق حصير يغطي مساحة لا تزيد عن خمسة أمتار، أعلاه مصطبة مؤدية للمسجد المنهدم، ينظر الداخل بأسى إلى المسجد، يحوقل أو يُلقي جملة تُعبر عن استياءه "أديلنا 3 سنين نقولهم تعالوا صلحوا المسجد لله، ومفيش حد سامع".

صورة 3

بين بيوت درب السعادة يسكن مسجد "بيبرس الخياط"، متوسط الحجم مقارنة بغيره من مساجد القاهرة القديمة، ذو قبة ضخمة، تبدو جلية، لونه البني يزيده جلال قدم الزمن المار عليه، ورغم ذلك أبقى على نقوشه المحفورة بجدرانه ونوافذه، وأبوابه العتيقة، فيما تغيرت ملامح الحياة حوله، بوجود الباعة المفترشة قربه، والمحلات المفتوحة أمامه على جانبي المسجد، الذي تُقدر مساحته نحو 600 متر، فيما يُقدر عمر بناءه قرابة 500 عاما.. والمسجد بناه الأمير بيبرس بن عبد الله بن عبد الكريم الخياط، واشتهر بذلك الاسم لأنه كان الخياط الخاص بالسلطان قنصوة الغوري، وهو من أواخر الجوامع التي بناها مماليك السلطان قلاوون في القاهرة.

نحو 50 عاما يتردد أحمد سيد على المسجد، منذ صغره ويجده واقفا منتصبًا بمكانه "كان زي ما هو كده قديم" كذلك وصفه، غير أنه ما أبصره أسير الإهمال يوما، حتى باتت الشروخ جلية في جدرانه إلا في التسعينيات "الأهالي صلحته.. وعملت دورة للمياه"، نحو 20 ألف جنيه تكبدها أهالي حارة الجورية بالدرب الأحمر، في سبيل الإبقاء على مسجدهم دون أن يمسه سوء، غير أن خطر أصبح يهدد الأرواح وفقا لعدد من سكان المنطقة المترددين على المسجد "سمعنا صوت طرقعة" يقول "سيد" الرجل الستيني، فقبل ثلاث سنوات خاطبت الأهالي وزارتي الأوقاف والآثار، لإعلامهم بأن شيء أصاب المسجد.

صورة 2

لم يسفر الخطاب عن شيء سوى غلق المنطقة التي سُمع وشُوهد شروخ فيها، وكانت بقرب المنبر، فأصبح المصلين يقيمون صلاتهم بعيدًا عن تلك المنطقة، التي لم تزل بها عواميد حديدية منذ عام 1992، حين بدأت عمليات الترميم الوحيدة التي شهدها المسجد حسب قول الأهالي، "الشدادات" هي الحل الذي اُستخدم للإبقاء على المسجد، فيما "بُح" صوت الأهالي حسب يوسف محمد- أحد سكان المنطقة- من كثرة المناشدة، والتي بلغت 3 مرات خلال 4 أعوام دون استجابة فعالة.

صورة 4

التراب يُغطي السجاد المفروش على مدخل الجامع، وباقي الأركان المصابة جراء الانهيار المفاجئ. الصقالات التي تُستخدم في ترميم المباني موجودة، لم تمنع انهيار السقف، المكان المنهار يرتفع عن أرض المسجد درجة، شعاع الشمس اخترقه مُسلطا الضوء على منبر الإمام الذي صار مغطى بعواميد المسجد، بينما تناثرت قطع الأخشاب بكل مكان، في مواجهة الباب تقبع عدة عواميد حديدية أخرى مرصوصة لتمنع انهيار الأحجار، يتوسط الحائط نافذة، أسفلها شقوق عريضة ضربت الجدار، أو كما يقول "محمد": "الحيطان اتفتحت".

صورة 5

كان الأهل قد اعتادوا الابتعاد عن تلك المنطقة بالفعل "مفيهاش خطر علينا"، على حد قول "سيد". خلال السنوات الماضية الصلوات اُقيمت أسفل القبة الشاهقة التي تغطي قاعة ليست كبيرة، لكنها مُجهزة بسجاجيد، مُبرد مياه، ومصحف موضوع على حامل يقف داخل كوة القبلة، مسّه أذى التراب كبقية الأشياء "الأهالي عندها استعداد تدفع تاني عشان يصلحوا المسجد"، قال "سيد"، الذي اتصل بأحد المسئولين بالآثار عقب الحادث؛ فأخبره أن يفتح الميضأة حتى إشعار آخر "الأهالي ممكن يجمعوا ونشيل التراب ونبدأ ترميم بعد العيد"، لم يطلب السكان شيئا سوى مهندس من وزارة الأثار ليعاين الموقع، لكنه عندما جاء ألقى نظرة ولم يحدث شيء بعدها، على حد قولهم.

"المسجد يتبع في ملكيته وزارة الأوقاف لكن وزارة الأثار تشرف عليه" قالها محمد عبد العزيز معاون وزير الآثار لشؤون الآثار الإسلامية والقبطية، موضحا أن القبة فقط هي ما تتبع الأثار، فيما بقية المسجد "مش مسجل كأثر"، رغم مرور نحو أكثر من 700 عاما على إنشاءه، لما طرأ عليه من تجديدات أفقدته الطابع المعماري الأثري "مش أي مبنى مر عليه سنوات كتير يسجل بأنه أثر" حسب قوله.

صورة 6

وأضاف "عبد العزيز" أن وزارة الأثارة خاطبت "الأوقاف" كثيرا لترميم المسجد، غير أنه لم يكن هناك صدى على أرض الواقع، مؤكدا أن انهيار السقف الذي شهده المسجد قبل أيام من شأنه أن يؤثر على أساسات المسجد، خاصة لما به من شروخ سابقة.

ومن جانبها قالت داليا فؤاد، مهندسة بوزارة الأوقاف ومسئولة عن مساجد القاهرة، إنها خاطبت وزارة الآثار أكثر من مرة بخصوص مسجد بيبرس الخياط، كي يتم إرسال أحدهم للمعاينة نظرا للشقوق الموجودة به، مؤكدة أن وزارة الآثار هي المسئولة عن المسجد لكونه أثري، وليس الأوقاف، مضيفة أن الأوقاف أصدرت قرار بإغلاق المسجد منذ يناير 2014، ولا تعلم سبب عدم امتثال أهالي منطقة الدرب الأحمر للقرار.

وعن المماطلة، و"المطوحة" بين الوزارتين حسب الأهالي، قال "عبد العزيز" إن الأهالي "ملهاش دعوة المسجد تبع مين المهم أنه يفضل بحالة جيدة"، وإذا أرادوا إصلاح المسجد على نفقتهم الخاصة فلن تعترض وزارة الأثار.

"لو حد دق مسمار في المسجد وزارة الآثار هتحبسه في ساعتها" قالها "يوسف" الرجل الخمسيني الساكن القديم بالمنطقة، فيما أكد معاون الوزير لشؤون الآثار الإسلامية، أن ترميم الأهالي للمسجد لا يعرضهم لمشاكل، بشرط أن يقوموا بإخطار وزارة الآثار للإشراف، لضمان عدم تأثر العمل على المسجد بشكل عام والقبة الأثرية التابعة لملكية الدولة من ناحية أخرى، "ولو تقدم لنا الأهالي بشكل مباشر.. هنخاطب الأوقاف ونضغط على الأقل القبة بتاعتنا متتأثرش" كما قال "عبد العزيز" الذي يرى أن المسألة تتعلق بـ"مسجد ربنا" فلا يمكن تجاهلها.

الثانويه العامه وأخبار التعليم

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان