حواديت الغيطاني.. تمام الظهور في أربعين الغياب (ملف خاص)
أعد الملف- رنا الجميعي ونسمة فرج:
يقول الغيطاني في سفر البنيان، لتمام الظهور لابد من غياب، لذا كان عليه أن يغيب، بعيدًا، ربما يلقى هناك اجابات لأسئلة أرّقته، بل سيقتلعها من جذورها، وأمكنة وسيعة يفصّلها بعينيه، يدرسها حيز حيز، وأزمنة يمتد كيانه فيها، ليجد راحة وأمنًا، لن ينسى أن يصطحب معه في مستقره الجديد، بدائع الزهور لابن إياس، وألف ليلة وليلة تؤنسه، هُناك سيجد الوقت الكافي لخط كل ما لم يسعه إياه الزمن الأرضي، سيكتب عمّا أثقلته النوائب، وما لم يقدر لسانه على قوله، وأزمنته التي عاشها ولم يلفظها، فسكنها قلبه وحده، هُناك سيجد منبع الحكايات، ليعب منه عبًا، ويفك الأسرار، من لغز القلب وحتى الكون.
وصل الغيطاني إلى رحلته الأخيرة، يوم الثامن عشر من أكتوبر الماضي، لم يعد الموت غريبًا عنه، رافقه وبشّ في وجهه، ليستفهم منه عنه، وليكن حنونًا عليه، ودودًا في معاملته، يعرف الغيطاني عن العادات المصرية أكثر مما نعرف، سيبلغك من فوق أن اليوم هو أربعينه، تقول الأساطير والحكايات، أن الجسد يُبلى تمامًا بعد الأربعين، كما أن أوزويس قطّع جسده لأربعين، ووُزع على أربعين مكان، الرقم نفسه مُبارك في الأساطير والقرآن، إن الأربعين لدى المصريين للعزاء والسلوى، لذا نُحاول هُنا أن نذكر الغيطاني في أربعينه، ذكرًا حسنًا يليق به.
هُنا نذكر الغيطاني بأركانه المُختلفة، ليس رفيق القلم فحسب، ولكن صاحب جعبة الحكايات في أخبار الأدب، وملازم السلاح، حامل الوطن في قلبه، عن الممتنين له من الكُتاب والقراء، الذي فتح لهم أبوابًا من الإبداع، عن علاقته بالشاعر الجنوبي والحكاء الأعظم، لتمام الظهور لابد من غياب، لذا كان لابد من غياب الغيطاني، حتى يظهر تمامًا.
تابع باقي موضوعات الملف:
مراسل حربي بدرجة رسام.. الغيطاني في حديث شعبان يوسف (حوار)
حكايات ثلاثة مثقفين في محراب الغيطاني
رئيس التحرير الذي تحول إلى صديق.. بين جمال الغيطاني وشعير زمن من ''العشرة'' (حوار)
نجيب محفوظ والأبنودي حاضران في وجدان الغيطاني
قراء الغيطاني.. حراس تربوا في معبد إبداعه
جمال الغيطاني وحكايات أبي المنسية (مقال)
فيديو قد يعجبك: